تاتشر تعود.. وزيرة خارجية بريطانيا المرأة الحديدية الجديدة
قبل أن تعتلي ليز تراس، وزيرة الخارجية البريطانية، المنصة لإلقاء خطاب، تتناول كوبا من القهوة، وتقضي بضع دقائق للتفكير في كلام يبعث الثقة بالنفس، وأحيانا تضع سماعات الأذن للاستمتاع ببعض موسيقى البوب المبهجة.
وطبقًا لصحيفة "التايمز" البريطانية، تعتقد تراس أن أي خطأ ارتكبته خلال فترة عملها بالحكومة التي تقارب عشرة أعوام كان بسبب عدم اعتمادها على حدسها، وعندما شككت في نفسها، لكن شعارها الآن "آمن بنفسك".
ويقول مستشار سابق إن شعار حملتها على الأغلب سيكون "آمنوا بنفسكم، آمنوا ببريطانيا"، لافتا إلى أنها ستتحدث عن الحرية، والتجارة الحرة، حيث إنها من المؤمنين بالحرية والمتعصبين للتجارة الحرة.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الأيديولوجيا التي تتبعها تراس هي "التاتشرية" (Thatcherism)، نسبة إلى مارجريت تاتشر: ضريبة منخفضة، عمل لا رفاهية، تقليص الإجراءات البيروقراطية، تقليص القطاع العام، واصفة إياها بالمرأة الحديدية النسخة الثانية.
وذكرت "التايمز" أن إذا كان هناك سباق على القيادة في أي وقت قريب، ستكون ليز بمركز الصدارة.
وعلى مدار العام الماضي، كانت المفضلة بين أعضاء حزب المحافظين، وتحظى بنسبة تأييد 82%، في حين يحظى ريشي سوناك، مستشار الخزانة الذي يعتبر أقرب منافس لها على الوظيفة العليا، بنسبة 53%.
ومع استقالة مات هانكوك في يونيو/حزيران، تعتبر تراس (46 عاما) الآن صاحبة الرقم القياسي لأقدم عضو عامل بالحكومة بشكل مستمر.
ومع إعفاء دومينيك راب من حقيبة الخارجية في سبتمبر/أيلول، تمت ترقيتها إلى أحد أكبر مناصب بالدولة (وهو الدور الذي يتضمن الآن قيادة المحادثات مع الاتحاد الأوروبي بعد مغادرة حليف رئيس الوزراء لملف بريكست، لورد فروست).
وطبقًا للصحيفة، هذا يجعلها "مقاومة"، و"عنيدة"، و"ناجية"، بحسب وزراء آخرين. وبالإضافة إلى "التوتر الأصيل" مع سوناك، تجمعها علاقة معقدة مع العديد من الفرقاء الرجال بالحزب، حيث يقول أحد المقربين منها إن "ساجد جاويد وراب وهانكوك كانوا يتعاملون معها بدونية لفترة طويلة. كان هناك اختلال في القوى. الآن في الصدارة. هذا زمنها."
وقالت آمبر رود، وزيرة الداخلية البريطانية السابقة: "حققت ليز نجاحا كبيرًا سياسيا، وخدمت ثلاث رؤساء وزراء مختلفين، جميعهم مختلفين للغاية، وتمكنت من تحقيق نجاح كبير مع الثلاثة، لاسيما هذه الحكومة."
وأصر مستشار سابق أن بريطانيا تحت قيادة ليز تراس ستبدو مثل بريطانيا في عهد بوريس جونسون، "لكن مع ضرائب وإنفاق أقل."
وقال رئيس تحرير صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، الذي جلس بجوارها أثناء مأدبة عشاء، إنها تتمتع بـ"عادة طرح أسئلة مفاجئة واعتبار الرد (هراء)."
لكنها تكدح خلف الكواليس؛ حيث تقرأ الصحف، والأبحاث والدراسات، والكتب، ويحب حزب المحافظين فكرة أن ليز تراس فتاة متعلمة اكتشفت من خلال عملها الدؤوبأنها يمكنها تحقيق أحلامها بالفوز بمكان بكلية ميرتون في جامعة أوكسفورد؛ لقراءة الفلسفة والسياسة والاقتصاد.