كورونا يغير نظرة ماكرون نحو العالم الرقمي
ماكرون يسلط الضوء على مبادرات المواطنين النموذجية ويشجعها بإعادة نشر التغريدة.
على خطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بإعادة نشر تغريدات لمواطنين فرنسيين، عاديين، كوسيلة لإبراز وتشجيع المبادرات المدنية النموذجية، لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
وذكرت صحيفة "لوبينيون" الفرنسية أنه على ما يبدو أن الرئيس الفرنسي يقوم بتغيير خطواته نحو الاتصال الرقمي، بإعادة نشر تغريدات لمواطنين عاديين على تويتر، بنفس الطريقة التي يفعلها ترامب منذ سنوات، إذ لم تقتصر تغريداته على التصريحات الرسمية.
ومن بين التغريدات التي رصدتها الصحيفة الفرنسية، نشر ماكرون مبادرة أطلقها طالب من نانتير، دعا الفرنسيين مساء السبت، للذهاب إلى نوافذهم ليشيدوا بطاقم المستشفيات ورجال الأمن والخبازين وكل "الذين يبقون البلاد على قيد الحياة"، كما نشر تغريدة أخرى لشاب أطلق حملة "ابقوا في منازلكم".
وقال ماكرون تعليقاً على التغريدة: "هذه الطريقة (إعادة نشر المبادرات) تسمح، من الناحية النظرية على الأقل، بوضع نفسه (ماكرون) على مستوى أولئك الذين يعانون يوميا من الأزمة الصحية الحالية بأكبر قدر ممكن".
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن مسؤولي شبكات التواصل الاجتماعي بقصر الإليزيه، قولهم بأن هذا التغيير في السلوك فيما يتعلق بتعامل ماكرون مع وسائل التواصل الاجتماعي، جاء طوعياً للتقرب من الفرنسيين.
وقال أحد المقربين من الرئيس الفرنسي لصحيفة "لوبينيون" إن ذلك "يسلط الضوء على مبادرات المواطنين النموذجية ويشجعها"، محذراً في نفس الوقت من أن هذا السلوك محفوف بالمخاطر كثيرا.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن الاتجاه الرقمي الجديد داخل الإليزيه يديره، دبلوماسي شاب يعمل بالسفارة الفرنسية للولايات المتحدة ويتولى إدارة شبكة التواصل الاجتماعي في القصر الرئاسي، ومنذ بدء فترة الحجر الصحي العام الذي طبقته فرنسا، قام بإعادة نشر تغريدات لسبعة مواطنين مجهولين، منها (بعض التطورات في المجال الطبي حول كورونا).
ويقوم ماكرون أحيانا بإعادة نشر التغريدات التي ينشرها بعض الوزراء، لا سيما أولئك الذين يتواصلون علنا بشأن الوباء بسبب فيروس كورونا المستجد، بينها تغريدات لوزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران ووزيرة الدفاع الفرنسية فلورنسا بارلي.
ورأت الصحيفة الفرنسية أن إعادة نشر تغريدات لمواطنين مجهولين يمكن أن تتسبب في أزمة مصداقية، لا سيما حول الحسابات الزائفة، موضحة أنه على الرئيس الفرنسي التحقق من الملفات الشخصية للمغردين قبل إعادة نشر تغريداتهم.
وقال مصدر آخر بالإليزيه إنه حتى حسابات السترات الصفراء، العديدة جدا، التي تمكنت من انتقاد ماكرون بشكل مكثف لمدة عام ونصف تقريبًا، فمن الممكن أن يعيد ماكرون نشر تغريدة لهم، إذا كان أحد هؤلاء "يفعل شيئا مثالياً، فلا بأس".
وأضاف المصدر أن "الفكرة هي السماح لرئيس الدولة، الذي يتم مشاهدته على شاشة التلفزيون خلال خطاباته، أن يتم الوصول إليه بشكل أوسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي".
ووفقاً للصحيفة الفرنسية فإن ترامب، على سبيل المثال الأكثر شهرة في إعادة نشر التغريدات، يفعل ذلك بشكل مفرط.