فرنسا تنهي مهام "مجلس الديانة الإسلامية".. مراقبون: ضربة للإخوان
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "إنهاء" مهام ما يسمى المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية (غير حكومي) كهيئة للحوار بين الدولة والديانة الإسلامية الذي تأسس عام 2003.
وحسب مراقبين وتقارير بوسائل الإعلام الفرنسية، يمثل القرار ضمنيا وقفا للاستعانة بالأئمة الأجانب حيث كانت المهمة الأساسية للمجلس استقطاب الأئمة من خارج البلاد.
ويقول المراقبون أيضا إن الخطوة تمثل ضربة صاعقة لجماعة الإخوان الإرهابية التي كانت عناصرها تتسلل بين أولئك الأئمة.
كما أعلن ماكرون منح الصلاحية لصالح منتدى الإسلام في فرنسا (حكومي)، والمكون من ممثلين يعينهم المحافظون.
وفي قراره أعلن ماكرون، إنهاء عمل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية القائم منذ عشرين سنة، والذي يرأسه المغربي محمد موساوي، وذلك خلال استقبال أعضاء منتدى الإسلام بفرنسا الذي تم إطلاقه العام الماضي.
وأضاف ماكرون: “قررنا إنهاء نشاط عمل المجلس بطريقة واضحة جدا، لهذا السبب قررنا وضع ميثاق، وأشكر كل من وقع عليه بشجاعة، موضحين التزامهم تجاه الجمهورية وقيم الجمهورية”.
بدوره أعلن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية (CFCM) اليوم الأحد، في بيان له نشره الإعلام الفرنسي واطلعت عليه "العين الإخبارية" اعتماد تشريعات جديدة تنص على إصلاح شامل "على أساس "الهياكل الإدارية".
هل يسعى المجلس للتطهير؟
وحسب البيان فإن القوانين الجديدة تنص على "إصلاح شامل للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية على أساس الهياكل الإدارية؛ ستكون قادرة على المشاركة بطريقة متساوية في جميع مساجد فرنسا ".
وفقا للبيان سيتم إنهاء نظام الاستقطاب (لنصف الأعضاء الحاليين في المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية)، وهو ما فسره مراقبون بسعي المجلس لـ"تطهير" نفسه من العناصر والأئمة المنتمين لتنظيم الإخوان والذين تسللوا إليه.
ووفق صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، فإن هذا التغيير الذي قرره المجلس (المنتهي حسب قرار الرئيس الفرنسي) يستهدف النظام الأساسي للمجلس، الذي يجب المصادقة عليه بشكل نهائي خلال الجمعية العمومية القادمة في 12 مارس/آذار، والذي يضع حداً لثقل اتحادات المساجد المرتبطة ببلدان المنشأ (الجزائر، المغرب، تركيا) التي شهدت الخلافات الداخلية التي اتسمت بها المجلس في السنوات الأخيرة.
وطالت المجلس خلال السنوات الأخيرة اتهامات بالتبعية لتنظيم الإخوان، وذلك نتيجة الخطابات التحريضية التي يلقيها بعض الأئمة الذين استقطبهم المجلس من عدة دول، وانخراط عناصر وأئمة من الموالين للإخوان في صفوف المجلس.
وأعلن الرئيس الفرنسي مرارا أن بلاده لا تعادي الدين الإسلامي لكنها تسعى إلى دمج الإسلام المعتدل في المجتمع الفرنسي، ونبذ خطابات التحريض والعنف التي تشجع على الجريمة والإرهاب.