تفاقم خسائر الشركات في بورصة قطر ونزوح العديد من المستثمرين
الشركات تتكبد خسائر فادحة في بورصة قطر والسوق تعاني من خروج عدد كبير من المستثمرين منذ مقاطعة الدوحة لدعمها الإرهاب..
هوت أرباح العديد من الشركات في بورصة قطر على نحو حاد، ما أدى إلى تدني ثقة المستثمرين بالسوق وخروج العديد منهم.
وقال متابعون للسوق القطري إن قطاعي التأمين والاتصالات كانا الأكثر هبوطا بين مختلف القطاعات التي يتم التداول عليها.
ومنذ بداية العام 2018 حتى إغلاق جلسة الأحد، خسرت أسهم قطاع الاتصالات 13.15% من قيمتها بعد أن تراجع مؤشر القطاع بمعدل 13.15% من مستوى 1099 نقطة إلى 954.5 نقطة، بخلاف هبوط مؤشر قطاع التأمين بواقع 10% من 3480 نقطة إلى 3138 نقطة.
ويؤكد خبراء سوق المال أن التدهور الحاد لأسهم شركات قطاعي التأمين والاتصالات يكشف حجم المأزق الذي تواجهه قطر في ظل تباطؤ النمو وتجمد العديد من المشروعات والتوسعات نتيجة شح السيولة.
ويتضح حجم مأزق قطاع الاتصالات القطري، عند تحليل الأداء المالي لشركة أوريدو أكبر شركة اتصالات قطرية، والتي هوت أرباحها بشدة بنسبة وصلت إلى 60.4% خلال الربع الثاني من العام الحالي 2018 لتسجل 203 مليون دولار مقابل 512.67 مليون ريال خلال الفترة المماثلة من العام الماضي.
وفي ضوء تردي نتائج أعمال أوريدو تراجع السهم منذ بداية العام بنسبة 26.6% من مستوى 90.75 ريال إلى 66.6 ريال.
وخفضت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني تقييم أوريدو على المدى البعيد إلى "A-" بدلاً من "A"، مؤكدة أن الشركة ستعاني من انخفاض الإيرادات بسبب ضعف البيئة الاقتصادية في ظل التحديات السياسية الحالية ومع استمرار الضغوط التنافسية.
وقال عادل عبدالفتاح، رئيس شركة ثمار لتداول الأوراق المالية، لـ "العين الإخبارية" إن بورصة قطرية تتسم بضآلة الحجم مقارنةً ببورصات المنطقة، وتفتقد للعمق المطلوب من حيث تنوع القطاعات ومحدودية عدد الأسهم بكل قطاع، مما يجعلها أكثر تأثرًا بالاضطرابات التي يعاني منها اقتصاد الدوحة.
وأوضح أن السوق القطرية تعاني من خروج عدد كبير من المستثمرين منذ مقاطعة عربية للدوحة لدعمها الإرهاب، وهو ما أَضر بحجم السيولة المتداولة على الأسهم.
ولم يكن قطاع التأمين أفضل حالاً، إذ لم تكتف بعض شركاته بتسجيل تراجعًا في الأرباح بل مُنيت بخسائر قوية، أبرزها الشركة القطرية العامة للتأمين وإعادة التأمين التي كشفت أحدث نتائج أعمال لها في الربع الثاني من 2018 عن تكبد خسائر قيمتها 1.1 مليون ريال تراجع خسائر الربع الثاني من العام الجاري بنسبة 68.2% على أساس سنوي.
وتراجعت أرباح شركة الخليج للتأمين التكافلي خلال النصف الأول من العام الراهن بواقع 53% إلى 7.75 مليون ريال من 16.45 مليون ريال بنفس الفترة من عام 2017، لينخفض العائد على السهم من 0.64 ريال إلى 0.30 ريال.
ونتيجة لتآكل الأرباح خسر سهم الخليج للتأمين التكافلي 30% من رصيده منذ بداية العام بالهبوط من مستوى 13.24 ريال إلى 9.26 ريال، وذلك على الرغم من رفع نسبة تملك الأجانب في الشركة إلى 49% منذ مايو/آيار الماضي.
كما هوت أرباح شركة قطر للتأمين خلال الستة أشهر الأولى من هذا العام إلى 484.5 مليون ريال مقابل 504.9 مليون ريال خلال الفترة المماثلة من 2017، مسجلةً معدل انخفاض بلغ 24%.
وقال هاني حلمي، رئيس شركة الشروق للوساطة في الأوراق المالية، لـ "العين الاخبارية" معلقا ، إن أداء الأسهم السلبي للأسهم القطرية يعكس بصورة عامة الأداء الاقتصادي السيئ سواء للاقتصاد ككل أو لقطاعات معينة، حيث تفقد الأسهم جاذبيتها وقدرتها على تحقيق أرباح رأسمالية أو تقديم توزيعات أرباح نقدية جيدة.