آثار مصرية تُحدث زلزالا في علم التاريخ.. ما كنا نعرفه كان خاطئا

في خطوة أثارت جدلا واسعا بين الأوساط الأثرية والعلمية، كشف رجل أعمال أمريكي وعاشق للآثار عن مجموعة نادرة من المزهريات المصرية القديمة.
ويعتقد رجل الأعمال وعاشق الآثار مات بيل، أنها قد تعيد كتابة تاريخ التكنولوجيا البشرية، وتفتح باب التساؤلات حول ما إذا كانت حضارات ما قبل التاريخ قد امتلكت أدوات متقدمة تفوق قدرات زمانها.
مات بيل، الرئيس التنفيذي لسلسلة متاجر "بييلز" في فلوريدا، قضى ثلاث سنوات يجمع أكثر من 85 مزهرية مصنوعة من أحجار صلبة كالجرانيت والحجر الجيري والكوارتز، بعضها يعود لأكثر من 5 آلاف عام. المفاجأة كانت أن هذه القطع تُظهر دقة هندسية عالية، ومقاييس شبه مثالية من حيث التماثل والتجويف، تتفوق – بحسب وصفه – على ما يمكن تحقيقه حتى باستخدام آلات حديثة.
دقة هندسية مذهلة بلا أدوات معروفة
وصرح بيل خلال مؤتمر "القمة الكونية" في ولاية نورث كارولاينا، وهو ملتقى يُعنى بنظريات التاريخ البديل: "القول بأن هذه المزهريات صُنعت بأزاميل حجرية ونحاسية أمر غير معقول"، وأضاف: "بالتأكيد تم استخدام مخرطة (lathe)، لكن الأدوات التي أنتجت هذه التحف لا وجود لها في السجلات الأثرية".
وقد أجرى بيل، بالتعاون مع مهندسين ومختصين في تقنيات المسح، فحوصات متقدمة باستخدام تقنيات التصوير ثلاثي الأبعاد والأشعة المقطعية (CT Scan) على أكثر من 60 قطعة من هذه الآثار، والنتائج كانت صادمة، حيث تم اكتشاف انحرافات هندسية لا تتجاوز 0.001 بوصة، وهي دقة تفوق بكثير أدوات النحت التقليدية المعروفة في العصور القديمة.
جذور الجدل تعود إلى القرن الـ19
رؤية بيل ليست جديدة تماما، فقد سبق للمستكشف البريطاني الشهير فليندرز بيتري أن لاحظ عام 1883 أن بعض القطع الحجرية المصرية تُظهر علامات على أنها دُوِّرت باستخدام أداة ميكانيكية، قائلا: "انحناءات المزهريات دقيقة جداً وملمسها مصقول بشكل يوحي باستخدام أدوات دوارة."
ومنذ ذلك الحين، استمر الجدل بين من يرى في هذه القطع دليلاً على وجود حضارة سابقة متقدمة، وربما تعود إلى ما قبل نهاية العصر الجليدي الأخير، ومن يرى أنها نتاج مهارات بشرية فائقة تطورت تدريجيًا.
هل كانت هناك حضارة مفقودة؟
بيل يذهب إلى أبعد من ذلك، ملمحًا إلى احتمال أن هذه المزهريات قد تكون من بقايا حضارة متقدمة ازدهرت قبل أكثر من 11,000 عام، وربما طُمست آثارها بسبب كارثة طبيعية كبرى، وهي فرضية لا تزال محل جدل واسع في الأوساط الأكاديمية.
وتعزز هذه النظرية دراسة أجراها د. ماكس فوميتشيف-زاميلوف، أستاذ علوم الحاسوب من معهد موسكو للتكنولوجيا، أظهرت أن بعض المزهريات تحتوي على أخطاء شكلية لا تتجاوز 15 ميكرون، أي أدق بـ10 مرات من منتجات بعض آلات النحت الحديثة.
أسئلة بلا إجابات... حتى الآن
ورغم وضوح علامات الأدوات داخل بعض القطع – على شكل خطوط أفقية دقيقة – إلا أن الباحثين لم يعثروا على أي بقايا مادية لتلك الأدوات، مما يُبقي السؤال معلقاً: كيف صُنعت هذه التحف؟ وهل فعلاً استخدمت تقنيات متقدمة اندثرت بمرور الزمن؟
بيل، من خلال بودكاسته "Limitless"، ومؤسسته البحثية، يواصل العمل مع متخصصين لفك هذا اللغز. ومع استمرار الدراسات، تتزايد الدعوات لمراجعة الفرضيات التقليدية حول قدرات المصريين القدماء، وفتح الباب أمام احتمالات جديدة في فهم التاريخ البشري.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjAzIA== جزيرة ام اند امز