مسارح لندن تخشى كورونا والإفلاس.. التكيّف من أجل البقاء
رئيس اتحاد المسارح في المملكة المتحدة يقول أن نسبة إفلاس المسارح بحلول العام ٢٠٢٠ قد تصل إلى ٧٠٪
طالما جذبت "ويست إند" في لندن أشخاصا من جميع أنحاء العالم لمشاهدة عروضها، لكن المسارح اضطرت إلى تجديد نفسها للتكيف بسبب تفشي وباء كوفيد-19.
وتباع 15 مليون تذكرة كل عام لعروض بما فيها "فانتوم أوف ذي أوبرا" و "لي ميزيرابل" و"ذي ماوس تراب" وهي مسرحية بدأ عرضها في العام 1952.
لكن الوباء تسبب في إسدال الستائر منذ آذار/مارس تاركا المسارح تواجه مستقبلا غامضا فيما تهدد إجراءات التباعد الاجتماعي وجودها.
لويس هارتشون وبراين هوك المؤسسان المشاركان لـ"هارتشورن-هوك بروداكشنز" كانا من بين الأوائل الذين تكيفوا مع الواقع الجديد وأعلنا عن إعادة فتح أبواب مسرحهما في أكتوبر بعرض "ذي جريت جاتسبي".
وقال هوك لوكالة الأنباء الفرنسية"سيتم إعادة تصور العرض كحفلة تنكرية"، والمتفرجون مدعوون لوضع الكمامات التي يمكنهم اعتبارها جزءا من أزيائهم والقفازات إذا رغبوا في ذلك.
كما سيخفض عدد الحاضرين أيضا إلى 90 بعدما كان 240 في السابق، وعدل الجدول الزمني للسماح بالقيام بعمليات تطهير شاملة، مضيفا أن الخبر السار هو أن التذاكر "تباع والناس يريدون العودة".
مشكلة السياحة
هناك تحد مباشر آخر يتمثل في عدم وجود عدد كبير من السياح مع إغلاق الفنادق والمطاعم والمتاحف حتى أوائل تموز/يوليو على الأقل.
كما أدى فرض الحجر الصحي لمدة 14 يوما على معظم المسافرين الذين يصلون إلى البلاد بدءا من 8 يونيو إلى إضعاف الآمال في التعافي السريع لقطاع السياحة.
وقال جوليان بيرد رئيس اتحاد المسارح في المملكة المتحدة أمام لجنة برلمانية عقدت حديثا "حوالي ثلث الحضور في مسارح لندن هم من السياح الأجانب... وفي الوقت الراهن، هناك بالطبع احتمال ضئيل جدا بوجود زوار من الخارج".
وحذر من أن ما يصل إلى 70% من المسارح قد تفلس بحلول نهاية العام.
حلول بديلة
خلفت الأزمة الحالية فجوة في عائدات المسرح هذا العام بقيمة 3 مليارات جنيه إسترليني وهو انخفاض بأكثر من 60% من العام الماضي وفقا لدراسة أجرتها شركة "أكسفورد إيكونوميكس" للإحصاءات لصالح "ذي كرييتف إندستريز فيديريشن".
لكن هذا التقرير لا يأخذ في الإعتبار الإحجام المحتمل للجمهور عن العودة إلى المسارح عند السماح بذلك، مع تحذير الاتحاد من أن هناك 200 ألف شخص سيسرحون من وظائفهم إذا لم تتدخل الحكومة.
ومن أجل البقاء والاستمرار، تقدم بعض المسارح منتجات وحلولا بديلة.
في مسرح "أولد فيك" في لندن، ستؤدي الممثلة كلير فوي ومات سميث، نجما مسلسل "ذي كراون" التلفزيوني مسرحية "لانغز" بدون جمهور مع الحفاظ على مسافة بينهما.
وسيصور كل عرض وسيبث مباشرة إلى ألف شخص قاموا بشراء التذاكر بالأسعار العادية التي تتراوح بين 10 جنيه إسترليني و65 جنيها، رغم أن الجميع سيستمتعون بالعرض نفسه.
ويعتبر هذا الأمر مقامرة جريئة إذ قامت العديد من المسارح الأخرى مثل المسرح الوطني في لندن بنشر عروض مجانية عبر الإنترنت صوّرت قبل تفشي الوباء.
وسيبدأ "وان نايت ريكوردز" مشروعا مشابها في أوائل تشرين الأول/أكتوبر، وسيأخذ حاملي التذاكر في رحلة عبر الأنماط الموسيقية من العشرينات إلى الخمسينات في مكان سري يطلق عليه "لوكداون تاون".
رهبة الأداء
في عالم المسرح التقليدي، تعتبر إجراءات التباعد الاجتماعي مشكلة حقيقية.
ومع اضطرار الجمهور للبقاء على مسافة مترين بموجب القواعد الحالية، قالت شركة "رويال شكسبير" إنها لا يمكنها استيعاب سوى 20% من جمهورها المعتاد.
وأوضحت كاثرين ماليون المديرة التنفيذية لهذه الشركة التي تتخذ في ستراتفورد أبون إيفن مقرا لها أنه على أن الأمور على هذا الشكل "غير قابلة للاستمرار ماديا".
وأضافت "كيف نؤدي العروض في ظل تدابير التباعد الاجتماعي؟ من الصعب تخيل روميو وجولييت على مسافة مترين".