اكتشاف "لغة حب" جديدة للسحالي

باحثون من جامعة واشنطن يعتقدون أن هذا الاكتشاف يوفر أدلة قوية لأول مرة على أن السحالي يمكنها "وضع عطر جديد" ليناسب مكانها
رصد فريق بحثي أمريكي من جامعة واشنطن قدرة غير تقليدية للسحالي على إنتاج إشارة كيميائية مختلفة لجذب الحبيب عندما تتواجد في بيئة خالية من المفترسات.
وعادةً ما تركز دراسات تطور إشارات الحيوان على النوع الصوتي والمرئي، مثل التشويش المعقّد في أغنية الطائر أو ومضات الألوان الساطعة على قشور الأسماك، ولكن الإشارات الكيميائية بين الحيوانات أقل وضوحاً للبشر وأكثر تعقيداً من الناحية التقنية، وهي أقدم وسائط الاتصال وأكثرها انتشاراً.
واكتشفت أبحاث سابقة اختلافاً مهماً في الإشارات الكيميائية عند السحالي، إذ توجد إشارة للتحذير من حيوان مفترس، وإشارة خاصة بالتعبير عن الرغبة في التزاوج، وهذه الإشارات عادة ما تكون مصممة بشكل يمزج بين أن تكون جذّابة، وفي الوقت نفسه لا تكون واضحة للحيوانات المفترسة كي لا تتعرف على مكانها.
ولكن ماذا إن تواجدت السحالي في بيئة خالية من المفترسات، هل ستحافظ على الإشارة نفسها الخاصة بجذب الحبيب؟
دراسة نُشِرت، الإثنين، بدورية "علم البيئة الحيوانية"، وأجريت على السحلية الجدارية "لإيرهارد" التي يطلق عليها "سحلية حائط إيجة"، المستوطنة في جنوب شرق أوروبا، أجابت عن هذا السؤال.
وخلال الدراسة جرى نقل السحالي في مجموعات صغيرة إلى جزر تجريبية، وما وجده الباحثون كان لافتاً للنظر، إذ طورّت بسرعة وبشكل متكرر مزيجاً كيميائياً جديداً، كان مختلفاً عن السحالي من النوع نفسه التي لم تتواجد في تلك الجزر.
ويعتقد الباحثون أن هذا الاكتشاف يوفر أدلة قوية لأول مرة على أن السحالي يمكنها "وضع عطر جديد" ليناسب مكانها.
ويقول سايمون بايكنز، المؤلف المشارك بالدراسة في تقرير نشره الموقع الرسمي لجامعة واشنطن بالتزامن مع نشر الدراسة: "إشارات جذب الأصحاب غالباً ما تكون واضحة للحيوانات المفترسة، وعلى هذا النحو، تقدّم الإشارات الجنسية حلاً وسطاً بين الجاذبية وتجنّب الكشف، ومع ذلك، في هذه الجزر، لا توجد قيود على تطور إشارات واضحة وجذابة للغاية".
ويضيف بايكنز: "في الجزر التجريبية، وجدنا أن ثراء إفرازات السحلية هو الأعلى، ما يعني أن عدد المركبات المختلفة التي يمكننا اكتشافها في الإفراز هو الأعلى، وهذا دليل على أن الإشارات الكيميائية الحيوانية يمكن أن تتغير بسرعة ومرونة لتناسب المكان الجديد، ولكن هذه ليست إلا البداية لفهم ما تقوله السحالي لبعضها".