تلوث الهواء.. قاتل خفي يخنق القلوب

يُعد تلوث الهواء من أبرز العوامل المسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية، وقد يتطور الأمر في بعض الأحيان إلى الموت.
وهنا تجدر الإشارة إلى العلاقة الوثيقة بين التغيرات المناخية وتلوث الهواء؛ فقد يؤدي التغير المناخي إلى تدهور جودة الهواء عبر ارتفاع درجات الحرارة، ما يؤثر على أنماط الطقس والتي قد تقود إلى تكوين ملوثات في الهواء. وفي النهاية تتأثر جودة الهواء التي تؤثر على صحة القلب.
ومن المعروف أنّ الإضرار بالصحة يكون عند تجاوز حد معين، لكن يبدو أنّ استنشاق الهواء الملوث حتى عند المستويات التي تندرج تحت المستويات الآمنة تتسبب أيضًا في الإضرار بالقلب.
وفي هذا الصدد، أجرت مجموعة بحثية دولية دراسة مستخدمين فحوصات الرنين المغناطيسي المتقدمة لمعرفة مدى تأثير استنشاق تلوث الهواء على عضلة القلب. ووجدوا أنه قد يؤدي إلى قصور القلب بمرور الوقت؛ خاصة لدى النساء والمدخنين ومرضى ارتفاع ضغط الدم. ونشر الباحثون دراستهم في دورية "راديولوجي" (Radiology) في 1 يوليو/تموز 2025.
خطر متزايد
أراد مؤلفو الدراسة فهم أسباب الخطر المتزايد لتأثير جودة الهواء على عضلة القلب على مستوى الأنسجة. لذلك، استخدموا التصوير بالرنين المغناطيسي؛ لقياس تلف عضلة القلب وتقييم مدى ارتباطه بالتعرض طويل الأمد للجسيمات الدقيقة والتي قد يبلغ قطرها 2.5 ميكرومتر أو أقل، وهي ضئيلة لدرجة أنه يمكنها الدخول لمجرى الدم عبر الرئتين.
شملت الدراسة 201 شخصًا سليمًا و493 مريضًا باعتلال عضلة القلب التوسعي، وهو مرض فيه تتوسع حجرات القلب ما يُصعب ضخ الدم. أراد الباحثون من ذلك دراسة التأثيرات المحتملة لتلوث الهواء على الأصحاء والمرضى.
مضاعفات
لاحظ الباحثون ارتباط التعرض الطويل الأمد لتلوث الهواء بارتفاع مستويات تليف عضلة القلب لدى كل من مرضى اعتلال عضلة القلب والمجموعة الضابطة، وهذا يُشير إلى المضاعفات المحتملة للتعرض لتلوث الهواء.
وكانت النساء والمدخنين ومرضى ارتفاع ضغط الدم هم الأكثر تأثرًا، لكن هذا لا يقلل من التأثيرات اللاحقة بالأصحاء ويؤكد أنّ الأصحاء أيضًا معرضون للتأثيرات السلبية لتلوث الهواء حتى وإن كان على المدى الطويل.
ويرى مؤلفو الدراسة أنّ هناك حاجة ماسة لمكافحة تلوث الهواء، وأخذ التعرض لتلوث الهواء بعين الاعتبار عند البحث في التاريخ الطبي للمرضى الذين يعانون من مشاكل في القلب.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI2IA== جزيرة ام اند امز