تخفيضات صيف 2025 في فرنسا.. موسم باهت وتراجع في المبيعات رغم العروض

رغم آمال التجار بتحقيق انتعاشة موسمية في فرنسا، أظهرت النتائج الأولية لتخفيضات الصيف تراجعاً جديداً في الإيرادات، وسط طقس متقلب ومنافسة شرسة من المتاجر الإلكترونية وعمالقة "الفاست فاشن".
في ختام 4 أسابيع من العروض والتخفيضات في فرنسا، أسدل الستار، اليوم الثلاثاء، على موسم تخفيضات الصيف في فرنسا، الذي جاء مرة أخرى دون التوقعات، وسط طقس ممطر ومزاج تجاري قاتم. ويبدو أن آمال التجار في إنعاش المبيعات خلال هذه الفترة لم تتحقق، كما تكشف الأرقام الأولية التي أُعلن عنها.
تراجع في المبيعات
وفقًا لما صرّح به يوهان بتيّو، المدير العام لتحالف التجارة الفرنسي، الذي يضم علامات تجارية كبرى مثل Zara وUniqlo وChaussea وH&M وGaleries Lafayette، فإن متوسط رقم المعاملات داخل المتاجر خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من موسم التخفيضات تراجع بنسبة 5% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. أما المبيعات عبر الإنترنت فقد سجّلت انخفاضًا بنحو 3%، بحسب صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية.
أما في منطقة إيل-دو-فرانس (باريس وضواحيها)، فقد أظهرت دراسة لغرفة التجارة المحلية (CCI-IDF) أن موسم ربيع/صيف كان "مرضياً إلى حد ما"، لكن تخفيضات الصيف كانت "مخيبة للآمال". حيث أشار أكثر من نصف التجار إلى عدم رضاهم عن نتائج الموسم، فيما أكد 75% منهم أن مبيعاتهم كانت أقل أو تساوي مبيعات العام السابق. وحتى في الحالات الإيجابية، لم تتجاوز الزيادة 20% مقارنة بشهر عادي، حسب نفس المصدر.
التزام التجار
رغم هذا الأداء المتواضع، لا يزال العديد من المهنيين في القطاع مرتبطين بموسم التخفيضات، نظرًا لدوره في تصريف المخزون وجذب الزبائن إلى المتاجر.
لكن تساؤلات كثيرة تطرح حول مستقبل هذه الفترات التقليدية من التخفيضات، خاصة في ظل تزايد بدائل الشراء عبر الإنترنت، وتكرار المواسم الترويجية على مدار العام، مما يفقد "التخفيضات الموسمية" الكثير من جاذبيتها السابقة.
منافسة شرسة
وفي السياق نفسه، ندد يان ريفوالان، رئيس اتحاد الموضة النسائية الفرنسي، بما وصفه بـ"المنافسة غير العادلة" التي تمثلها منصات صينية مثل Shein وTemu، مؤكدًا أن هذه العلامات "تعتمد تخفيضات غير قانونية وتعود المستهلكين على أسعار غير منطقية"، حسب تعبيره خلال مداخلة على قناة بي إف إم التلفزيونية الفرنسية.
ودفعت هذه الوضعية غرفة التجارة الفرنسية للمطالبة باتخاذ إجراءات ملموسة، منها: تعزيز الرقابة الجمركية على الواردات، وفرض ضرائب على الطرود الصغيرة على مستوى الاتحاد الأوروبي بأكمله، والتصدي لسياسات الإغراق السعري التي تنتهجها منصات "الفاست فاشن".
الطقس يخذل التجار
ولم تكن المنافسة وحدها وراء تراجع الإقبال، بل لعبت العوامل المناخية دورًا مهمًا أيضًا. فبعد بداية بطيئة للتخفيضات، شهد الأسبوع الثاني تحسنًا طفيفًا، قبل أن تعود الأمور للتراجع مجددًا في الأسبوع الثالث، والذي تزامن مع عطلة 14 يوليو (عيد الثورة الفرنسية)، حيث انخفضت الحركة التجارية بشكل ملحوظ.
كما أثرت موجات الحر الشديد التي دفعت الناس للبقاء في منازلهم، تلتها أيام مشمسة شجعتهم على السفر، وأخيرًا الأمطار التي قللت من توجه الزبائن نحو المتاجر، ما خلق مزيجًا من العوامل المناخية غير المواتية تمامًا.
وتشير غرفة التجارة الباريسية أيضًا إلى "المناخ الاقتصادي القاتم والضبابي" الذي يهيمن على سلوك المستهلكين، حيث يفضل الكثيرون الادخار على حساب الاستهلاك في ظل أجواء من الترقب والقلق بشأن المستقبل المالي.
قطاع الأزياء
في النهاية، تأتي هذه النتائج لتؤكد هشاشة قطاع الأزياء الجاهزة في فرنسا، الذي يواجه ضغوطًا متعددة من كل اتجاه: بين تغير سلوك المستهلك، وسقف الإنفاق المنخفض، والمنافسة الرقمية الشرسة، لا يبدو أن موسم التخفيضات وحده كافٍ لإنقاذ الموسم.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU0IA== جزيرة ام اند امز