ماكرون ما بعد الانتخابات.. 3 سيناريوهات لحكم فرنسا
بعد أقل من شهرين على إعادة انتخابه، وجد الرئيس إيمانويل ماكرون نفسه محروما من الأغلبية في البرلمان، وأمام سيناريوهات متعددة لحكم فرنسا.
فقد انتهت الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية بحسب المحللين "بصفعة" أو "ضربة" لماكرون الذي لم يحتفظ ائتلافه سوى بـ245 مقعدا من أصل 577 في الجمعية الوطنية، بعيدا عن الغالبية المطلقة المتمثلة ب 289 مقعدا.
وشهد التصويت تقدما غير مسبوق لليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان، منافسته في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، مع حصوله على 89 نائبا وإحياء ائتلاف اليسار بقيادة أقصى اليسار المتمثل بجان لوك ميلانشون والذي نال 138 مقعدا.
السيناريو الأول: حكومة ائتلافية
أمام تحالف ماكرون خيار أن يبرم اتفاقًا مع أحزاب أخرى على غرار الاتفاقات الحكومية في ألمانيا، ويرشح في هذه الحالة حزب "الجمهوريون"، وهو حزب يميني تقليدي، صمد ونال 61 نائبا ويمكن أن يؤدي دور "الحكم"، وقد مد المعسكر الرئاسي اليد له اعتبارا من مساء الأحد.
وقالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن بعد إعلان النتائج "سنعمل اعتبارا من الغد (الإثنين) على تشكيل غالبية عمل" وذلك بعد إعلان النتائج، معتبرة أنه "ليس هناك من بديل عن هذا التجمع لضمان الاستقرار".
وقالت الناطقة باسم الحكومة أوليفيا غريغوار صباح الإثنين لإذاعة "فرانس انتر"، "سيجدوننا على الدوام لمحاولة الانضمام إلينا، بشكل خاص لإقناع المعتدلين المتواجدين في هذا البرلمان بأن يتبعونا".
وإذا كانت فكرة التوصل الى ائتلاف حكومي التي طرحها بعض قادة اليمين رفضت من قبل قيادة حزب الجمهوريين، فإن النقاش يمكن أن يفتح مجددا في الحزب الذي تعهد بعدم القيام بعرقلة منهجية.
وقال زعيم الحزب كريستيان جاكوب "لقد خضنا حملة في صفوف المعارضة، نحن في المعارضة وسنبقى في المعارضة".
السيناريو الثاني: حل البرلمان والعودة للانتخابات
قد يكون حل الجمعية الوطنية (البرلمان) هو السبيل الوحيد لإيمانويل ماكرون للسيطرة على السياسة المحلية، وهناك العديد من المحللين الفرنسيين، في طريقهم إلى الاعتقاد بأن هذا أحد المخارج من المأزق السياسي الحالي للرئيس الفرنسي.
وتوقع محلل لصحيفة "لوموند"، أن يكون هذا الحل ممكنا في غضون عام، في غضون صراع غير مجد بين تحالف ماكرون "معا" وتحالف الأحزاب اليسارية، لأن الطرفين غير قادرين على التعاون وتشكيل تحالفات للوصول إلى 289 صوتًا.
هذا السيناريو سارعت الحكومة الحالية عبر المتحدثة باسمها إلى عدم وجود خطط للرئيس ماكرون للجوء إليه، علاوة على أن دعوة الناخبين للعودة إلى صناديق الاقتراع قريبًا ،مخاطرة كبيرة للرئيس الفرنسي لأنه "إذا كانت النتيجة هي نفسها، فستكون انتكاسة سياسية رهيبة" ، وفقًا لخبيرة قانونية تحدثت لموقع "إنترنوت".
السيناريو الثالث: إبقاء الحكومة بأغلبية نسبية
هذا السيناريو مرجح جدا في المرحلة القادمة، إذ قد يبقي ماكرون على رئيسة الحكومة الحالية إليزابيث بورن، مع إجراء تعديل وزاري جزئي، تحتمه نتائج الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية، التي تعرض فيها 3 وزراء للهزيمة.
يطبع هذا السيناريو الكثير من المخاطرة، وسيظل الرئيس معرضا للإزعاج من مناهضيه في المعارضة، إذ سيواجه كل اقتراح للحكومة بمناهضة الخصوم، وفي هذه الحالة تتطلب رئيس الحكومة الكثير من الحنكة لتمرير المشاريع، عبر بناء تحالفات مؤقتة لكل مقترح على حدة.
وبدأ الإزعاج مبكرا من الخصوم، إذ بدأ تحالف اليسار التلويح بتقديم مذكرة لحجب الثقة، فور صدور إعلان السياسة العامة للحكومة، الذي ستقدمه بورن في 5 يوليو/ تموز، للإطاحة بحكومتها، الفاقدة للأغلبية المطلقة.