تعثر "بريكست" يقود المنازل الفاخرة بلندن لأطول ركود منذ عقود
وسط لندن، انخفضت الأسعار بنحو 12.9% منذ أغسطس/آب 2015، وفقا لمؤشر "نايت فرانك"، مقارنة بانخفاض بنسبة 22.3% خلال الأزمة المالية.
تواجه المنازل الفاخرة في العاصمة البريطانية لندن موجة ركود هي الأطول منذ عقود، في ظل حالة ترقب وغموض يكتنف انسحاب المملكة من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وفقا لوكالة "بلومبرج".
وقالت الوكالة الأمريكية في تقرير، الأربعاء، إن المشترين ينتظرون انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي قبل توقيع أي صفقات جديدة.
وأشارت إلى أن ملاك أحد القصور الفخمة اضطروا إلى سحبه من البورصة بعد عام من إدراجه بقيمة 25 مليون جنيه إسترليني (32.3 مليون دولار)، وذلك بعد أن أحبطهم أطول انخفاض في الأسعار منذ عقود.
وأوضحت أن قصر "هافونا" الذي كان رمزا للأناقة في سوق المنازل الفخمة في حي "نوتينج هيل"، يضم 7 غرف نوم، ومصعدا للسيارة، ومسبحا يتحول إلى قاعة رقص بلمسة زر.
ولفتت إلى تراجع أسعار بيع المنازل الراقية في العاصمة البريطانية منذ ما يقرب من 4 سنوات، متأثرة بمجموعة من الزيادات الضريبية، وحملات للقضاء على غسل الأموال، إلى جانب وفرة العقارات الجديدة.
ووفقا للوكالة، فإن عدم اليقين المحيط بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي زاد الأمور سوءا، والقرار الأخير بتأجيل "الطلاق الأوروبي" حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول المقبل يعني الانتظار الطويل للبائعين.
من جانبها، قالت بيكي فاتيمي، وهي مديرة في شركة روكستون للوساطة العقارية السمسرة التي تسوق قصر "هافونا": "إنه ليس الوقت المناسب للتداول".
بدأت أسعار المنازل في المناطق الأكثر اكتظاظا بلندن في الانخفاض في أغسطس/آب 2015، وفقا لمؤشر شركة "نايت فرانك" للاستشارات العقارية.
وهذه التوقعات التي سبقت الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بنحو عام تقريبا، تجعل فترة الركود 45 شهرا، أي ما يقرب من 4 أضعاف فترة الهبوط الحاد خلال الأزمة المالية، حسبما تظهر بيانات الشركة.
وفي وسط لندن، انخفضت الأسعار بنحو 12.9٪ منذ أغسطس/آب 2015، وفقا لمؤشر "نايت فرانك"، مقارنة بانخفاض بنسبة 22.3٪ خلال الأزمة المالية، وانخفاض 20.7٪ في أوائل التسعينيات.
وبلغ عدد المنازل غير المبيعة قيد الإنشاء في العاصمة رقماً قياسياً في مارس/آذار الماضي، لدرجة أن شركة التطوير العقاري التي تقوم ببناء برج "سنتر بوينت" بلندن توقفت عن استخدام وكلاء المبيعات الخارجيين لأن العروض التي كانت تتلقاها للشقق الفاخرة منخفضة للغاية، حسبما ذكرت صحيفة "إيستاتس جازيت" في أكتوبر.
وأسهمت التقلبات والمنعطفات في مفاوضات "بريكست" في تفاقم مشكلات السوق، لكن التأجيل جنَّب البلاد المخاطر الشديدة المرتبطة بالانسحاب غير المنضبط، بما في ذلك انخفاض أسعار المنازل بنسبة 30٪، وفقا لسيناريو أسوأ الحالات الذي طرحه بنك إنجلترا.
aXA6IDMuMTQuMTM1LjgyIA== جزيرة ام اند امز