مع ماكرون.. مخاوف من فقدان النفوذ الفرنسي في إفريقيا
خبراء يرون أن تخلي ماكرون عن وزير الدفاع المخضرم جان إيف لودريان هي بداية النهاية للتواجد الفرنسي في إفريقيا.
بعد تعيين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للنائبة الأوروبية سيلفي جولار حقيبة الدفاع خلفا لوزير الدفاع المخضرم جان إيف لودريان، وتسليمه حقيبة الشئون الخارجية، حذر خبراء من أن فرنسا في عهد ماكرون مهددة بخسارة علاقاتها ونفوذها في القارة السمراء، حسب ما ذكره خبراء لموقع «موند أفريك» الفرنسي المهتم بالشئون الإفريقية.
قام لودريان خلال 5 سنوات؛ فترة ولايته كوزير للدفاع، بجولات في 64 دولة، عُرف خلالها بحكمته وخبرته الواسعة فيما يخص إفريقيا عسكريا واقتصاديا أيضا، فهو الذي جلب لفرنسا صفقات سلاح بنحو 14 مليار دولار عام 2016، تضمنت أول صفقة لطائرات رافال منذ إنشاء مصنع داسو، والتي كانت من نصيب مصر.
كما لعب وزير الدفاع السابق دورا مهما بجانب الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولاند في السياسة الخارجية الفرنسية، في ملفات إفريقية عديدة، في المغرب والجزائر ومالي وتشاد وجنوب السودان، وزج بالجيش الفرنسي في معارك منطقة الساحل الإفريقي وجمهورية إفريقيا الوسطى، وغيرها في سوريا والعراق وفرنسا ذاتها ضمن عملية سانتيل لمكافحة الإرهاب.
وعمل لودريان وبجانبه الجنرال بنوا بوجا كعسكريين على إزاحة زملائهم الدبلوماسيين الفرنسيين من المشهد السياسي في إفريقيا، خلال السنوات الماضية، خاصة في ملف جنوب الصحراء الكبرى تحت إمرة الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي ومن بعده فرانسوا أولاند.
وكانت للجنرال بنوا بوجا خبرة ميدانية كبيرة في الملفات الإفريقية، علاوة على تقرّبه من قصر الإليزيه حيث فتح له المجال للعب أدوار مهمة هناك، فزودته الرئاسة بالعديد من خبراء الجغرافيا السياسية.
وبحسب المجلة الفرنسية، لمدة 5 سنوات فقدت الدبلوماسية الفرنسية الأرض في إفريقيا جنوب الصحراء، حيث انتهج الدبلوماسيون تصرفات فردية أدت إلى أخطاء عديدة، ما جعل الديبلوماسية الفرنسية تبحر دون بوصلة، إلى أن ظهر جان مارك أيرولت ذو الوزن السياسي الكبير، فلاحظ تلك الكوارث وسعى لإعادة هيكلة الديبلوماسية وتعيين سفراء مهرة لتصويب الدفة.
واعتبرت المجلة مجيء ماكرون إلى سدة الحكم وإسناده وزارة الشؤون الخارجية للودريان، "حرم فرنسا من وزير دفاعها المخضرم، ليكتب بذلك نهاية السيادة العسكري في إفريقيا ويشيع جثمان الجيش الفرنسي، واستبدل تلك السياسات بأخرى اقتصادية، لا أحد يتوقع جدواها".
aXA6IDMuMjEuNDYuMjQg جزيرة ام اند امز