علماء يحلون لغز وحش بحيرة "لوخ نيس"
العلماء يضعون حدا لأسطورة وحش لوخ نيس والقصص المتداولة حوله منذ قرون ويثبتون بالدليل أنه مجرد ثعبان بحر عملاق
بعد سنوات من الغموض، كشف علماء من نيوزيلندا سر أسطورة وحش بحيرة "لوخ نيس" العملاق التي يتناقلها التاريخ البريطاني منذ قرون طويلة في أكبر دراسة شاملة على الإطلاق.
ونقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن فريق جامعة أوتاجو من نيوزيلندا الذي بحث في حقيقة وجود هذا الوحش من عدمه في البحيرة الاسكتلندية ليكشف أنه ثعبان بحر عملاق وليس حيوانا أسطوريا فريدا من نوعه.
وأخذ فريق البحث نحو 250 عينة من المياه ولم يكشف التحليل عن وجود سمكة قرش أو سمك قرموط عملاق أو بقايا حية من حقبة ما قبل التاريخ.
في المقابل، كان الحمض النووي الناجم عن الثعابين غزيرا جدا في الماء، ما أدى إلى استنتاج أن العينات العملاقة يمكن أن تكون مستقرة في عمق البحيرة، التي تخيلها البعض في القصص المتناقلة عبر السنين عند صعودها إلى سطح المياه كوحش أسطوري.
وأوضح الباحثون أن البيانات لا تكشف عن حجمها، لكن الكمية الهائلة من المواد المستخرجة تقول إنه لا يمكن استبعاد احتمال وجود ثعابين عملاقة، وأشاروا إلى أنه سواء كان حجمها أكبر من 4 أمتار كما توحي بعض هذه المشاهد، وهو أمر غير طبيعي، لكنه يبدو أنه ليس من المستحيل.
وشملت النظريات السابقة حول ماهية الوحش أنواعا أخرى من الكائنات البحرية مثل الفقمة وأسماك القرش وسمك السلور وسمك الحفش، أو الأنواع التي انقرضت منذ فترة عصور ما قبل التاريخ.
ويعود تاريخ أسطورة وحش بحيرة لوخ نيس إلى أكثر من 1500 عام، مع تسجيل أول رؤية واضحة له واعتباره "وحشا مائيا" في عام ٥٦٥. وتناقلت الروايات أن في البحيرة "شيئا كبيرا يتلوّى ويخرج من الماء" في عام ١٨٧٢.
وفي القرن العشرين تم إحياء الأسطورة بشكل كبير، حيث أبلغ رجل في 22 يوليو 1933 يدعى جورج سبايسر كان مسافراً مع زوجته برؤية "أكثر أشكال الحيوانات استثنائية" التي عبرت الطريق أمام سيارتهما. وكان المخلوق مجهول الهوية على ما يبدو هائلاً طوله نحو 25 قدما وارتفاعه 4 أقدام، بدون أطراف بارزة، ولكن به جسم كبير وعنق طويل. وقال سبايسر إنه ترك أثراً على الأرض أثناء توجهه نحو البحيرة.
في العام التالي، وبعد مشاهدة اثنين على الأقل من المخلوقات الغامضة في المنطقة، التقط الجراح البريطاني الكولونيل روبرت ويلسون الصورة الأكثر شهرة لبحيرة لوخ نيس. وتم نشرها في صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في 21 أبريل 1934، لكن ويلسون رفض في البداية نشر اسمه بجانبها، لذلك أصبحت تعرف باسم "صورة الجراح".
في التسعينيات، تبين أن الصورة كانت بمثابة خدعة مدبرة من قبل رجل يدعى كريستيان سبيرلينج، الذي قيل إنه أراد الحصول على شكل من أشكال الانتقام من صحيفة "ديلي ميل" بعد أن سخرت الصحيفة علناً من والد زوجته الممثل والمخرج مارمادوك ويثرل، لأنه ادعى أنه عثر على "آثار أقدام للوحش" التي تبين فيما بعد أنها مزيفة.