من القرن الـ14.. برج كنيسة معلق فوق مشروع ناطحة سحاب في لندن

يقف برج حجري لكنيسة تعود للقرن الرابع عشر معلّقًا فوق موقع بناء ضخم وسط لندن، ضمن مشروع تطوير عمراني هو الأول من نوعه هندسيًا في العاصمة البريطانية.
في قلب شارع فينشرش (50 Fenchurch Street) بمدينة لندن، يقف برج كنيسة "أول هالوز ستاينينغ" (All Hallows Staining) الأثري، مدعومًا على ركائز فولاذية، فيما تتواصل أعمال إنشاء ناطحة سحاب جديدة تحت البناء مباشرة.
البرج، المدرج ضمن الفئة الأولى من المباني التاريخية المحمية، أصبح معلقًا فوق حفرة بمساحة 60,000 قدم مربعة، جرى حفرها بعد إزالة أكثر من 125,000 طن من التربة تمهيدًا لبناء برج حديث مؤلف من 36 طابقًا وبمساحة إجمالية تبلغ 650,000 قدم مربعة، سيحل محل مبنى مكوّن من سبعة طوابق كان مملوكًا لشركة "كلوثووركرز" (Clothworkers Livery Company).
برج كنيسة تاريخي يعلو فوق مشروع ضخم
كانت الكنيسة الأصلية قد انهارت جزئيًا بعد نجاتها من حريق لندن الكبير عام 1666، وأُعيد بناؤها لاحقًا، لكنها هُدمت مرة أخرى في أواخر القرن التاسع عشر بعد أن دُمجت رعية الكنيسة مع كنيسة "سانت أولاف هارت ستريت" المجاورة.
ولم يتبقَّ منها سوى البرج، الذي بات اليوم يعلو فوق المشروع المعماري الجديد، في صورة تجمع بين إرث الماضي ومعمار الحاضر.
المشروع تنفّذه شركة "آكسا آي إم ألتس" (AXA IM Alts)، الذراع الاستثمارية لشركة التأمين الفرنسية AXA، ويتضمن تحويل المساحة المحيطة بالبرج إلى ساحة عامة خضراء. وتشمل الخطة قاعة تحت الأرض وحديقة على السطح، إضافة إلى مرافق في الطابق العاشر تتيح إطلالات بانورامية للزوار.
كما تتضمن تفاصيل المشروع مساحات مكتبية تصل إلى 62,000 متر مربع، إلى جانب قاعات للمناسبات ومحلات تجارية في الطابق الأرضي، صُممت لتتلاءم مع احتياجات العمل المعاصر من حيث الاستدامة والتقنيات الحديثة.
اعتراضات على مشروع 50 Fenchurch Street
وفي يوم الثلاثاء الماضي، نُظمت "مراسم القاع" بموقع المشروع، احتفالًا بالوصول إلى أعمق نقطة حفر، بحضور هاوارد داوبر، نائب عمدة لندن للأعمال والنمو، الذي أشار إلى أن المشروع يعكس مرونة الاستثمار في قلب العاصمة البريطانية.
ورغم المضي قدمًا في المشروع، ظهرت اعتراضات من جهات متعددة؛ فقد عبّرت منظمة "هيستوريك رويال بالاسز"، المعنية بالحفاظ على المعالم التاريخية ومن ضمنها برج لندن، عن قلقها من أن البناء الجديد قد يحجب بعض الإطلالات البصرية المحمية نحو البرج التاريخي.
كما تقدمت "صناديق الثروة السيادية" التابعة لدولة الكويت، المالكة لمبنى "ويليس" المجاور، بطعن قانوني أمام المحكمة العليا البريطانية في وقت سابق من هذا العام، اعتبرت فيه أن المبنى المرتقب سيؤثر على تدفق الضوء نحو ممتلكاتها ويشكل تعديًا قانونيًا، مطالبة بإيقاف المشروع أو الحصول على تعويضات لم تُحدد قيمتها.
غير أن بلدية مدينة لندن كانت قد صادقت على المشروع منذ عام 2020، بعد مراجعة بيئية وقانونية شاملة خلصت إلى أنه لا يتسبب في تأثيرات سلبية غير مقبولة من حيث التلوث، أو الضجيج، أو حركة الرياح، أو الظل.
ومن المخطط أن تكتمل أعمال البناء بحلول عام 2028، على أن يُعاد البرج التاريخي إلى مستوى الأرض، متكاملًا داخل ساحة عامة تمزج بين التاريخ والحياة الحضرية الحديثة في أحد أكثر أحياء العاصمة البريطانية حيوية وتنوعًا.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTEg جزيرة ام اند امز