خطأ مجهول ينقذ عشرات الأرواح في تفجير مترو لندن
خبراء يكشفون أن انفجار القنبلة جزئيا بسبب خطأ مجهول أنقذ عشرات الأرواح مرجحين أن يكون هدف الهجوم كان محطة أكثر ازدحاما في وسط لندن
كشف خبراء، أن العبوة الناسفة التي انفجرت "جزئيا" في مترو لندن، الجمعة، وأسفرت عن 29 مصابا كانت من المفترض أن تقتل العشرات وتخلف دمارا أكبر، إذا اشتعل الجزء الرئيسي فيها كما هو مخطط، وسط ترجيحات بأن الهجوم كان يستهدف محطة أكثر ازدحاما مثل ويمبلدون أو ويستمنستر.
وأوضح الخبراء أن القنبلة، التي اتضح أنها تعتمد على سلسلة من المصابيح الضوئية الصغيرة مربوطة ببطارية حيث تعمل وتؤدي لسخونة الأسلاك ثم الاشتعال، يبدو أنها تعطلت من الإرهابي قبل عدة محطات من الهدف المحدد.
ورغم انفجار المركب المبدئي والذي من شأنه تفجير العبوة الناسفة، إلا أنه أخفق في إشعال الجزء الرئيسي في القنبلة المرجح أن يكون مليئا بكرات حديدية ضئيلة ومسامير وبراغٍ لتحقيق أقصى ضرر وخسائر في الأرواح، حسب صحيفة "تليجراف" البريطانية.
وقال هانز ميتشلز، أستاذ هندسة السلامة في كلية لندن الملكية، إن الدلو ظل سليما بدرجة كبيرة بعد الانفجار بجانب أن الضحايا لم يعانوا من جروح قاتلة، وهو ما يشير إلى احتمالين: إما أن خليط المادة المفجرة لم يكن تركيبة مناسبة، أو أن نظام الإشعال غير كاف أو لم يتم تركيبه بشكل صحيح، مشيرا إلى أن عدم تضرر الدلو يجعل الاحتمالية الثانية أكثر ترجيحا.
وتشبه العبوة الناسفة، التي يفحصها حاليا علماء من وزارة الدفاع البريطانية، القنابل التي لم تنفجر في هجمات 21 يوليو/تموز 2005 بشبكة مواصلات لندن.
ورجح الضابط السابق بفرقة المفرقعات في الجيش البريطاني، كريس هانتر، أن تكون القنبلة مصنوعة من مادة بيروكسيد الأسيتون شديدة الانفجار، والتي يتم تصنيعها عن طريق أكسدة الأسيتون، ويستخدمها إرهابيو "داعش" و"القاعدة".
وأضاف هانتر أن الإرهابيين ليس لديهم إلا مواد كيميائية قليلة للغاية جاهزة لتصنيع قنبلة شديدة الانفجار، لذلك فإن الاشتباه الأساسي سيكون في بيروكسيد الأسيتون، المعروفة باسم "أم الشيطان"، وهي مادة حساسة للغاية بعد تصنيعها ويمكن أن تنفجر بسهولة.
وأشار الخبراء إلى أنه من المعتقد أن يكون منفذ الهجوم، الذي لا يزال هاربا وهو موال لتنظيم "داعش" الذي تبنى الهجوم، ركب القطار ومعه القنبلة المحملة في دلو أبيض بنية تشغيل مؤقت التفجير في محطة معينة.
لكن نظرا لأن محطة بارسونز جرين ليست الأكثر ازدحاما أو أهمية على خط الأنفاق المستهدف، فإنه يبدو أن القنبلة انفجرت في وقت مسبق عن المخطط له، وهو ما يرجح أن يكون بسبب حدوث احتكاك أدى إلى ارتفاع درجة حرارتها واشتعال المركب الأولي.
وأوضح خبراء أن الهجمات الإرهابية دائما تهدف إلى التسبب في أكبر الخسائر والأضرار، ونظرا لأن القطار يمر بمحطات أكثر حيوية وازدحاما من بارسونز جرين مثل ويمبلدون وويستمنستر ونوتنج هيل، فإن إحداها ربما كانت هدف الهجوم لكن خطأ ما في القنبلة أو ذعر المنفذ أدى إلى انفجارها "جزئيا" قبل موعدها المحدد، حسب صحيفة "ذا صن" البريطانية.
ومن غير المعروف بعد إذا كان منفذ الهجوم هرب من القطار وسط الزحام والفوضى التي تبعت الانفجار أم ترجل من القطار في محطة مسبقة بعد تشغيله مؤقت التفجير، لكن في حالة وجود مؤقت بالقنبلة وبأخذ احتمالية وقوع خطأ أدى إلى اشتعال العبوة قبل موعدها، فإنه من المرجح أن يكون المهاجم قد ذعر وهرب من القطار مع الركاب.
ورغم تأكيد مصادر مطلعة، حسب تقارير الصحف البريطانية، أن الشرطة تعرفت على هوية المفجر عن طريق تسجيلات كاميرات المراقبة في قطار الأنفاق، إلا أن نظرية مؤقت التفجير الذي عثر عليه مرفقا بالعبوة الناسفة تفرض احتمالية بعيدة أن يكون تم تفجير القنبلة عن بعد.
aXA6IDE4LjE5MS44MS40NiA= جزيرة ام اند امز