فوضى المليشيات.. اشتباكات مسلحة حول منطقة نفطية بغرب ليبيا
تُواصِل المليشيات الخارجة عن القانون وسيطرة الدولة في غرب ليبيا، مساعيها للسيطرة على أكبر مساحة من البلاد بقوّة السلاح.
ومن أحدث جرائم تلك المليشيات محاولة اقتحام منطقة "الحمادة" الغنية بالنفط في جنوب غرب البلاد، مساء السبت، والاشتباك مع الجهة الأمنية المسؤولة عن حمايتها.
ووفق مصادر عسكرية ومحلية ليبية، فإن عناصر مليشيات الـ"444" بقيادة محمود حمزة، حاولت بـ40 سيارة مسلحة، اقتحام منطقة "الحمادة"، عند مسافة قريبة من حقل الجولف النفطي؛ لتوسيع نفوذها ونطاق سيطرتها، إلا أنها فوجئت بقوات تتبع المنطقة العسكرية الغربية التي اشتبكت معها، وأرغمتها على الانسحاب.
وتكبّدت مليشيات الـ"444" خسائر، منها مقتل وإصابة بعض عناصرها، واعتقال 22 آخرين.
وزعمت المليشيات بأن محاولتها لدخول المنطقة كانت بهدف محاربة عمليات التهريب.
يُشار إلى أن مناطق حقول النفط في جنوب غرب البلاد، تحت تأمين حرس المنشآت النفطية التابعة للمنطقة العسكرية الغربية، ولا تختص الـ"444" بتنفيذ أي مهام فيها.
وسبقت هذه الاشتباكات خلافات حادة بين مليشيات "444" وقوات المنطقة العسكرية الغربية؛ فقبل أيام، رفض جهاز حرس المنشآت النفطية اتهامات وجّهتها لأفراده هذه المليشيات بأنهم مهرّبون، وأكد في بيان أن هذه الاتهامات هدفها "تشويه سمعة الجهاز" الذي من مهامه منع التهريب.
ما هي مليشيات الـ"444"؟
هي مليشيات أسّسها محمود حمزة، الذي كان ضمن مليشيات "الردع"، ثم انفصل عنها، ليكوّن مليشيات أخرى بزعامته، وباتت المنافس الأكبر لمليشيات "الردع" فيما يخص تقاسُم النفوذ على موارد الثروة والمؤسسات الرسمية والحيوية في العاصمة طرابلس ومدن أخرى.
وتتطوّر المنافسة لصراعات دامية وعمليات اختطاف واعتقال من وقتٍ لآخر، ومنها القتال الذي وقع بين الجانبين في أغسطس/آب 2023، بعد أن اعتقلت "الردع" محمود حمزة.
وضمن أشكال سيطرة المليشيات على النفوذ في غرب ليبيا، أنها تتخذ صفة رسمية، وتتولّى بعض اختصاصات أجهزة الأمن الرسمية في الجيش والشرطة، ويأخذ مَن يتزعمونها رتبا عسكرية في الحكومة، وهو ما يزيد من حصانتها وقدرتها على التحرّك والسيطرة.
فمليشيات "444"، على سبيل المثال، تأخذ اسما عسكريا هو "اللواء 444"، ويحمل محمود حمزة رتبة "عميد"، ويشغل كذلك منصب مدير إدارة الاستخبارات العسكرية التابعة لقوات حكومة الوحدة الوطنية، المنتهية ولايتها في غرب ليبيا، وفق ما وردت تسميته في وسائل الإعلام المحلية الأشهر الأخيرة.
فوضى المليشيات
شهدت ليبيا انتشار ظاهرة المليشيات المسلحة التي اقتنصت السيطرة على العديد من المؤسسات الرسمية، عقب سقوط نظام حُكم الرئيس معمر القذافي عام 2011.
وانحسرت هذه الظاهرة عن شرق ليبيا بالمعارك التي خاضها الجيش الوطني الليبي ضدها منذ عام 2014، وتمركزت في غرب ليبيا، إذ وجدت دعما من كيانات سياسية محلية ومن بعض الدول.
وتعيش المنطقة الغربية حالة من الفوضى الأمنية، مع انتشار المليشيات الخارجة عن سيطرة الدولة، التي تسببت في زيادة أشد أنواع الجرائم، والاغتيالات، والاختطاف، والاحتجاز خارج القانون، وظاهرة الإفلات من العقاب، إذ تستقوي هذه المليشيات بسلاحها وبقيادات منها وصلت إلى مناصب كبيرة في المؤسسات.
ونجم عن انتشار المليشيات وإغراء الكثيرين للانضمام إليها، في ظل غياب القانون، فوضى انتشار السلاح كذلك، إذ توجد أكثر من 29 مليون قطعة سلاح خارج سيطرة الدولة.