متحف اللوفر أبوظبي يستضيف معرض "طرق التجارة في الجزيرة العربية"
المعرض يعد واحدا من أهم المعارض السعودية العالمية التي قدمت الإرث الحضاري والتاريخي للملكة والجزيرة العربية لأكثر من 5 ملايين زائر .
تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبالشراكة مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المملكة العربية السعودية، يستضيف متحف اللوفر أبوظبي خلال الفترة من 8 نوفمبر إلى 16 فبراير المقبلين معرض " طرق التجارة في الجزيرة العربية : روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور " .
ويطلع المعرض العالمي الثاني في موسم فعاليات متحف اللوفر أبوظبي الثقافية الزائر على تاريخ الجزيرة العربية من خلال قطع من تراث المملكة العربية السعودية وثقافتها، إضافة إلى مجموعة مختارة من القطع النادرة من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتم تقديم المعرض للمرة الأولى في متحف اللوفر في باريس في العام 2010 ليجول بعد ذلك 14 مدينة من مختلف أنحاء العالم لتعريف العالم بأسره على تاريخ هذه المنطقة .
ويعد المعرض واحدا من أهم المعارض السعودية العالمية التي قدمت الإرث الحضاري والتاريخي للملكة والجزيرة العربية لأكثر من خمسة ملايين زائر من مختلف دول العالم.
وقال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، إن دولة الإمارات العربية المتحدة تشترك مع المملكة العربية السعودية بتاريخ طويل من الأخوة والصداقة والتفاهم، مشيرا إلى أن المعرض سيسلط الضوء على التراث الثقافي الغني والمشترك بين البلدين منذ فترات مبكرة من التاريخ وصولا إلى الوقت الحاضر".
ويكتشف الزائر من خلال معرض "طرق التجارة في الجزيرة العربية: روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" خمسة فصول من تاريخ شبه الجزيرة العربية تمتد من أول المجتمعات في العصر الحجري القديم مرورا بعملية الاستكشاف البحرية وطرق تجارة القوافل التي ربطت المنطقة مع آسيا وبلاد ما بين النهرين والبحر الأبيض المتوسط، وصولا إلى طرق الحج التي برزت في القرن السابع الميلادي والتطورات الاجتماعية والاقتصادية بين القرنين الرابع عشر والسادس عشر، والتي مهدت الطريق لوصول المنطقة إلى الطابع الحديث الذي تتخذه في يومنا هذا.
وفي هذا السياق قال مانويل راباتيه مدير اللوفر أبوظبي: "لطالما شكلت شبه الجزيرة العربية نقطة للتبادل الثقافي والتجاري والحضاري وجذور اللوفر أبوظبي مترسخة في تاريخ هذه المنطقة الأصيلة، ويشكل هذا المعرض فرصة هامة بالنسبة إلينا لدراسة هذا التراث الغني من جديد والاحتفاء به من خلال مجموعة رائعة من القطع الأثرية التي تروي إلى جانب قطع مجموعتنا المتنامية حكاية عربية من منظور جديد".
من جانبه أكد جمال عمر نائب الرئيس لقطاع الآثار والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة العربية السعودية أهمية المعرض لما يجمع البلدين الشقيقين من علاقة خاصة ومميزة، وما يشتركان به من تكامل حضاري وإرث تاريخي ولأنه المحطة الأولى في الجزيرة العربية خارج المملكة خاصة أنه يبرز حضارات الجزيرة العربية ككل وطرق التجارة القديمة فيها " .
وأشار إلى المتابعة المباشرة من الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للمعرض نظرا لأهمية ومكانة دولة الإمارات العربية المتحدة وحكامها وشعبها لدى المملكة قيادة وشعبا.
وقال: "رغم تركيز المعرض على حضارات المملكة إلا أنه يهتم بإبراز حضارات الجزيرة العربية التي كانت محطة رئيسة لطرق التجارة القديمة، حيث كانت تمثل حلقات مهمة ورئيسة في التسلسل الحضاري والتاريخي لهذه المنطقة الاستراتيجية في العالم".
أما الدكتورة ثريا نجيم مديرة إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في اللوفر أبوظبي فرأت أن " طرق الجزيرة العربية من قوافل الجمال في البر والتجارة البحرية إلى المسارات التي سلكها الحجاج لطالما تمتعت بأهمية حيوية من حيث التنمية الاقتصادية وتبادل الأفكار والعادات والثقافات داخل المنطقة وخارجها على حد سواء، حيث يسير زائر المعرض على هذه الطرق ليذهب في رحلة يكتشف فيها الروابط والتبادلات التي نسجت في شبه الجزيرة العربية، فالأبحاث الأثرية التي أجريت في السنوات الأخيرة سلطت الضوء على تاريخ المنطقة وتنوعها منذ القدم والمميز في هذا المعرض بالتحديد المجموعة المختارة من الآثار من دولة الإمارات العربية المتحدة".
ويتولى تنسيق هذا المعرض جمال عمر والدكتورة ثريا نجيم والمنسقة العامة لقسم الآثار في اللوفر أبوظبي نويمي دوسي، كما تساعد مستشارتان علميتان من متحف اللوفر بتنسيق المعرض وهما ماريان كوتي من قسم آثار الشرق الأدنى وكارين جوفان من قسم الفنون الإسلامية.
ويقدم المعرض وللمرة الأولى على الإطلاق قطعا أثرية من الإمارات العربية المتحدة بما في ذلك لؤلؤة وجدت في أم القيوين يرجع تاريخها إلى عام 5500-5300 قبل الميلاد "معارة من متحف أم القيوين"، وحجر مزين برسم لجمل من أواخر الألفية الثالثة قبل الميلاد "معار من متحف العين"، وقطعة فريدة من نوعها يعود تاريخها إلى الألفية الأولى قبل الميلاد من ساروق الحديد "معارة من بلدية دبي" وقطع من جلفار "معارة من متحف رأس الخيمة الوطني " .
وستعرض هذه القطع إلى جانب أهم القطع الأثرية من المملكة العربية السعودية، بما في ذلك لوحة جنائزية من العصر الحجري الحديث ورأس تمثال برونزي من القرن الثالث قبل الميلاد "معارة من قسم الآثار في جامعة الملك سعود" وقناع جنائزي من القرن الأول قبل الميلاد من المنطقة الشرقية "معار من المتحف الوطني في الرياض"، ولوحات محفورة من القرن التاسع "معارة من مكتبة الملك فهد الوطنية" ولوح حجري شُكّل على هيئة إنسان من الألفية الرابعة قبل الميلاد "معار من المتحف الوطني بالرياض" وباب للكعبة يعود إلى العام 1355 "معار من المتحف الوطني في الرياض" ومفتاح للكعبة "معار من قسم الفنون الإسلامية في متحف اللوفر".
ويترافق هذا المعرض مع فعاليات تمتد على مدى ثلاثة أيام، وتشمل عرضا بعنوان "على طرق الجزيرة العربية" يضم الموسيقى والأداء والشعر، ويقدمه 80 فنانا من شبه الجزيرة العربية وأفريقيا والبحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي والهند وإندونيسيا والصين مع رسم معاصر لفن الخط للفنان التونسي كوم، كما سيتضمن البرنامج الثقافي المتزامن مع المعرض عروض أفلام مختارة من الفنانة هند مزينة، فضلا عن جلسات حوارية ومجموعة متنوعة من ورش العمل التعليمية والجولات الإرشادية.
ويعد معرض "طرق التجارة في الجزيرة العربية: روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" واحدا من أهم المعارض السعودية العالمية التي قدمت التراث الحضاري للمملكة والجزيرة العربية لأكثر من خمسة ملايين زائر من مختلف دول العالم، من خلال إقامة المعرض في أشهر المتاحف العالمية بالمدن والعواصم الأوروبية والأمريكية والآسيوية.
وشكل المعرض فرصة مهمة وحيوية لاطلاع العالم على حضارات المملكة والجزيرة العربية وما تزخر به من إرث حضاري كبير ومقومات حضارية وتاريخية ممتدة عبر العصور.
وخلال السنوات الثماني الماضية، وتحديدا منذ الثالث عشر من يوليو عام 2010 قامت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بتنظيم المعرض في 14 محطة دولية توقف خلالها في أشهر متاحف العالم، وقدم عروضا مميزة لعدد كبير من القطع الأثرية المتنوعة ذات القيمة الاستثنائية لأول مرة خارج أراضي المملكة العربية السعودية.
وسلط المعرض الضوء على الحضور العالمي للمملكة ومكانتها الإسلامية باحتضانها الحرمين الشريفين، وكذلك دورها الاقتصادي وتأثيرها في العلاقات الإنسانية انطلاقا من موقعها الجغرافي المميز الذي شكل جسرا في المجالات الثقافية والاقتصادية بين الشرق والغرب.
ويضم المعرض أكثر من 460 قطعة أثرية من التحف المعروضة في المتحف الوطني بالعاصمة الرياض، وعددا من متاحف المملكة وتوضح هذه القطع الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم "مليون سنة قبل الوقت الحاضر " وصولا إلى عصر النهضة السعودي وتمر هذه الفترة الطويلة بالعصور الحجرية ثم بفترة العبيد "الألف الخامس قبل الميلاد" ثم فترة دلمون ثم فترة الممالك العربية المبكرة ثم الممالك العربية الوسيطة والمتأخرة ثم فترة العهد النبوي وفترة الدولتين الأموية والعباسية والعصرين الإسلامي الوسيط والمتأخر حتى فترة توحيد المملكة العربية السعودية، وما تلاها من تطور وازدهار يتضح في مجالات الحياة كافة وبخاصة في خدمة الحرمين الشريفين.
وأقيمت أولى محطات المعرض في متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس ثم أقيم تباعا في مؤسسة "لاكايشا" ببرشلونة ومتحف الإرميتاج بروسيا ومتحف البرجامون ببرلين ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أقيم في متحف ساكلر بواشنطن ومتحف "كارنيجي" ببيتسبرغ ومتحف "الفنون الجميلة" بمدينة هيوستن ومتحف "نيلسون-أتكينز للفنون" بمدينة كانساس ومتحف "الفن الآسيوي" بمدينة سان فرانسيسكو.
وافتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بعد ذلك المعرض في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بالظهران التابع لشركة أرامكو في 1 ديسمبر 2016، وأذن لانطلاقة المعرض إلى محطاته الجديدة في آسيا، حيث أقيم في المتحف الوطني في العاصمة الصينية بكين حيث رعا الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود والرئيس الصيني شي جين بينغ حفل اختتامه في 16 مارس 2017 ثم أقيم في المتحف الوطني بالعاصمة الكورية الجنوبية سيؤول ثم في المتحف الوطني الياباني بالعاصمة اليابانية طوكيو، إضافة إلى تنظيمه في المتحف الوطني بالرياض ضمن المعارض المصاحبة لملتقى آثار المملكة العربية السعودية "الأول".
ويحط المعرض في متحف اللوفر أبوظبي ضمن معارض وأنشطة متبادلة بين البلدين اللذين تربطهما علاقة أخوية وطيدة وقواسم تاريخية مشتركة، وبالتوافق مع احتفال متحف اللوفر أبوظبي بمرور عام على افتتاحه.