التضخم الأدنى منذ سبتمبر 2021.. هل تواصل أمريكا رفع الفائدة؟
انخفض التضخم في الولايات المتحدة خلال فبراير/شباط 2023 إلى 6%، على أساس سنوي، وهو المعدل الأقل منذ سبتمبر 2021.
بينما ارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة على أساس شهري في فبراير/شباط 2023 في ظل استمرار ارتفاع الإيجارات السكنية، كما أوردت رويترز.
وانقسم الاقتصاديون بشأن ما إذا كان ارتفاع التضخم سيكون كافيًا لدفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى الأسبوع المقبل بعد انهيار بنكين إقليميين كبيرين في الولايات المتحدة.
معدل التضخم
وقالت وزارة العمل اليوم الثلاثاء إن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.4% الشهر الماضي بعد صعوده 0.5% في يناير/كانون الثاني. وأدى ذلك إلى الحد من صعود مؤشر أسعار المستهلكين على أساس سنوي إلى 6.0% في فبراير/شباط، وهو أقل ارتفاع سنوي منذ سبتمبر/أيلول 2021. وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 6.4% في 12 شهرًا حتى يناير/كانون الثاني 2023.
وبلغ ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين السنوي ذروته عند 9.1% في يونيو/حزيران الماضي، وهي أكبر زيادة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 1981.
وباستبعاد أسعار الغذاء والطاقة المتقلبة، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.5% الشهر الماضي بعد صعوده 0.4% في يناير/كانون الثاني الماضي. وفي 12 شهرًا حتى فبراير/شباط ارتفع ما يسمى بمؤشر أسعار المستهلكين الأساسي 5.5% في فبراير/شباط مقابل ارتفاع 5.6% خلال عام في الشهر السابق له.
وكان اقتصاديون قد توقعوا في استطلاع لرويترز ارتفاع كل من مؤشر أسعار المستهلكين والمؤشر الأساسي 0.4% على أساس شهري. وتزيد الزيادة الشهرية للتضخم على مثلي المعدل الذي يقول خبراء اقتصاد إنه ضروري لإعادة التضخم إلى هدف الاحتياطي الاتحادي وهو اثنين بالمئة.
وجاء نشر تقرير التضخم اليوم وسط اضطراب الأسواق المالية بعد انهيار بنك سيليكون فالي في كاليفورنيا وبنك سيجنتشر في نيويورك، مما أجبر الجهات التنظيمية على اتخاذ تدابير طارئة لتعزيز الثقة في النظام المصرفي.
كما جاء قبل اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي يومي الثلاثاء والأربعاء الأسبوع المقبل.
الفائدة المرتفعة.. وأزمة الانهيارات المصرفية
ورغم انهيار مصرف "سيليكون فالي بنك"، من المرجح أن يمضي الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قُدماً في رفع أسعار الفائدة، حسب معهد "بلاك روك إنفستمنت".
رغم أن الضغوط في القطاع المصرفي تقوِّض ثقة المستثمرين وتؤدي إلى تشديد الظروف المالية، فإنّ البنك المركزي الأميركي سيكون بحاجة إلى مواصلة زيادة أسعار الفائدة لمجابهة التضخم المستفحل في الولايات المتحدة، حسبما ذكرت الذراع البحثية لشركة "بلاك روك"، أكبر شركة إدارة أصول في العالم.
كتب محللون استراتيجيون في معهد "بلاك روك إنفستمنت" الاثنين 13 مارس/آذار 2023: "لا نتوقع أن تسمح هذه التطورات لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بوقف حملته لرفع أسعار الفائدة، نظراً إلى أن هذه بيئة مختلفة للغاية مقارنة بعام 2008 عندما استُعملت أدوات السياسة النقدية كلها لتدعيم الاقتصاد. وعوضاً عن ذلك يستطيع البنك عن طريق تقوية النظام المصرفي، تركيز عمل السياسة النقدية على تقليص معدلات التضخم إلى هدفه عند 2%".
فيما رجّح كل من "غولدمان ساكس" و"باركليز" مؤخراً، أن يوقف بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي دورة التشديد النقدي مؤقتاً خلال الاجتماع المقرر الأسبوع المقبل، في حين توقع مصرف "نومورا" يوم الاثنين أن يقلّص البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، ويتوقف عن خفض حجم ميزانيته العمومية خلال الاجتماع.
حسب "بلاك روك"، فإنّ انهيار "سيليكون فالي بنك" يُعَدّ مثالاً على تصدعات مالية ترتبت على حملة زيادة أسعار الفائدة الأسرع منذ ثمانينيات القرن الماضي. ستنطوي التداعيات غير المباشرة على الاقتصاد على ظروف مالية أكثر تشدداً وفتح خطوط إمداد ائتمانية، خصوصاً في قطاع التكنولوجيا.