بعد 150 عاما.. دراسة تحل لغز خطوط الحمار الوحشي
خطوط الحمر الوحشية حيرت علماء الحيوان لما يزيد على قرن ونصف، لكن دراسة أمريكية بريطانية مشتركة اقتربت من حل هذا اللغز.
لماذا تبدو الحمر الوحشية مخططة بهذا الشكل؟ للاختباء من الحيوانات المفترسة؟ لتبقى أجسادها باردة؟ لجذب الجنس الآخر من أجل التزاوج؟ تساؤلات كثيرة أثارت حيرة العلماء.
لكن دراسة حديثة، أجراها باحثون من جامعتي "بريستول" البريطانية، و"كاليفورنيا ديفيس" بولاية كاليفورنيا، ربما اقتربت من حل اللغز الذي حير علماء الحيوان لما يزيد على قرن ونصف القرن.
وقال الباحثون، إن هذا النسق يبدو أنه يربك الذباب، ويثنيه عن الهبوط فوق أجساد الحيوانات من أجل لدغة سريعة.
وشملت الدراسة التي نشرت في مجلة "بلوس وان"، خيولا وحمرا وحشية وخيولا مغطاة بمعاطف مخططة بنفس شكل الحمر الوحشية.
وقال الفريق إن البحث لا يدعم فقط الدراسات السابقة التي تشير إلى أن الخطوط ربما تعمل كرادع للحشرات، ولكنه ساعد على توضيحها، بالكشف عن أن الخطوط لا تحدث أثرا إلا عندما يقترب الذباب.
وقال الدكتور مارتن هاو، من جامعة "بريستول" الذي شارك في إعداد البحث: "يبدو أن الذباب يتصرف بشكل طبيعي نسبيا حول كل من (الحمر الوحشية والخيول)، حتى يصل الأمر إلى الهبوط".
وأضاف: "رأينا أن ذباب الخيل (يلتصق بالجياد) تأتي بسرعة كبيرة، ويكاد يبتعد أو يتصادم في بعض الأحيان مع الحمار الوحشي، بدلاً من القيام بعملية تحليق لطيفة متحكم فيها".
وتوصل الباحثون إلى اكتشافهم بعد قضاء أكثر من 16 ساعة في الحقول، ولاحظوا كيف تفاعلت حشرات الحصان مع 9 خيول وثلاث حمر وحشية، أحدها أطلق عليه اسم "سبوت".
وفي الوقت الذي كان ذباب الخيل يطوق أو يمس الحيوانات بمعدلات مماثلة، كان الهبوط على جسدها مسألة مختلفة، بمعدل أقل لوحظ للحمر الوحشية من الخيول.
وللتحقق من أن التأثير لم يكن ناجما عن رائحة مختلفة للحمر الوحشية والخيول، على سبيل المثال، وضع الباحثون معاطف بيضاء، وسوداء، ومخططة بنفس شكل الحمر الوحشية على 7 خيول على حدة.
في حين لم يكن هناك اختلاف في معدل هبوط الذباب على رؤوس الخيول المكشوفة، إلا أنه لمس وهبط على المعطف المخطط بنفس شكل الحمر الوحشية أقل بكثير من الملابس السوداء أو البيضاء.
وكشفت ملاحظات أخرى، تم جمعها من خلال تسجيلات فيديو للحمر الوحشية ومجموعة أقل من الخيول، أن الذباب فشل في التباطؤ بشكل ثابت عند الاقتراب من الحمر الوحشية، خلافا لما فعله مع الخيول، وغالبًا ما كان يصطدم بالحيوانات.
وأوضح الفريق أن الدراسة أظهرت أن الخطوط لا تعمل كرادع بعيد المدى، ولكن كان لها تأثير عندما اقترب الذباب ربما بسبب الرؤية منخفضة الدقة للذباب، وأن النتائج تدعم فكرة أن الخطوط ربما تطورت للتصدي للدغات الذباب.
aXA6IDE4LjIyNy41Mi4yNDgg
جزيرة ام اند امز