لوكا دي ميو على رأس «كيرينغ».. الإيطالي الذي ورث مهمة إنعاش «غوتشي»

في خطوة تحمل رمزية وتحولات استراتيجية كبرى، صادق مساهمو مجموعة كيرينغ على تعيين الإيطالي لوكا دي ميو مديرًا عامًا جديدًا خلفًا لفرانسوا-هنري بينو.
الرجل، المعروف بقدرته على إعادة تموضع العلامات التجارية وإدارة الأزمات كما فعل في رينو، يتولى ابتداءً من 15 سبتمبر/أيلول قيادة عملاق الرفاهية الفرنسية.
ووفقاً لصحيفة "لوموند" الفرنسية فإن التحدي الأول أمامه واضح، وهو إنقاذ غوتشي، العلامة الأبرز في محفظة كيرينغ، والتي تراجعت مبيعاتها منذ 2023، في وقت يواجه فيه سوق الرفاهية العالمي تباطؤًا وتنافسًا محمومًا.
لويكا دي ميو، الرجل الذي قاد رينو في أصعب مراحلها، يجد نفسه اليوم أمام مهمة جديدة لا تقل تعقيدًا: إنقاذ كيرينغ، المجموعة الفرنسية العملاقة في عالم الرفاهية.
وفي التاسع من سبتمبر/أيلول، اجتمع المساهمون في المقر التاريخي للمجموعة بشارع دو سيفر في الدائرة السابعة بباريس، وصادقوا على تعيين الإيطالي مديرًا عامًا جديدًا للشركة. التصويت كان شكليًا تقريبًا، فـ59,3 % من حقوق التصويت بيد عائلة بينو، عبر شركتها القابضة "أرتيميس"، ما جعل فوز دي ميو مضمونًا منذ البداية.
وابتداءً من 15 سبتمبر/أيلول، سيتولى الرجل رسميًا منصبه، مقابل حزمة مالية مثيرة للجدل: 20 مليون يورو كعلاوة ترحيبية — ثلاثة أرباعها نقدًا والجزء المتبقي على شكل أسهم كيرينغ — إضافة إلى راتب سنوي ثابت يبلغ 2,2 مليون يورو.
وتعكس الأرقام الضخمة حجم التحدي الذي ينتظره، وفي مقدّمته إعادة إحياء علامة غوتشي، جوهرة التاج في محفظة كيرينغ، والتي تراجعت مبيعاتها بشكل حاد منذ 2023.
خلف هذا التغيير تكمن صفحة جديدة في تاريخ عائلة بينو. فبعد عشرين عامًا على رأس المجموعة، سلّم فرانسوا-هنري بينو، ابن المؤسس فرانسوا بينو، الشعلة إلى دي ميو.
والرجل الذي أعاد رسم ملامح كيرينغ منذ 2005، بتفكيك إمبراطورية التوزيع التي كانت تضم لا ريدوت، برانتم، فناك وكونفوراما، ليحوّلها إلى لاعب نقي في قطاع الرفاهية حول علامات مثل سان لوران، بالنسياغا وبوتيغا فينيتا.
واليوم، وقد بلغ الثالثة والستين، يقرر التراجع خطوة إلى الخلف، محتفظًا مع ذلك برئاسة مجلس الإدارة ومعلنًا عزمه على الاستمرار في الإشراف على التوجهات الإستراتيجية الكبرى.
وبالنسبة إلى دي ميو، القادم من عالم صناعة السيارات، يبدو التحدي مضاعفًا. فالمجموعة التي طالما نافست غريمها الفرنسي LVMH تعاني من تباطؤ مقلق، فيما تواجه سوق الرفاهية العالمية ضغوطًا جديدة، سواء من تراجع الطلب في الصين أو من تحولات ذوق المستهلكين الأصغر سنًا.
ومع ذلك، يراهن المساهمون على خبرته في إعادة تموضع العلامات التجارية وبناء استراتيجيات النمو، وهي قدرات أثبتها في رينو عندما واجهت أزمة غير مسبوقة.
كيرينغ، التي كانت يومًا رمزًا للتحول الناجح من التوزيع إلى الرفاهية، تدخل مرحلة جديدة محفوفة بالمخاطر. ودي ميو، الطبيب الجديد لهذا "المريض الفاخر"، سيُختبر سريعًا على قدرته في إنعاش غوتشي واستعادة بريقها، وربما رسم مستقبل المجموعة بأكملها في سوق لا يرحم.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI0IA== جزيرة ام اند امز