ماكرون «المحبط» يكثف جهوده لهزيمة اليمين المتطرف «أوروبيا»
مع اقتراب الانتخابات الأوروبية، يكثف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جهوده لمواجهة اليمين المتطرف الذي يواصل بناء الزخم بين الناخبين.
وبعد مرور عدة أسابيع على بدء الحملة الانتخابية ظهر فشل خطة ماكرون التي قامت على إضفاء طابع درامي على المعركة ضد حزب التجمع الوطني اليمين المتطرف والتأكيد على صراع الأيديولوجيات والتهديد الروسي بهدف تعبئة الناخبين ومنعهم من اللجوء للمرشحين المنافسين.
- مكافحة اليمين المتطرف بـ«نحن».. لماذا ينشر الرئيس الألماني كتابا؟
- البرتغال.. «ثمرة» جديدة تسقط في سلة اليمين المتطرف بأوروبا؟
وأظهر استطلاع الرأي الذي أجراه معهد "إيفوب" حصول اليمين المتطرف بقيادة رئيس حزب التجمع الوطني جوردان بارديلا، على 30% من الأصوات مقابل 21% لائتلاف ماكرون.
وفي إطار المعركة الشاقة لاستعادة دعم الناخبين لجأ ماكرون وحزب "النهضة" الذي يقوده لسياسة الرد بقوة على صعود حزب التجمع الوطني وفقا لما ذكرته صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات فاليري هاير المرشحة الرئيسية لحزب النهضة والتي شبهت الزعيمة اليمينية المتطرفة مارين لوبان برئيس الوزراء الفرنسي قبل الحرب إدوارد دالادييه، الذي وقع اتفاقية ميونيخ عام 1938 مع الزعيم النازي أدولف هتلر. "
وقالت عضوة البرلمان الأوروبي ماري بيير فيدرين "في بعض سلوكياته، يعمل التجمع الوطني كمتحدث باسم موسكو".
بالتزامن، صعد ماكرون الخطاب المناهض لروسيا على الساحة الدولية، فأعلن أنه لا يستبعد إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، وشدد على ضرورة ألا يكون الأوروبيون "جبناء".
لكن بعض الحلفاء شككوا في استراتيجية تهويل المعركة الأيديولوجية مع اليمين المتطرف وقال فرانسوا بايرو، وهو وسطي فرنسي مؤيد لماكرون إن اليمين المتطرف لا ينبغي أن يكون "الموضوع الوحيد للحملة" واعتبر أن هذه الاستراتيجية "هدية" للتجمع الوطني بتركيز الاهتمام عليه.
وقال أحد نواب حزب النهضة إن استهداف التجمع الوطني "يساعد في حشد" الناخبين، لكنه أعرب عن تأييده للتركيز على قضايا أخرى مضيفا "نحن بحاجة إلى الإصرار على مصداقيتنا الأوروبية وإرسال فكرة إلى الصحافة بأننا نجحنا في العديد من القضايا مثل السياسة الزراعية المشتركة للاتحاد الأوروبي.
ومع استمرار تراجع ائتلافه، نقل ماكرون إحباطه إلى حلفائه واجتمع يوم الأربعاء الماضي مع عدد من الشخصيات ذات الثقل في الحزب بينهم وزير الخارجية ستيفان سيغورنيه ومدير الحملة بيير ألكسندر أنغلاد.
وكشف مصدر مشارك في الاجتماع أن ماكرون قال "نحن بحاجة إلى دعوة للاستيقاظ لقواتنا، ونحن بحاجة إلى تعبئة المزيد.. حاليا، هناك تعليق أكثر من التعبئة، أود أن يتغير ذلك".
واستجابة لذلك، خرج رئيس الوزراء غابرييل أتال، إلى الشارع قبل أيام ليوزع منشورات مع المرشحة فاليري هاير.
ودخل ماكرون شخصيا على مسار الحملة الانتخابية وزار الأسبوع الماضي مدينة مرسيليا للترويج لسجله الحافل في مكافحة الجريمة وعصابات المخدرات كما بذل جهودًا كبيرة لإنهاء تمرد المزارعين الفرنسيين، وإلغاء اتفاقية ميركوسور التجارية مع دول أمريكا الجنوبية والضغط لفرض قيود أكبر على الواردات الغذائية الأوكرانية.
ويأمل الكثيرون في أن تضيق الفجوة بين ائتلاف الوسط واليمين التطرف مع اقتراب الانتخابات وقال النائب الأوروبي جيل بوير "التجمع الوطني مرتفع.. لكن كان هناك مبالغة في تقديرهم في الماضي".
واعتبر برونو جنبارت، خبير استطلاعات الرأي أن الاختبار الحقيقي لائتلاف الوسط سيكون مع دخول ماكرون الحملة فعليا مرجحا أن يفعل ذلك في الأسابيع الأخيرة قبل الانتخابات.
وقال "إنه الشخص الوحيد الذي يستطيع التعبئة.. في كل مرة دخل فيها الحملة، كان له تأثير" لكنه حذر من أن تأثير ماكرون قد يكون طاردا مضيفا "لديه تأثير متناقض.. ويقدم الحجج للناس للتصويت ضده".