جدل ليبي يتصاعد حول قضية لوكيربي.. غضب محلي ورسالة أمريكية
فيما أعيد فتح قضية لوكربي من جديد بعد 34 عامًا من التفجير الذي أدى إلى مقتل 270 شخصًا، بات الوضع في ليبيا شديد الاحتقان، وخاصة بعد كشف ملابسات تسليم ضابط المخابرات السابق.
ذلك "التسليم" شكل "لغزًا" في ليبيا كشفت بعضًا من تفاصيله صحيفة "الغارديان" البريطانية اليوم، نقلا عن مسؤولين ليبيين، أكدوا أن مليشيات دعم الاستقرار برئاسة عبدالغني الككلي التابعة لحكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية احتجز أبوعجيلة مسعود في منزله بحي أبوسليم في العاصمة طرابلس لمدة أسبوع قبل نقله إلى قاعدة عسكرية في مصراتة.
إلا أن تلك التفاصيل، كانت تأكيدًا لما نشرته "العين الإخبارية" في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في تقرير سابق لها عن الحادث، نقلت فيه عن مصادرها، أن أبوعجيلة مسعود اختطف من منزله في منطقة أبوسليم في طرابلس من قبل مليشيات الككلي والاستخبارات العسكرية والتي جاءت في سيارات مصفحة و"اقتحمت منزله واعتدت بالضرب على ابنه وابنته".
خروج تلك التفاصيل للنور تزامنت مع مثول أبوعجيلة أمام محكمة جزئية في العاصمة الأمريكية واشنطن، مرتديًا بذلة السجن الخضراء، بانتظار تهمتين جنائيتان مختلفتين حاضرتين على طاولة القاضي، بما في ذلك مسؤوليته عن تفجير الطائرة الذي أدى إلى مقتل 270 شخصا بينهم 190 أمريكيا، عام 1988.
غضب ليبي
تلك التطورات أثارت غضبًا ليبيًا كون قضية لوكربي أقفلت منذ عام 2008 بعد دفع البلد الأفريقي الذي أدين مواطنه عبد الباسط المقرحي بالحادث لتعويضات مالية لأسر الضحايا بلغت أكثر من ملياري دولار.
وفيما أعلنت عائلة الضابط الليبي في بيان أنها تقدمت بشكوى إلى النائب العام الليبي "ضد عملية خطفه وتسليمه للجانب الأمريكي بالمخالفة للقانون الليبي"، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن "المواطن الليبي أبوعجيلة مسعود محتجز في الولايات المتحدة حيث توجه له اتهامات في دوره المزعوم بقضية لوكربي".
رسالة أمريكية
ووجه بلينكن الشكر إلى وزارة العدل الأمريكية على "عملها الدؤوب في ملاحقة أبوعجيلة" متابعًا: "سنتذكر دائمًا ضحايا هذا العمل الشنيع".
وعلى الصعيد المحلي، بحث مستشار الأمن القومي الليبي إبراهيم بوشناف مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا وسفيرها ريتشارد نورلاند، تداعيات احتجاز أبوعجيلة مسعود لدى الولايات المتحدة.
وفي بيان صدر عن بوشناف واطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، فإن الأخير ناقش مع نورلاند الإجراءات المتعلقة بظروف احتجاز أبوعجيلة، معبرًا عن "قلق الليبيين إزاء التقارير التي أفادت بنقل أبوعجيلة إلى الولايات المتحدة من أجل مقاضاته الجنائية في علاقة مزعومة بقضية لوكربي".
من جهته، طمأن نورلاند الليبيين ومستشار الأمن القومي الليبي بأن الولايات المتحدة الأمريكية تحترم السيادة الليبية خلال سير الإجراءات القانونية، بحسب بيان المسؤول الليبي.
وحمل ما يعرف بالمجلس الأعلى للدولة حكومة الوحدة الوطنية الليبية منتهية الولاية "المسؤولية القانونية والأخلاقية والتاريخية باستمرارها في هذا النهج وتسليم المواطن الليبي أبوعجيلة مسعود إلى الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مجحف ومخجل".
وأكد مجلس الدولة خلال منشور عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الثلاثاء "رفض محاولة إعادة إحياء قضية لوكربي واختطاف المواطن الليبي أبوعجيلة مسعود المريمي الذي قامت حكومة عبد الحميد الدبيبة بتسليمه إلى الولايات المتحدة".
الدبيبة يلزم الصمت
وفيما التزمت حكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة الصمت إزاء الواقعة، طالبت وزارة العدل في حكومة فتحي باشاغا، بـ"الإفراج الفوري عن المواطن أبوعجيلة مسعود وإعادته إلى أرض الوطن" محملة "الأطراف المسؤولة عن احتجازه المسؤولية القانونية المترتبة على هذا الفعل الخارج عن القانون".
وقالت الوزارة "إنها تقف ضد الإرهاب بكل أشكاله إلا أن الواجب القانوني وسيادة الدولة الليبية يحثان على المطالبة بالإفراج عن المواطن أبوعجيلة مسعود المسؤول السابق في المخابرات الليبية والذي أدين بتهم لا علاقة لها بحادثة لوكيربي التي أغلقت ولا يجوز فتح أي مطالبات جديدة عن أي أفعال ارتكبت بين الطرفين بحق الآخر قبل 30 يونيو 2006".
وأوضحت الوزارة أنها تتابع: "بقلق واستنكار شديدين ما آل إليه الوضع الراهن من مساس بسيادة واستقلال القضاء الليبي الذي لا يقبل التقسيم ويقف على مسافة واحدة من الجميع" مستنكرة "احتجاز المواطن أبوعجيلة وتسليمه لدولة أجنبية خارج الأطر والأعراف القانونية".
aXA6IDMuMTM3LjE3OC4xMjIg جزيرة ام اند امز