خبراء يرصدون أسباب انخفاض أسعار الماشية في مصر
انخفاض أسعار الماشية في مصر بسبب إغراق السوق بالمستورد، ومطالبات بمراعاة التوازن بين الإنتاج المحلي والاستيراد.
انخفضت أسعار الماشية الحية في مصر لأكثر من النصف، نتيجة استيراد أعداد كبيرة من رؤوس الماشية واستقرار الإنتاج المحلي، ما أدى لزيادة المعروض في السوق، وخفض بدوره الأسعار.
وكان تقرير أمريكي صادر عن علي عبيدي، المستشار الزراعي الأمريكي لدى القاهرة، تنبأ في وقت سابق بأن مصر ستصبح خلال 2019 أكبر دولة مستوردة للحوم الأبقار والماشية الحية في العالم.
ووفقاً لنشرة التجارة الخارجية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، زادت واردات القاهرة من اللحوم الحية والمجمدة، خلال أول 3 أشهر من 2019 بنسبة 21.9%، لتسجل 448.531 مليون دولار في مقابل 367.961 مليون دولار، خلال نفس الفترة من 2018.
يقول النائب رائف تمراز، وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب المصري، لـ"العين الإخبارية"، إن الانخفاض الحادث في أسعار الماشية جاء بسبب عدم الدراسة الدقيقة للسوق المصري، وعشوائية الاستيراد التي تسببت في أضرار فادحة للمربين والمزارعين.
وأضاف أن وزارة الزراعة المصرية لم تهتم بتحصين الماشية ضد الأمراض الموسمية وفضلت الاستيراد من الخارج، الأمر الذي ورط المزارعين وأثر على دخولهم، وزاد من ديونهم، مع إغراق السوق بالماشية الحية وانخفاض الأسعار.
وزاد من أزمات مربي الماشية في مصر، غلاء أسعار الأعلاف؛ خاصة أن معظمها تستوردها مصر من الخارج، ويتكلف المزارع رسوم الوراد عليها، ما يعني أن استمرار التربية أو البيع كلاهما يؤدي إلى خسارة، بحسب حديث النائب.
ورفضت وزارة الزراعة المصرية من خلال متحدثها الرسمي الدكتور محمد القرش التعقيب على الأمر، بينما أشارت مصادر لـ"العين الإخبارية" إلى أن الوزارة تسعى خلال الفترة المقبلة لدراسة الأزمة مع مجلس النواب؛ للوقوف على أسبابها وبحث رؤية لجنة الزراعة بالمجلس.
وارتفع سعر طن الأعلاف المستوردة في مصر إلى 5600 جنيه خلال العام الجاري، حسبما يؤكد حسين أبوصدام، نقيب عام الفلاحين في مصر، بينما بلغ سعر العلف المحلي المطحون من قش القمح والأرز ألف جنيه للطن.
وأضاف أبوصدام لـ"العين الإخبارية" أن الانخفاض في الأسعار والناتج عن كثافة الاستيراد سيؤدي إلى عزوف المربين عن تربية المواشي، وهو ما قد يتسبب في فترات كساد في سوق اللحوم الحمراء في مصر.
وأضاف أن وزارة الزراعة حاولت تحسين السلالات عن طريق الاستيراد لكنها أغرقت السوق، وأصبح منوطاً بها تعويض المزارع، باعتبار أن الماشية تعتبر هي رأس مال الفلاح المصري، ومكون رئيسي من مكونات الزراعة في مصر.
وعن حلول ما اعتبره نقيب الفلاحين أزمة حالية، قال إنه يجب على وزارة الزراعة منح التسهيلات لإنشاء مزارع الماشية في مصر، دون شروط أو تعقيدات كبيرة، بالإضافة إلى التوسع في إنشاء مصانع للأسمدة، أو حتى رفع الجمارك عن المواد الخام المستوردة، والتحكم في السوق العشوائية للأمصال والأدوية حتى تصل إلى المزارع بسعر عادل، فضلاً عن تكثيف الخدمات البيطرية الخاصة بالزراعة للمرور الدوري على الماشية وتحصينها صحياً.
ورغم انخفاض سعر الماشية الحية، لم تتأثر أسعار اللحوم؛ حيث شهدت استقراراً على مدار الـ3 أشهر الماضية، وبلغ متوسط سعر اللحوم 130 جنيهاً في الوقت الحالي.
يقول محمد وهبة، رئيس شعبة القصابين في غرفة القاهرة التجارية، لـ"العين الإخبارية"، إن أسعار اللحوم استقرت من قبل شهر رمضان المعظم، وأسهم في ذلك كثرة الاستهلاك، خاصة أن المربين يروجون للماشية في هذا الوقت من العام؛ استعداداً لعيد الأضحى المبارك.
وأضاف أنه مع انخفاض أسعار الماشية، لكن كثرة الاستهلاك والإقبال على حجز وشراء الأضاحي في هذا الوقت، أسهم في استقرار أسعار اللحوم الحمراء.
aXA6IDE4LjIyMC4yNDIuMTYwIA== جزيرة ام اند امز