خفض الانبعاثات بلا أعراض جانبية.. هل تنجح لندن في حماية المناخ والبشر معاً؟
ربما تتأثر عدة جهات في بريطانيا، بشدة، جراء خطة دعا إليها عمدة لندن صادق خان لتقليل الانبعاثات الضارة.. هكذا حذرت صحيفة "تليغراف" البريطانية في تقرير لها.
وقبل شهر من بدء تطبيق غرامة خاصة بالسير في العاصمة تقدر بـ12.50 جنيه استرليني يوميًا، ناشدت مدرسة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وبنوك الطعام والمجموعات التطوعية في لندن للحصول على المال لتجنب التعرض لتأثيرات خطة "أوليز" التي أقرها خان، لا سيما مع انكماش ميزانيتها وازدياد نفقاتها.
وفقًا لصحيفة "تليغراف"؛ تهدف خطة "خان" إلى توسيع منطقة الانبعاثات المنخفضة للغاية الخاصة لتغطي جميع الأحياء البالغ عددها 32 منطقة في لندن بحلول 29 أغسطس/آب.
وقبل البدء في تنفيذ خطة التوسع المخطط لها الشهر المقبل، حذر قادة المجتمع المدني من أن الأشخاص المعرضين للخطر قد يعجزون عن توفير الطعام و يفتقرون إلى الدعم الحيوي إذا اضطروا إلى البدء في دفع الرسوم اليومية للقيادة في لندن.
إعفاءات مؤقتة
وتتمتع بعض السيارات التي تستخدمها المدارس والجمعيات الخيرية والمنظمات غير الربحية المسجلة حاليًا بإعفاءات مؤقتة بالإضافة إلى استفادتهم من خطة النقل في لندن التي تبلغ قيمتها 110 مليون جنيه إسترليني وخطة التعديل لتطوير المركبات لتصبح صديقة للبيئة، والتي تساهم في تكاليف شراء سيارات صديقة للبيئة.
لكن الجمعيات الخيرية تقول إن المنح المتاحة لا تكفي لتغطية تكلفة استبدال سياراتها ببدائل كهربائية أو منخفضة الانبعاثات، والتي تبلغ حوالي 30 ألف جنيه استرليني للشاحنات الصغيرة وأعلى بكثير للحافلات الصغيرة، وفقًا لموقع "ذا كار ايكسبرت أوتو".
120 ألف جنيه إسترليني
وتحاول مدرسة أوكلي في جنوب بارنت جمع 120 ألف جنيه استرليني لحافلتين جديدتين متوافقين مع خطة "أوليز" قبل أن ينتهي الإعفاء لمركبات النقل المجتمعية في عام 2025.
وتواجه المدرسة، التي تحصل على الدعم عبر الإنترنت، الاضطرار إلى دفع رسوم لنقل حوالي 178 طفلاً من ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة والإعاقات إلى المتاجر والشركات المحلية "حيث يمكنهم ممارسة مهاراتهم الاجتماعية".
وكان على مدرسة كارلدون في تويكنهام، التي تقوم أيضًا بتعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، جمع الأموال لتحمل تكلفة حافلة صغيرة متوافقة مع خطة التوسع البيئي في لندن وحصلت على منحة لشراء سيارة جديدة من مؤسسة فيكتوريا الخيرية وكانت المدرسة تنتظر وصولها منذ ما يقرب من 6 أشهر بسبب النقص العالمي في مكونات السيارات الكهربائية والهجينة.
ولجأ بنك الطعام رينهام في شرق لندن إلى تمويل جماعي عبر الإنترنت لاستبدال شاحنتهم غير المتوافقة مع خطة "أوليز".
وقالت يولين جانجا، رئيسة العمليات في بنك الطعام رينهام، والتي تستخدم شاحنتهم لجمع التبرعات وتسليم الإمدادات إلى المقيمين في المنازل، إن دفع الرسوم اليومية من المتوقع أن يستهلك جزءًا كبيرًا من ميزانيتهم وقد يعني الاضطرار إلى تقليص أنشطتهم.
وأضافت: "نحن الآن على حافة الخطر، الشاحنات هي شريان الحياة بالنسبة لنا حيث سوف تؤثر خطة "أوليز" على منطقة عملياتنا الأساسية؛ حيث نقوم أيضًا بجمع التبرعات من محلات السوبر ماركت المختلفة".
ضرورة إعفاء المؤسسات الخيرية
وقالت إنه يجب إعفاء المؤسسات الخيرية مثل بنوك الطعام حيث نقدم خدماتنا للآباء الوحيدين والأشخاص غير المتزوجين، والفقراء. ولذلك؛ يقوم بنك الطعام بعمل ضخم في المجتمع وهناك الكثير من الأشخاص الذين يواجهون صعوبات مختلفة يأتون، وأحيانًا لا يكون لديهم أجرة الحافلة للمجيء إلى هنا.
ويسابق بنك الطعام "بيبي"، وهو مؤسسة خيرية في لندن توفر الطعام والضروريات للعائلات التي لديها أطفال صغار، الزمن؛ للحصول على 5000 جنيه استرليني لشراء شاحنة متوافقة مع خطة "أوليز" قبل أن يمتد المخطط ليشمل منطقتهم المحلية .
وأُجبرت منظمة المجتمع القبرصي في "وود جرين" على تقديم طلب عبر الإنترنت للحصول على الدعم بعد أن أخبرتها إدارة النقل في لندن أن الإعفاء الخاص بخطة "أوليز" لحافلات المنظمة الصغيرة الثلاثة، والتي توفر النقل من وإلى مركز كبار السن وذوي الإعاقة والخرف، سينتهي في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وقال متحدث باسم جمعية النقل المجتمعي، وهي مؤسسة خيرية وطنية تقدم التدريب والمشورة لمقدمي خدمات النقل التطوعي: "ندرك الحاجة الملحة لإزالة الكربون من وسائل النقل وتقليل الملوثات الضارة التي تؤثر سلبًا على الصحة العامة لكن العديد من مشغلي النقل المجتمعي غير قادرين حاليًا على ترقية أساطيل مركباتهم للوفاء بمعايير منطقة الهواء النظيف بسبب نقص الأموال وإمدادات المركبات".
وأوضح أن مشغلي النقل في لندن قد واجهوا تكاليف لا تقل عن 55000 جنيه استرليني لكل مركبة لاستبدالها بنماذج متوافقة مع خطة "أوليز".
aXA6IDE4LjExNy43NS42IA== جزيرة ام اند امز