نظام "موناديم".. ابتكار جزائري يكتشف كورونا في دقيقتين
محمد لطفي مكانش، مهندس جزائري ابتكر نظاما معلوماتيا يعتمد على تحليل بيانات انتشار كورونا في كل المحافظات وتقليص مدة تشخيص الفيروس.
خط مهندس جزائري اسمه ضمن قائمة المبتكرين ودخل على خط الحرب ضد فيروس كورونا المستجد بعمل ابتكاري تطوعي مكّن دولته من تحليل بيانات انتشار (كوفيد-19) على مستوى 48 محافظة في زمن قياسي.
محمد لطفي مكناش، صاحب مؤسسة " ELCS RESEARCH" لأنظمة المعلومات، ابتكر نظاما معلوماتيا جزائريا 100%، يعتمد على تحليل البيانات الضخمة لانتشار كورونا في كل المحافظات، ويعمل على تقليص مدة تشخيص الفيروس من 40 دقيقة إلى دقيقتين، ووضعه تحت تصرف وزارة الصحة مجانا.
النظام المعلوماتي الصحي المسمى "Monadim" يربط 586 مؤسسة استشفائية (في 120 ساعة) وكل الأطباء بمختلف المصالح الطبية مباشرة بمعهد "باستور" للتحاليل والأبحاث الطبية بالعاصمة "موناديم".
مستشفى بوفاريك بمحافظة البليدة، التي باتت بؤرة للفيروس في الجزائر، و"القطار" بالعاصمة كانتا أول مؤسستين استشفائيتين تستعملان النظام المعلوماتي الصحي "Monadim" نهاية مارس/آذار، قبل أن يتم تعميمه على كل مستشفيات البلاد.
ويهدف المشروع لتقليص وقت اتخاذ أحسن القرارات على مستوى الولايات الـ48، وتسهيل عمل وزارة الصحة ومختلف مستشفيات البلاد، خاصة في حالات الأوبئة.
الانطلاق من السعودية
تشاء الأقدار أن يرى ابتكار لطفي النور بعد 7 أعوام من البحث والتطوير، و3 سنوات من "التهميش"، على حد وصفه، والسبب فيروس أصاب الجهاز المناعي فتحول هو في أقل من شهر إلى أشهر مبتكري الجزائر، الذين يستقبلهم الرئيس والوزراء ويقررون تبني مشروعه.
قبل ذلك، لم يجد المهندس الآذان الصاغية والاهتمام المطلوب في الجزائر، فكانت السعودية أول من يسلط الضوء على اختراعه بعد تسجيل الابتكار ضمن كتاب الاختراعات في العالم الإسلامي بمدينة جدة عام 2017، بعد 7 أعوام كاملة من الأبحاث والتطوير.
وفي 19 مارس/آذار، قدم المهندس عرضا لوزير العمل الجزائري شوقي عاشق يوسف، عن حلول وتطبيقات معلوماتية مبتكرة طورتها مؤسسته المصغرة الناشئة، وبالفعل تبنت الحكومة مشاريعه.
وقال وزير العمل الجزائري إنها "تسهم في جهود الدولة للتحكم في تفشي فيروس كورونا المستجد". وبعدها أدخل لطفي تعديلات على النظام المعلوماتي للابتكار لمواكبة جائحة كورونا.
ونظراً لأهمية المؤسسة الناشئة التي يديرها المهندس لطفي مكناش، قررت وزارة الصحة الجزائرية إشراك الشركة في خلية أزمة مراقبة "كوفيد-19" على مستوى الوزارة، والمكونة من أطباء في مختلف التخصصات وباحثين.
ابتكار المهندس لقي اهتماما من الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، الذي استمع بقاعة المعاينات في مقر وزارة الصحة، الإثنين، لشرح تفصيلي قدمه لطفي مكناش عن نظامي المعلوماتي الصحي واتخاذ القرارات الآني.
ابتكارات أخرى
لم تتوقف ابتكارات مكناش عند نظام "Monadim"، بعد أن قررت السلطات الجزائرية تبني وتطبيق مشاريع أخرى على المستشفيات والمخابز.
ومن أبرزها نظام معلوماتي جديد يساعد على إلغاء وقت انتظار المريض في المستشفى بمجرد صدور تحاليل الكشف عن "كوفيد-19"، من خلال توظيف تكنولوجيا "Near Field Communication" للمرة الأولى في الجزائر.
وهي تقنية "الإمضاء الإلكتروني" للوثائق الطبية والتحاليل الطبية، التي تضمن إلغاء وقت مكوث المريض في المستشفى بمجرد صدور نتائج التحليل، وأيضا تضمن حماية إلكترونية عالية جدا وتمنع تزوير الوثائق الصادرة.
كما طورت الشركة الناشئة "منصة للاستعلام" حول كيفية توصيل المساعدات الطبية وتسجيل التبرعات لإيصالها إلى المناطق الموبوءة بطلب من وزير الصحة الجزائري.
وتسمح المنصة الإلكترونية للجزائريين الموجودين في جميع أنحاء العالم وداخل البلاد بتسجيل مساعداتهم وتبرعاتهم بكل أنواعها، على أن تتابعها خلية الأزمة في وزارة الصحة آليا.