تعيش بلا شم وتذوق منذ 14 شهراً.. توابع كورونا تحاصر فتاة إيطالية
"أشتاق لرائحة منزلي وطعم الآيس كريم"، العبارة المؤثرة التي بدأت بها إيطالية قصتها مع فقدانها لحاستي الشم والتذوق منذ 14 شهراً.
وبطلة هذه القصة هي بينيديتا بونفيليولي، طالبة إيطالية تبلغ من العمر 21 عاماً وتدرس علم النفس في جامعة بادوفا، فاقدة لحاستي الشم والتذوق منذ أكثر من عام، بسبب مرض كوفيد طويل الأمد.
أصيبت بونفيليولي بفيروس كورونا المستجد منذ 14 شهراً، المرض الذي استمرت تعاني منه لمدة حوالي 10 أيام في يناير/ كانون الثاني عام 2021، ولم تحررها المسحة السلبية أو الخروج من الحجر الصحي بعد التعافي من الفيروس التاجي، من المعاناة من فقدان حاسة الشم والتذوق حتى يومنا هذا، وفقاً لموقع "فان بيدج" الإيطالي.
علمت بونفيليولي بفقدانها لحاستي الشم والتذوق عندما استيقظت يوم 8 يناير/ كانون الثاني 2021 ولم تشم رائحة مزيل العرق الخاص بها، ولم تستطع تذوق أو شم رائحة قهوتها المفضلة.
وبسبب معاناتها أعراض كوفيد طويل الأمد، تشعر بونفيليولي وكأنها تعيش داخل فقاعة، قائلة: "أنت لست مستقلاً تماماً، لأنه يجب عليك دائماً الحصول على مساعدة على سبيل المثال لمعرفة ما إذا كانت الملابس كريهة الرائحة وتحتاج للغسل أما لا، وعليك توخي الحذر عند الطهي، وغيرها الكثير من الأمور الحياتية".
وعلى الرغم من أنه خلال فترة مرضها بالفيروس التاجي لم تعانِ بونفيليولي أعراضاً مقلقة كالحمى أو الارتفاع في درجة الحرارة أو حتى السعال، فإن المشكلة بدأت بعد ذلك، بعد التعافي، عندما استمرت في عدم شم أي شيء بعد المسحة السلبية.
في الأسابيع الأولى بعد التعافي، تواصلت بونفيليولي مع أشخاص عانوا أيضاً فقدان حاستي الشم والتذوق، الذين كانوا يقولون لها لا تقلقي، وإنه خلال أسبوع سيعود كل شيء كالسابق، ومن هنا ظلت منتظرة ويملؤها الأمل في عودة حواسها، ولكن ظلت الشهور تمضي دون تغيير حتى بعد 14 شهراً.
كما خضعت لعلاج تجريبي بالزيوت الأساسية باستنشاق 4 زيوت، 5 مرات في اليوم مع تناول مكمل غذائي مرتين يومياً (صباحاً ومساءً)، ولكن دون الحصول على النتائج المرجوة، إذ لم يعد أي شيء كالسابق.
مرت الطالبة الإيطالية بسبب فقدانها لحاستي الشم والتذوق، بكثير من المواقف الصعبة، منها على سبيل المثال، عدم إدراكها لاحتراق الطعام في الفرن، إلا عندما رأت الدخان يخرج من المطبخ.
لا تستطيع بونفيليولي تذوق أي شيء سوى الفلفل الحار للغاية، لذلك، تضعه على جميع الأطعمة، كما أن عدم قدرتها على شم الآخرين وخاصة القريبين منها، يجعلها تشعر بوجود مسافة بينها وبينهم، الأمر الذي تعاني منه بشكل خاص مع أحبائها، وخاصة أمها، قائلة: "ليس سهلاً احتضان أمي دون شم رائحتها".
ومن المواقف الصعبة التي مرت بها بونفيليولي بسبب فقدانها لحاستي الشم والتذوق، ابتعاد الكثير من الأشخاص عنها، اعتقاداً منهم أنها لم تتعافى ومازالت مريضة وحاملة للفيروس، وغير مصدقين أن هذه الأعراض يمكن أن تستمر حتى بعد الشفاء التام، بسبب اللونج كوفيد.
ولذلك تود الطالبة الإيطالية أن يكون الناس أكثر وعياً بالأمر، وإدراكاً بأن هناك أشخاصا يعيشون على هذا النحو وأنه ليس بالأمر السهل.
ووفقاً للموقع الإيطالي، تعاني بونفيليولي أعراض مرض كوفيد طويل الأمد "لونج كوفيد"، ولكنها ليست الوحيدة، إذ كتب لها الكثير من الأشخاص الذين يعانون الحالة نفسها، محاولين دعم بعضهم البعض.
وعند سؤالها عن قلقها من عدم وجود حل لهذه المشكلة، قالت: "بعض الأطباء يدعمون نظرية أن بعض المرضى لا تعود إليهم حاستا الشم والتذوق، لكننى مدركة أن هذا المرض وهذه الأعراض جديدة على الجميع، فقبل ظهور الكوفيد لم يكن يوجد هذه النوع من العدوى، ولذلك أنا واثقة أن العلماء في بحث دائم عن حل مناسب لها".