خطوة للوراء.. هل يسحب أردوغان المرتزقة من ليبيا؟
في خطوة للوراء تظهر تناقض أردوغان بعد تصميمه على إبقاء مرتزقته في ليبيا، كشفت فرنسا أنها تلقت تعهدات من الرئيس التركي بشأن سحب المرتزقة من هذا البلد الأفريقي.
وفي خطوة يراها مراقبون أنها جاءت من أردوغان لتفادي"الإحراج" أمام قادة دول حلف شمال الأطلسي" الناتو"، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين، إنه تلقى تأكيدات من نظيره التركي رجب طيب أردوغان بأنه يريد رحيل المرتزقة عن الأراضي الليبية في أقرب وقت ممكن.
وأضاف ماكرون، خلال مؤتمر صحفي في نهاية قمة لقادة حلف شمال الأطلسي في بروكسل قائلا: "اتفقنا على العمل على انسحاب المرتزقة الأجانب.. أستطيع أن أقول لكم إن الرئيس أردوغان أكد خلال اجتماعنا رغبته في أن يرحل المرتزقة الأجانب والمليشيا الأجنبية التي تعمل على الأراضي الليبية في أقرب وقت ممكن".
والتقى الرئيس الفرنسي الإثنين في بروكسل نظيره التركي بهدف "توضيح" مسائل عدة في الخلاف الفرنسي التركي خلال الأعوام الأخيرة، وفق ما أفاد الإليزيه.
واستمر الاجتماع الثنائي 45 دقيقة في مقر حلف شمال الاطلسي قبل البداية الرسمية لقمة الحلف، فيما قالت الرئاسة الفرنسية إنه كان "مكثفا وتناول مسائل في العمق".
وأوضح الإليزيه أن الرئيسين أرادا مناقشة كل الموضوعات بعمق، لافتا إلى أنهما أعربا عن "نية إحراز تقدما معا بالنسبة إلى سوريا وليبيا"، وهما موضوعان خلافيان بين البلدين.
وأشار ماكرون إلى نيته إجراء توضيح استراتيجي بين الحلفاء حول القيم والمبادىء والقواعد داخل حلف الأطلسي.
وعبرت فرنسا وتركيا عن مواقف متباعدة حول عدد من الملفات داخل الحلف، أبرزها دعم باريس لأثينا في مواجهة تطلع أنقرة لاستغلال موارد الغاز والنفط في شرق البحر المتوسط وصولا إلى وقوع حادث بين سفينتين تركية وفرنسية في يونيو/حزيران 2020.
وتدهورت العلاقات بين البلدين بسبب خلافات حول سوريا وليبيا وأخيرا حول النزاع في إقليم ناغورني قره باغ بين أذربيجان وأرمينيا.
وتعهدات أردوغان جاءت بعد ساعات من اختتام زيارة وفد تركي رفيع المستوى زيارة إلى العاصمة الليبية طرابلس، أثارت الكثير من الجدل في توقيتاتها وأهدافها.
كما تأتي قبل أيام من عقد ألمانيا مؤتمرًا دوليًا حول ليبيا في 23 يونيو/حزيران الجاري، بهدف تقييم التقدم المحرز في تهدئة الأوضاع في ليبيا منذ مؤتمر برلين الأول، والخطوات المنتظرة من أجل تحقيق الاستقرار المستدام في ليبيا، خاصة الاستعدادات للانتخابات، وانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة على النحو المتفق عليه في وقف إطلاق النار.
وتسعى تركيا لنسف مسار التسوية بليبيا، متجاهلة التوافق الدولي الرامي لإخراج البلد الأفريقي من أزمته الحالية نحو آفاق الاستقرار، عبر إبقائها على مرتزقتها وعناصرها في قاعدة الوطية المحتلة ومناطق الغرب الليبي.
aXA6IDMuMTM4LjEwNS40IA== جزيرة ام اند امز