خبير تسويق فرنسي يكشف لـ«العين الإخبارية» أسرار أزمة السلع الفاخرة

أكد خبير التسويق الفرنسي المعاصر جون دوسوج، الأستاذ بمدرسة HEC Paris والمتخصص في استراتيجيات العلامات الفاخرة، أن نتائج مجموعة LVMH في النصف الأول من 2025 تعكس أزمة هيكلية في سوق السلع الفاخرة عالميا.
وأكد في حوار خاص مع "العين الإخبارية" أن ذلك يحدث في ظل تراجع إنفاق الأثرياء الصينيين، وخروج بعض المستثمرين الكبار من الصناعة.
وأشار إلى أن الأزمة أعمق من مجرد تباطؤ موسمي، بل ترتبط بعوامل اقتصادية وجيوسياسية متداخلة تؤثر مباشرة على ثقة المستهلك الفاخر.
كيف تفسر الانخفاض الحاد في أرباح LVMH بنسبة 22%؟
الانخفاض يعكس ما كان متوقعًا منذ أسابيع في الأوساط الاقتصادية، فالطلب على السلع الفاخرة يعاني من "فتور عالمي". الأسباب متعددة: من جهة هناك الضغوط الاقتصادية على المستهلك الصيني، الذي يُعد المحرك الأول للصناعة منذ أكثر من عقد، ومن جهة أخرى نشهد تراجعًا في إنفاق الأمريكيين في أوروبا بسبب ضعف الدولار، ما أثّر على السياحة الشرائية الفاخرة. وقد سجلت LVMH تراجعًا بـ9% في وحدة الأزياء والمنتجات الجلدية فقط، وهو رقم ضخم نظرًا لأهمية هذه الوحدة كمصدر رئيسي للربحية.
إلى أي مدى يمثل السوق الصيني تحديًا محوريًا؟
دون مبالغة، الصين هي شريان الحياة للرفاهية منذ سنوات. ومع تصاعد القيود على الإنفاق، وتوجهات الدولة نحو "الاعتدال في الرفاه"، فإن المستهلك الصيني لم يعد ينفق بنفس الكثافة. وقد أشارت التقارير إلى انخفاض المبيعات في آسيا (باستثناء اليابان) بنسبة 6%، و28% في اليابان نفسها بسبب تحولات العملة. من المهم الإشارة هنا إلى أن LVMH لم تتوقع انتعاشًا حقيقيًا في الطلب قبل النصف الثاني من 2026 حسب توقعات UBS، وهذا مؤشر على أن الشركات تستعد لركود طويل نسبياً.
هل تظن أن خروج بعض المستثمرين الكبار من قطاع الفخامة علامة تحذير؟
بالتأكيد، هناك علامات قلق واضحة. كبار المستثمرين بدأوا في تقليص تعرضهم لهذا القطاع، خاصة في الشركات المعتمدة على "الرفاهية الناعمة" كالأزياء والجلد، مقابل الرفاهية الصلبة مثل الساعات والمجوهرات، التي تبقى أكثر مرونة في الأزمات. وهو ما يفسر أداءً أفضل لقطاعات مثل "النبيذ والمشروبات الروحية" و"التوزيع الانتقائي" في LVMH مثل سيفورا ومبيعات المطارات. لكن الصورة العامة لا تزال قاتمة، وهذا يدفع الشركات لإعادة هيكلة تكاليفها كما أعلنت المديرة المالية للمجموعة، سيسيل كاباني.
هل ترون أن فتح ورش جديدة في أمريكا، كما أعلن برنارد أرنو، حل فعال؟
هو أكثر إجراء رمزي من كونه اقتصاديًا مباشرًا. صحيح أن Louis Vuitton ستفتح ورشة جديدة في تكساس لتلبية الطلب المحلي، لكن المشكلة ليست في المعروض بل في الطلب. الأزمة الحالية هي أزمة "رغبة"، وليست "قدرة". المستهلك الراقي يُراجع أولوياته اليوم في ظل عالم غير مستقر، والحل الحقيقي يكمن في استعادة الثقة، وليس فقط التوسع الجغرافي.
ما ملامح المرحلة المقبلة في سوق السلع الفاخرة؟
الحذر هو عنوان النصف الثاني من 2025، كما قال أرنو نفسه. برغم أن LVMH لا تزال رابحة وبقوة، إلا أن قطاع الفخامة ككل يعيش مرحلة تصحيح. سنرى توجهًا أكبر نحو الفئات المستدامة، إعادة التركيز على القيم الأصيلة، وربما المزيد من الدمج والاستحواذ مع خروج اللاعبين الأضعف. أما الجمهور، فسيبقى موجودًا، لكنه يطلب "معنى"، لا مجرد منتج يحمل شعارًا فخمًا.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjA4IA== جزيرة ام اند امز