مبيعات العقارات في مصر تراهن على إعلانات رمضان
شركات العقارات رفعت نفقاتها التسويقية إلى أكثر من 5% من إجمالي المصروفات، من خلال تكثيف الإعلانات بشهر رمضان.
توقع خبراء عقاريون حدوث زيادة في أسعار العقارات بالسوق المصري بنحو 10% خلال العام الجاري بأكمله خاصةً خلال النصف الثاني من العام، وهو ما دفع شركات العقارات إلى رفع نفقاتها التسويقية إلى أكثر من 5% من إجمالي المصروفات، من خلال تكثيف الإعلانات بشهر رمضان.
وتوسعت العديد من شركات التطوير العقاري العاملة في السوق المصري في إطلاق حملات ترويجية خلال شهر رمضان الكريم من خلال وسائل إعلامية متعددة للاستفادة من كثافة إقبال المصريين على مشاهدة الأعمال الفنية على القنوات التلفزيونية.
ووفقا لتصريحات خبراء عقاريين لـ"العين الإخبارية" فإن الشركات تُمهد من خلال حملاتها الترويجية لتنفيذ خطط تنشيط المبيعات في أشهر الصيف المقبل التي تشهد عودة المغتربين المصريين في هذا التوقيت من كل عام إلى البلاد واتخاذ قرارات شراء وحدات عقارية.
من جانبه، قال حسين صبور، الرئيس الفخري لجمعية رجال الأعمال المصريين، والرئيس التنفيذي لشركة الأهلي للتنمية العقارية، لـ"العين الإخبارية" إن شهر رمضان يشهد عادةً نشاطا في حركة الإعلانات العقارية للاستفادة من اهتمام المصريين بمتابعة الإعلانات بشكلٍ عام خلال هذا الشهر وسط المشاهدة المكثفة للأعمال الفنية على شاشات التلفزيون وشبكة الإنترنت.
وأرجع اهتمام العديد من الشركات العقارية بإطلاق حملات ترويجية خلال رمضان الجاري إلى رغبة الشركات في تسويق مشروعاتها لجذب عملاء جدد من المصريين بالخارج والذين سيبدأون في العودة إلى مصر في الصيف عقب شهر رمضان مباشرةً، والبحث عن شراء وحدات عقارية سواء بغرض السكن أو استثمار المدخرات.
وأكد صبور أن هناك زيادة مرتقبة في أسعار العقارات عقب رمضان لمواكبة الارتفاع الجاري في أسعار الحديد والتي تجاوزت مبلغ 700 دولار للطن، فضلاً عن تداعيات خفض دعم الوقود والكهرباء على أسعار كافة السلع والخدمات في مصر، ولكن من الصعب تقدير نسبة الزيادة المتوقعة في أسعار العقارات الآن.
فيما رأى أيمن سامي، مدير عام شركة جيه إل إل - مصر للاستشارات العقارية، أن هناك شريحة من الشركات تنتظر شهر رمضان وبعض المناسبات الأخرى التي تحظى بارتفاع نسبة المشاهدة التلفزيونية ومتابعة شبكات التواصل الاجتماعي من أجل إطلاق حملاتها التسويقية.
وأضاف في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن المشروعات العقارية بالعاصمة الإدارية الجديدة والساحل الشمالي تتصدر الإعلانات العقارية خلال الموسم الحالي من شهر رمضان.
وأوضح سامي أن وحدات هذه المشروعات تتسم بارتفاع أسعارها مقارنةً بالمشروعات الواقعة في مناطق أخرى سواء داخل أو خارج القاهرة، لذلك تسلط الشركات تركيزها على جذب العملاء من المصريين في الخارج الذين يستعدون للعودة عقب رمضان.
وتوقع أن تحدث زيادة في أسعار العقارات بالسوق المصري بنحو 10% خلال العام الحالي بأكمله خاصةً خلال النصف الثاني من العام، وهو ما سينعكس على انخفاض معدل الإقبال على الشراء بنسبة مقاربة لنسبة الزيادة في الأسعار.
وبحسب تقرير لبنك الاستثمار فاروس فإن مبيعات عام 2019 خافتة بالتزامن مع زيادة الأسعار بنسبة تدور حول 5%، وارتفاعها العام الماضي بنسبة تراوحت بين 10 إلى 15%.
وعلى جانب آخر، قال يحيي عبدالعزيز، رئيس شركة ايمكس للاستثمار العقاري، إنه من الأفضل للشركات العقارية عدم تكثيف حملاتها التسويقية خلال موسم أو شهر محدد، حيث يجب أن تنوع بين وسائل التسويق سواء المطبوع أو الإلكتروني أو التلفزيوني أو التسويق المباشر طوال العام.
وشدد عبدالعزيز لـ"العين الإخبارية" على أن الأهم الآن هو تلبية احتياجات العملاء بتوفير المساحات المناسبة وتقديم تسهيلات في السداد والالتزام بمواعيد التسليم من أجل بناء سمعة طيبة تستطيع الاعتماد عليها في الترويج لمشروعاتها.
وبحسب رامي عباس، مدير المبيعات بإحدى الشركات العقارية، فإن متوسط نسبة مصروفات الحملات التسويقية بالميزانيات السنوية لشركات التطوير العقاري تتراوح بين 3 -5% من إجمالي المصروفات، وهذه النسبة تتكرر عادةً في كل سنة، طالما لم تكن هناك أزمة مالية أو كساد في حركة البيع والشراء.
وأوضح أن نسبة مصروفات التسويق تختلف من شركة عقارية لأخرى حسب حجم أعمالها وطبيعة المشروعات التي تسوقها وكذلك فئة العملاء المستهدفة، حيث إن الشركات التي تقدم مشروعات للشريحة العليا من العملاء بإمكانها زيادة المصروفات التسويقية عن 5% نظرًا لقدرة العملاء على تحمل هذا البند المصروفات ضمن ثمن الوحدة العقارية.