أزمة أوستن تثير عاصفة جمهورية.. هل ينقذ «الإقرار» وزير دفاع أمريكا؟
غضب جمهوري انفجر في وجه الإدارة الأمريكية، ليتجاوز أسوار «الكونغرس»، مُشكلا عاصفة لم تهدأ وتيرتها، بسبب السرية التي أحاطت ببقاء وزير الدفاع أسبوعا في المستشفى.
وأدخل الوزير لويد أوستن (70 عاما) في أول أيام العام الجديد إلى مركز والتر ريد الطبي العسكري الوطني بسبب ما قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إنها «مضاعفات بعد إجراء طبي اختياري في الآونة الأخيرة»، الأمر الذي أبقته الوزارة طي الكتمان لمدة خمسة أيام.
تلك السرية أثارت عاصفة داخل الكونغرس؛ فالسيناتور روجر ويكر، كبير الجمهوريين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، اتهم وزارة الدفاع الأمريكية بالتقاعس في إبلاغ الكونغرس على الفور بمثل هذا الأمر وفقا للقانون.
ويقول موقع «أكسيوس» الأمريكي إن بعض المشرعين من الحزب الجمهوري دعوا أوستن للإدلاء بشهادته، ملوحين بالإطاحة به، بسبب ما وصفه أحدهم بأنه «انهيار خطير» في الاتصالات.
ولم يتم إبلاغ مسؤولي إدارة بايدن، بما في ذلك مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، بدخول الوزير المستشفى حتى 4 يناير/كانون الثاني الجاري، وفقا لصحيفة «بوليتيكو»، التي ذكرت أيضا أن البنتاغون أخطر الكونغرس فقط قبل وقت قصير من إصدار البيان العام يوم الجمعة.
وقال النائب جيم بانكس (جمهوري عن ولاية إنديانا)، عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، لموقع «أكسيوس»: «إنه أمر مقلق للغاية. يبدو أن الرئيس لم يكن على علم بالأمر».
بانكس أضاف أن أزمة أوستن بمثابة الكارثة، مطالبا بـ«استبداله بشخص يركز على جعل الجيش جاهزا للقتال والفوز بالحروب بدلاً من تعزيز القضايا السياسية لإدارة بايدن. لقد طفح الكيل».
وقال السيناتور توم كوتون (جمهوري من أركنساس)، عضو لجنة القوات المسلحة، في بيان: «إذا كان هذا التقرير صحيحا، فلا بد أن تكون هناك عواقب لهذا الانهيار الصادم».
ويضغط العديد من أعضاء لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ على البنتاغون وأوستن نفسه، لتقديم مزيد من المعلومات حول قرار عدم الكشف على الفور عن الإقامة في المستشفى.
وقال السيناتور ريك سكوت (جمهوري من فلوريدا) في منشور على منصة «إكس» (تويتر سابقا) إن أوستن «يجب أن يأتي إلى [اللجنة] على الفور، ويشرح سبب حدوث ذلك ومن ساعد في إخفاء الأمر عن قادة أمتنا».
هل ينقذ الإقرار الإدارة الأمريكية؟
وفي محاولة من وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لتبرير الواقعة قال، في بيان أمس السبت، إنه يتحمل «المسؤولية الكاملة» عن السرية التي أحاطت ببقائه في المستشفى لمدة أسبوع بسبب حالة طبية لم يتم تحديدها بعد.
«أدرك أنه كان بإمكاني القيام بعمل أفضل لضمان إعلام الناس على نحو مناسب، وأنا ملتزم بالقيام بعمل أفضل» يقول أوستن، مضيفا «لكن من المهم أن أقول إن هذا كان الإجراء الطبي الخاص بي، وأنا أتحمل المسؤولية الكاملة عن قراراتي بشأن الإفصاح».
وقال مسؤول أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن بايدن لا يزال يحتفظ بثقته بأوستن، وذكر مسؤول ثان أن بايدن وأوستن تحدثا معا مساء أمس السبت.
وأوستن هو التالي لبايدن مباشرة على قمة التسلسل القيادي للجيش الأمريكي، وتتطلب واجباته أن يكون متاحا في أي لحظة للتعامل مع أي شكل من أشكال أزمات الأمن القومي.
ولا يزال من غير الواضح إلى أي مدى تم تفويض مهامه إلى نائبته كاثلين هيكس، أو ما إذا كان أوستن شارك في أي قرارات مهمة أثناء غيابه.
ولم توضح الوزارة بعد سبب علاج أوستن، وما إذا كان قد فقد وعيه خلال الأسبوع الماضي، كما لم تقدم تفاصيل حول الموعد المحتمل لخروجه من المستشفى.
وقال ويكر إن هذه الواقعة أدت إلى تآكل ثقة الشعب بإدارة بايدن، مستشهدا بالإخفاقات السابقة في الكشف بسرعة عن معلومات حول حوادث الأمن القومي، بما في ذلك ظهور منطاد تجسس صيني فوق الولايات المتحدة العام الماضي.
وقال متحدث، أمس السبت، إن أوستن استأنف مهامه الكاملة مساء الجمعة، لكنه ظل في المستشفى.