انخفاض انبعاثات الكربون في الصين.. هل يلتزم "التنين" بتعهدات المناخ؟
ذكر تقرير أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الصين آخذة في الانخفاض منذ العام الماضي لكنها لم تصل إلى أدنى مستوياتها بعد.
وأفاد التقرير الذي صدر اليوم الإثنين أن سياسات الصين ما تزال غير متوافقة تماما مع الأهداف طويلة الأجل للحد من ارتفاع درجات الحرارة.
ثلث الانبعاثات الكربونية في العالم
وقال مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، ومقره هلسنكي، بعد تقييم بيانات الانبعاثات وإجراء مسح شمل 26 من خبراء الطاقة الصينيين إن الصين تنتج ما يقرب من ثلث انبعاثات الكربون السنوية في العالم، ونجاحها في تحقيق أهدافها المناخية "ربما يكون العامل الوحيد الأكثر أهمية في المعركة العالمية ضد تغير المناخ".
وأوضح التقرير أن الصين حققت "إنجازات ملحوظة" في مجالات مثل الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية لكنها ما زالت "بعيدة عن المسار الصحيح" فيما يتعلق بتوليد الكهرباء بالفحم ومصانع الحديد والصلب، مضيفا أن استهلاك الطاقة يتزايد مدفوعا بالنمو الاقتصادي الصناعي الضخم، بسرعة كبيرة يتعذر معها تحقيق الأهداف المناخية.
واختتمت محادثات المناخ العالمية أمس الأحد بالتزام الدول بتأسيس صندوق لمساعدة الدول الأكثر تعرضا للمخاطر لكن دون التوصل لإجماع فيما يتعلق بالوصول لذروة الانبعاثات العالمية والبدء في تقليلها بحلول 2025.
ذروة الانبعاثات
ومن المتوقع أن تصل الصين لذروتها من الانبعاثات بحلول 2030 بسهولة نسبية، لكن خبراء يخشون من أن الكمية الإجمالية من الانبعاثات ستواصل الارتفاع بشكل كبير خلال العقد مع بناء الصين محطات جديدة تعمل بالفحم وبنية تحتية أخرى كثيفة الكربون لمعالجة مخاوف تتعلق بأمن الطاقة والاستقرار الاقتصادي.
وأشار التقرير إلى أنه كلما زاد مستوى الانبعاثات كان أصعب على الصين الوفاء بهدف الحياد الكربوني بحلول 2060، وأضاف أن "من الضروري للغاية" للصين بأن تتخطى الأهداف وليس فقط أن تفي بها.
الصين تحرز تقدما
في المقابل تقول الصين إنها أحرزت تقدما في التحول الأخضر بشكل كبير.
وقبل عدة أيام استعرض شيه تشن هوا، المبعوث الصيني الخاص لشؤون تغير المناخ، التقدم الذي أحرزته بكين في التحول الأخضر وخفض الكربون خلال العقد الأخير.
وقال شيه إنه على الرغم من حقيقة أن العديد من البلدان المتقدمة قد تراجعت عن الإجراءات المناخية بسبب تأثير الصراعات الجغرافية وأزمة الطاقة إلا أن الصين لا تزال متمسكة بمتطلبات الرئيس شي جين بينج واستجابت بنشاط لمواجهة تغير المناخ.
وكانت الصين قد عادت عن قرارها السابق بالتخلي عن الفحم وإطلاق استراتيجيات وخطط نوعية لدفع تطوير مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والكتلة الحيوية، والطاقة الحرارية الأرضية.
ولجأت الصين مجددا في خطوة تثير القلق بسبب تداعياتها على المناخ، إلى زيادة إنتاجها من الفحم لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة هذا الصيف ونقص موارد الطاقة وازدياد أسعار النفط والغاز.
وقدّر تقرير صادر في يونيو/حزيران الماضي الخسائر المجمعة المرتبطة بالمناخ على مدار العقدين الماضيين في 55 دولة معرضة للخطر بسبب التغير المناخي تصل لنحو 525 مليار دولار، تمثل نحو 20% من الناتج المحلي الإجمالي لها جميعا.
وتشير بعض الأبحاث إلى أن مثل هذه الخسائر قد تصل بحلول عام 2030 إلى 580 مليار دولار سنويا.