قضية لوكيربي.. سبب وحيد يمنع أمريكا من "إعدام" ضابط ليبي سابق
رغم مرور 34 عاما على حدوثها إلا أن قضية لوكيربي ما زالت تشغل الرأي العام الأمريكي والليبي بعد المستجدات التي أشعلت فتيل الأزمة من جديد.
فعلى أنغام "الغضب" الليبي جراء إعادة الولايات المتحدة الأمريكية فتح القضية من جديد، بعد التسويات التي دفعتها طرابلس، وما أثير بشأن "اختطاف" ضابط المخابرات السابق أبوعجيلة محمد مسعود المريمي، كانت واشنطن تتأهب في الجهة المقابلة لحكم تعتبره تحقيقًا للعدالة نيابة عن الشعب الأمريكي.
وبرفقة محامٍ عام ظهر مسعود المولود في تونس ويحمل أيضًا الجنسية الليبية، مساء الاثنين، داخل قاعة محكمة جزئية في العاصمة الأمريكية واشنطن، مرتديًا بذلة السجن الخضراء، فيما كانت تهمتان جنائيتان مختلفتان حاضرتين على طاولة القاضي، بما في ذلك تدمير طائرة أدى إلى مقتل 270 شخصا بينهم 190 أمريكيا، عام 1988.
تلك التهم التي يواجهها بوعجيلة الآن تصل عقوبتها إلى الإعدام، لكنها لم تكن كذلك عام 1988 وقت انفجار الطائرة فوق قرية لوكيربي الاسكتلندية، بحسب ممثلي الادعاء الأمريكي، الذين قالوا إن ضابط المخابرات الليبي السابق قد يواجه حكما بالسجن مدى الحياة.
سبب وحيد
وانفجرت طائرة بان أمريكا المتجهة إلى نيويورك فوق قرية لوكيربي الاسكتلندية بعد أقل من ساعة من إقلاعها من لندن، ما أدى إلى مقتل مواطنين من 21 دولة مختلفة، بينهم 190 أمريكيا.
وقال ممثلو الادعاء العام الأمريكي إن القانون لا يسمح لهم بالمطالبة بإعدام المتهم بصناعة القنبلة التي أدت لتفجير طائرة لوكيربي، فيما يرفض المسؤولون الأمريكيون حتى الآن الكشف عن الاتفاق الذي أبرموه مع ليبيا لتسليم مسعود إلى الولايات المتحدة.
وقال مسؤولون أمريكيون إن مسعود اعترف بصنع القنبلة والتعاون مع متهمين آخرين لتنفيذها، مشيرين إلى أن العملية صدرت بأمر من الاستخبارات الليبية، وأن القذافي وجه إليه الشكر وآخرين بعد الهجوم، وفقا لشهادة مكتب التحقيقات الفيدرالي في القضية.
وكانت السلطات الأمريكية أعلنت في ديسمبر/كانون الأول 2020، توجيه اتهامات لمسعود، الذي كان مسجونا في ليبيا في ذلك الوقت على ذمة قضية أخرى، بعد حصول مكتب التحقيقات الفيدرالي على نسخة من مقابلة عام 2012 معه من قبل ضابط إنفاذ قانون ليبي.
إقرار ليبي
وفي عام 2003، أقر الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، بمسؤولية بلاده عن تفجير الطائرة ودفع تعويضات لعائلات الضحايا، لكنه لم يقر بمسؤوليته الشخصية عن تنفيذ الهجوم.
وبمثول أبو عجيلة محمد مسعود خير المريمي، 71 عاما، مساء الإثنين أمام محكمة جزئية في العاصمة الأمريكية واشنطن، يكون أول متهم على صلة بالهجوم الذي وقع قبل 34 عاما تجري محاكمته على الأراضي الأمريكية.
وكانت وزارة العدل الأمريكية قد وجهت اتهامات لضابطي مخابرات ليبيين آخرين، هما عبد الباسط علي المقرحي، والأمين خليفة فحيمة، بالضلوع في تفجير الطائرة لكن المسؤولين الليبيين لم يسمحوا لهما بالمثول في قاعة محكمة أمريكية.
وعقدت محاكمة المقرحي والأمين بدلاً من ذلك في محكمة اسكتلندية، حيث أدين الأول، وحكم عليه بالسجن المؤبد، أما المتهم الثاني فقد ثبت أنه غير مذنب.
وفي عام 2009 أطلق المسؤولون الاسكتلنديون سراح المقرحي لأسباب إنسانية بعد تشخيص إصابته بسرطان البروستاتا، حيث توفي في ليبيا عام 2012.