"بوكر" الليثيوم.. فخ بوتين الجديد للغرب
فيما يشبه لعبة القط والفأر، هكذا هو حال روسيا والعقوبات الغربية، بينما يهرول الغرب لفرض المزيد منها تجد دائما موسكو طريقة مبتكرة للرد.
ويبدو أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يعد فخا جديدا للغرب في قطاع المواد الخام، بحسب تقرير نشرته صحيفة "دي فيلت" الألمانية.
ويأتي ذلك بعد ساعات من إعلان عقوبات جديدة ضد روسيا ودعوة لتوحيد الصفوف في افتتاح قمة مجموعة السبع في ألمانيا أمس الأحد.
وكشف مقال صحيفة "دي فيلت" أن لدى بوليفيا أكبر مخزون لاحتياطيات الليثيوم في العالم وتبحث عن شركاء تجاريين لمساعدتها في استخراج تلك المادة الخام المستخدمة على نطاق واسع في إنتاج السيارات الكهربائية، حيث تعد روسيا أحد المتنافسين على ذلك.
- الكرملين: "لا أساس" للحديث عن تخلّف روسيا عن سداد ديونها
- دول كبرى تطفئ بريق الذهب الروسي.. ماذا يعني ذلك؟
وتابع: "هنا يكمن الفخ الجديد في مجال المواد الخام لبوتين"، حيث يرى كاتب المقال أن لدى روسيا فرصة جيدة على نحو خاص للنجاح فيما أسماه "بوكر" الليثيوم. وإذا نجحت موسكو في ذلك، فقد تقع أوروبا من جديد في أسر حاجتها إلى روسيا للمواد الخام.
ووفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، تمتلك بوليفيا أكبر احتياطي من الليثيوم في العالم بواقع 21 مليون طن، متقدمة على الأرجنتين (19) وتشيلي (9.8).
وتحتدم المنافسة العالمية الشرسة على المواد الخام التي لا غنى عنها لإنتاج بطاريات للسيارات الكهربائية. ويمكن للدول التي لديها حق الوصول إلى هذه المواد أن يكون لها رأي في الأسعار وحجم المعروض.
واختتم المقال بالقول "سيطرة روسيا على مناجم الليثيوم في بوليفيا سيضعها في موقع مفيد للغاية، نظرا لأهمية هذه المادة الخام للاقتصاد الحديث".
عقوبات جديدة
أعلن قادة دول مجموعة السّبع المجتمعون في قلعة إلمو بمقاطعة بافاريا بجنوب ألمانيا في قمة مخصّصة بغالبيتها للحرب الدائرة في أوكرانيا، توسيع نطاق العقوبات المفروضة على روسيا مطلقين دعوة لتوحيد الصفوف.
ويعد الإعلان أول مؤشر إلى دعم أوكرانيا في القمة التي انطلقت أمس الأحد في منطقة بافاريا في جبال الألب.
وجاء في تغريدة للرئيس الأمريكي جو بايدن "معا، ستعلن مجموعة السبع حظر الذهب الروسي، المصدر الرئيسي للتصدير، ما من شأنه أن يحرم روسيا من مليارات الدولارات".
وسيضفي قادة دول المجموعة (ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وكندا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة) على تعهّدهم هذا الطابع الرسمي في ختام القمة غدا الثلاثاء، علما بأن واشنطن ولندن وأوتاوا وطوكيو سبق أن أعلنت التزامها هذا.
ويشمل الحظر استيراد الذهب المستخرج حديثًا في روسيا وليس الذهب الذي تم الحصول عليه قبل فرض الحظر، وسيطال "بشكل مباشر الأثرياء الروس النافذين" وسيضرب "قلب آلة حرب" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
بلغت صادرات روسيا أحد أكبر منتجي المعدن الأصفر في العالم، حوالي 15 مليار يورو في 2021، أي ما يعادل 5 بالمئة من السوق العالمية، بحسب لندن وواشنطن.
وهذا المعدن الثمين هو ثاني منتج تصدره روسيا بعد الطاقة المستهدفة بالعقوبات، إذ أن الغربيين يحظرون بالفعل النفط الروسي ويسعون إلى تقليل اعتمادهم على الغاز الروسي.
ويهدف الإجراء إلى عزل روسيا عن النظام المالي الدولي وتجنب تمويل المجهود الحربي الروسي عبر دفع المليارات لموسكو من خلال الاستيراد.
aXA6IDMuMTQ3Ljg5LjUwIA==
جزيرة ام اند امز