بكلمة نقول: المزيد من هذه الأفعال الرائعة، يعني توسيع دائرة النهار، وطي ستائر الظلام.
مساء الأربعاء الماضي، تم بعاصمة دولة الإمارات، الفخمة، الافتتاح الكبير لمتحف اللوفر أبوظبي.
مشروع حضاري «تجاري» ثقافي كبير، استغرق عقداً من السنين، منذ تمّ الاتفاق بين أبوظبي وباريس في 2007.
خبرات فرنسية معروفة بحذقها في صناعة المتاحف، كانت خلف هذا الصرح الكبير الذي تزيّنت به سعديات أبوظبي.
رئيس فرنسا شريكة الإمارات، ماكرون، علّق على الحدث نفسه مهاجماً من يريد الإيهام بأن الإسلام يبنى من خلال تدمير الآخرين وقال إنهم «كذابون»، بكلمة نقول: المزيد من هذه الأفعال الرائعة، يعني توسيع دائرة النهار، وطي ستائر الظلام.
رسالة للتسامح والتنوع والانفتاح، في عالم يريد به حراس التطرف، تعميم الكراهية والانغلاق والتعصب.
العالم، القديم منه والجديد، لولا التنوع والتقارض الثقافي والاجتماعي فيه لم يفلح ولم يصنع حضارة ولا تجارة ولا ثقافة.
خطوط التجارة القديمة مرّت عبر الجزيرة العربية، وبحارها، من شرق العالم إلى غربه، وهذه الحركة الدائبة على مرّ القرون نقلت معها ثقافات ومصطلحات وعادات وبشراً، مع السلع والبضائع.
في السعودية، هناك صحوة كبرى تجاه القيمة العليا لآثار المملكة العربية السعودية، عبر العصور، وهذه الأيام هناك ملتقى دولي، أول، عن آثار السعودية بترتيب من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
الآثار وصناعة المتاحف الكبرى موجودة في صلب الرؤية الوطنية السعودية، وقد تحدث عراب الرؤية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في وقت سابق، فقال: «هل يُعقل أن قبلة المسلمين لا يوجد فيها متحف إسلامي؟»، مبشّراً بأن المتحف الإسلامي السعودي سيكون الأكبر في العالم.
من الإشارات الدالّة في متحف اللوفر أبوظبي أنه توجد في غرفة عرض واحدة نسخة من القرآن الكريم تعود للقرن التاسع عشر، كتبت بماء الذهب على مخطوطات زرقاء، ونسخة من التوراة من اليمن، وإنجيل من القرن الثالث عشر.
تشريب وتذويق الإنسان هذا التراث وهذه الآثار، ليس فقط اللقى والأحجار والنقوش القديمة، بل حتى اللوحات الأساسية لكبار رسامي ونحاتي التاريخ، يغذّي الحس الجمالي ويعمّق القدرات النقدية التأملية، وهذه كلها تصنع لك ضميراً مرهفاً، أو يفترض بها ذلك.
علاوة على هذا، هي صناعة اقتصادية رفيعة، والخبراء يتحدثون عن استقبال متحف أبوظبي نحو خمسة آلاف زائر في الأيام الأولى بعيد افتتاحه أمام الجمهور.
هي رسالة نحتاج إليها في هذه الأوقات العصيبة، ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد قال معلقاً على هذا النبأ الكبير:
«تراث إنساني متعدد الثقافات».
أما رئيس فرنسا شريكة الإمارات، ماكرون، فعلّق على الحدث نفسه مهاجماً من يريد الإيهام بأن الإسلام يبنى من خلال تدمير الآخرين وقال إنهم «كذابون».
بكلمة نقول: المزيد من هذه الأفعال الرائعة، يعني توسيع دائرة النهار، وطي ستائر الظلام.
نقلا عن "الشرق الأوسط"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة