مأساة طائرة ألاسكا.. صعوبة في استخراج جثث الضحايا من الحطام
أعلنت السلطات الأمريكية، الجمعة، العثور على حطام طائرة تابعة لشركة طيران إقليمية اختفت في ألاسكا قبل 24 ساعة، مؤكدة مصرع جميع ركابها.
وتم تحديد موقع الطائرة الصغيرة، وهي من طراز "سيسنا 208B جراند كارافان"، على بعد 34 ميلاً جنوب شرق مدينة "نوم"، وجهتها النهائية.
وأفاد المتحدث باسم خفر السواحل، كوماندر مايك ساليرنو، بأن فرق الإنقاذ تمكنت من تحديد هوية 3 جثامين داخل الطائرة، بينما يُعتقد أن السبعة الآخرين ما زالوا داخل الحطام، إلا أن الوصول إليهم لا يزال صعبًا في الوقت الراهن.
ومن بين الضحايا، اثنان من موظفي "اتحاد الصحة القبلية للسكان الأصليين في ألاسكا"، وهما رون بومغارتنر وكاميرون هارتفيغسون، اللذان كانا في رحلة إلى "يونالاكليت" لإصلاح نظام استعادة الحرارة الأساسي لمحطة المياه في المجتمع المحلي، وفق ما أعلنه الاتحاد مساء الجمعة.
وقالت الرئيسة التنفيذية المؤقتة للاتحاد، ناتاشا سينغ، في بيان: "كان رون بومغارتنر وكاميرون هارتفيغسون في عملهما، وتركا أثرًا عميقًا في المناطق الريفية عبر ولايتنا". وأضافت: "لقد ضحّوا بأرواحهم أثناء أداء واجبهم في أصعب أوقات الشتاء".
واختفت الطائرة، التابعة لشركة "بيرينغ إير"، الخميس بعد إقلاعها من "يونالاكليت" باتجاه "نوم"، وهي رحلات اعتيادية تربط مدن غربي ألاسكا عبر "نورثون ساوند". ووفقًا لخفر السواحل، فُقدت الطائرة على بُعد 12 ميلاً من الساحل عندما اختفت عن شاشات الرادار.
وأوضح كوماندر بنجامين ماكنتاير كوبل أن الطائرة تعرضت "لحادث مفاجئ أدى إلى فقدان سريع للارتفاع والسرعة" حوالي الساعة 3:18 مساء الخميس.
وأظهرت صورة نشرها خفر السواحل الطائرة وقد تحطمت إلى أجزاء متناثرة على سطح جليدي مغطى بالثلوج. وقالت القوات عبر منصة "إكس": "قلوبنا مع المتأثرين بهذه الحادثة المأساوية".
وكانت عمليات البحث معقدة بسبب عدم إرسال الطائرة إشارة استغاثة عبر جهاز تحديد المواقع الطارئ، وهو أداة تبث إشارات استغاثة عبر الأقمار الصناعية عند تعرض الطائرة للخطر، وفقًا للمسؤولين.
الطقس وتأخير عمليات البحث
عرقلت الأحوال الجوية العاصفة جهود البحث يوم الخميس، حيث حالت الثلوج الكثيفة والضباب دون رصد موقع الحطام عبر الطائرات.
وأفادت إدارة الإطفاء التطوعية في "نوم" بأن طائرات البحث الأولى، التابعة لخفر السواحل وسلاح الجو الأميركي، لم تعثر على أي أثر للطائرة في البداية.
لكن تحسنت الظروف صباح الجمعة، إذ سجل مطار "نوم" درجة حرارة بلغت 5 درجات فهرنهايت، مع سماء صافية، ما سمح بانضمام فرق بحث إضافية من الحرس الوطني وخفر السواحل عبر المروحيات.
وأكدت إدارة الإطفاء أنها أبلغت عائلات جميع الركاب، دون الكشف عن أسمائهم، فيما صرّح الملازم بن أندريس، من شرطة ولاية ألاسكا، بأن جميع الضحايا كانوا من البالغين.
ودعا المسؤولون السكان إلى الامتناع عن تنظيم عمليات بحث غير رسمية حفاظًا على سلامتهم وسط الأحوال الجوية الصعبة.
وقالت السيناتورة الأمريكية ليزا موركوفسكي، خلال مؤتمر صحفي مسائي: "من الصعب تقبل واقع هذه الخسارة". فيما بدا التأثر واضحًا على رئيس بلدية "نوم"، جون هاندي لاند، وهو يتحدث عن الضحايا وجهود الاستجابة.
وأضاف: "مجتمع نوم قوي، وفي الأوقات الصعبة نتكاتف لدعم بعضنا البعض. وأتوقع استمرار موجة الدعم خلال الأيام القادمة بينما نحاول تجاوز هذه المأساة".
من جهته، قال وزير النقل الأمريكي، شون دافي، إن "إدارة الطيران الفيدرالية أرسلت محققًا من مكتب سلامة الطيران للتحقيق في الحادث"، مشيرًا إلى أن المفتشين سيعملون مع الجهات المحلية لمعرفة أسباب التحطم.
وكشف مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) عن دعمه للبحث من خلال تقنيات تتبع الهواتف المحمولة الخاصة بالركاب، حيث يعمل متخصصون في تحليل بيانات أبراج الاتصالات لتحديد آخر موقع معروف للأجهزة الإلكترونية.
وتأتي هذه الكارثة في وقت يواجه فيه قطاع الطيران الأمريكي تدقيقًا متزايدًا، بعد حادثين قاتلين الأسبوع الماضي، أحدهما تصادم مروحية عسكرية مع طائرة ركاب في واشنطن، ما أسفر عن مقتل 67 شخصًا، وتحطم طائرة إسعاف جوية في فيلادلفيا، راح ضحيته سبعة أشخاص.
ردود الفعل الرسمية
وقال حاكم ألاسكا، مايك دانليفي، عبر "إكس": "نشعر بالحزن العميق لفقدان الأرواح العشرة في رحلة بيرينغ إير. قلوبنا مع العائلات والأصدقاء والمجتمعات التي تئن تحت وطأة هذه الفاجعة".
وأضاف: "نحن ممتنون لفرق البحث التي عملت بلا كلل لتحديد موقع الطائرة. أطلب من جميع سكان ألاسكا أن يبقوا المتضررين في صلواتهم ودعواتهم".