"لكسبريس": ماكرون أكثر رؤساء فرنسا خوفا على حياته
التاريخ ربما سيذكر أن نقطة التحول الحقيقية في ولاية ماكرون تعود إلى ذلك اليوم، وتحديداً 4 ديسمبر/ كانون الأول 2018 بتلقيه تهديدا بالقتل
قالت صحيفة "لكسبريس" الفرنسية إن الرئيس إيمانويل ماكرون بات أكثر خوفاً على حياته خلال الآونة الأخيرة عقب تلقيه تهديدات بالاغتيال مؤخراً.
ودللت على الأمر برفع مستوى التأمين لموكب ماكرون الذي أصبح يجري زياراته الميدانية في سرية، بعد تعرضه لتهديدات بالقتل خلال أزمة "السترات الصفراء".
ورصدت الصحيفة درجة خوف رؤساء فرنسا على حياتهم خلال فترة ولايتهم وعلاقاتهم بشعبهم.
وأضافت أنه على الرغم من الحراسة المشددة على قصر الإليزيه، فإن رؤساء فرنسا يخشون على حياتهم، مستدلة بما قاله الجنرال شارل ديجول مؤسس الجمهورية الفرنسية الخامسة عام 1968: "إنه ليس خوفا، أنا رئيس جمهورية بحكم منصبي قائداً للبلاد، القائد لا يخشى شيئاً".
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي كان يخشى على حياته، فاختار لاعتزال الحياة السياسية تحديد سن التقاعد 62 عاما، قائلاً: "أتقاعد بإرادتي 62 عاماً أفضل من أن تقطع رأسي من أحد أفراد الشعب عن عمر 63 غضباً من سياستي".
وفيما يتعلق بعلاقة الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند بالخوف، قالت الصحيفة: "على الرغم من اعترافه صراحةً بتدني شعبيته، قال: كان غالباً ما تهُاجم سياساتي، ويصرخ المارة في بعض الأحيان، ولكن عندما كنت أمشي في الشارع، كان من النادر أن يهينني أي شخص".
وأكدت "لكسبريس" أن الخوف، الذي يتحدث عنه أسلاف ماكرون، عاشه بالفعل الرئيس الفرنسي الحالي للجمهورية الفرنسية، مشيرة إلى أن التاريخ ربما سيذكر أن نقطة التحول الحقيقية في ولاية ماكرون تعود إلى ذلك اليوم، وتحديداً 4 ديسمبر/ كانون الأول 2018.
وتحت عنوان "اليوم الذي كان فيه ماكرون خائفاً على حياته"، قالت الصحيفة الفرنسية، إنه "في 4 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، في خضم أزمة "السترات الصفراء"، بعد فترة وجيزة من أحداث الشغب وأعمال التخريب التي وقعت في قوس النصر، توجه الرئيس الفرنسي إلى إقليم "باي-أون-فيلاي"، في أقصى درجات السرية، دون إعلام حتى رئيس البلدية ميشيل شابويس، ورغم ذلك سمع هتافات: "ماكرون استقل.. سنقتلك".
وأوضحت الصحيفة أنه وفقاً للمقربين من ماكرون، فإن تلك الواقعة تمثل نقطة تحول في ولاية الرئيس الفرنسي.
وفي تصريحات أوردها الصحفيان الفرنسيان سيسيل عمار وسيريل جراتسياني في كتاب "الشعب والرئيس"، قال ماكرون آنذاك وهو مرتجف: "إنهم سيقتلونني برصاصة، لكن ليس بأي شيء آخر".
ووفقاً للصحيفة الفرنسية، فإن تلك الجملة تدل على الخوف الذي شعر به ماكرون في ذلك الوقت.
ونقلت "لكسبريس" عن أحد الوزراء المقربين من ماكرون، قوله: "إنه يريد أن يكون محبوبًا بنسبة 100٪ من الناس"، موضحاً أن أحد الوزراء أخبره آنذاك: "لا تقلق إنه مجنون، في محاولة لتهدئه الرئيس الفرنسي".
وبالإضافة إلى الخوف، يشعر ماكرون ببعض الكراهية تجاهه، لا سيما خلال تلك الأزمة، وهذا لا يطمئنه، بل على العكس تماما.
ونقلت الصحيفة عن أحد المقربين من ماكرون، لم تسمه، قوله: "هذه هي المرة الوحيدة التي أراه فيها ينتفض".
ولفتت إلى أنه "كرئيس، يجب على ماكرون إدارة الأزمة"، موضحة أنه "على الرغم من شعوره بالوحدة في السلطة، يبذل قصارى جهده لطمأنة زملائه".
من جانبها، أشارت مجلة "لونوفل أوبسيرفاتور" الفرنسية إلى أنه نتيجة لمخاوف الرئيس الفرنسي نتيجة التهديدات المتكررة التي يتلقاها، فقد أصدرت السلطات الفرنسية تعميماً على مديريات الشرطة بحظر أي مظاهرات أو تجمعات في أي مكان يزوره الرئيس، في الوقت الذي تشهد فيه البلاد إضراب المستشفيات، واحتجاجات السترات الصفراء، وغضب الطلاب في "ليون".
وتشهد فرنسا إحياء الذكرى الرابعة لهجمات باريس، بالتزامن مع زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي مساء اليوم الخميس، لإقليم "مارن" لتوضيح تنفيذ إصلاحاته، قبل 3 أيام من ذكرى مرور عام عن اندلاع احتجاجات "السترات الصفراء" في فرنسا.