إعفاء بن كيران.. 4 رسائل من ملك المغرب للأحزاب
رسائل سياسية ودستورية من قرار الملك محمد السادس بإعفاء بن كيران من مهمة تشكيل الحكومة.
بقرار الملك محمد السادس عاهل المغرب، تم إنهاء مهمة عبدالإله بن كيران، لتشكيل الحكومة المغربية، متضمنا عدة رسائل سياسية ودستورية، استنبطها المحللون السياسيون في تحليلاتهم للمشهد السياسي الحالي، ولخصوها في دعم احترام الديمقراطية وسيادة القانون والدستور.
وفي هذا الإطار تناولت صحيفة "هسيبريس" المغربية، الرسائل التي خرجت من القرار الملكي بإعفاء بن كيران من مهمة تكوين الحكومة وإدارة المفاوضات بين الأحزاب، موضحة أن الرسائل لم تكن موجهة فقط للمجتمع المغربي والأحزاب السياسية بشكل عام، بل تخصصت رسائل لحزب العدالة والتنمية.
واستعانت الصحيفة بتحليل المنار اسليمي الباحث السياسي المغربي، ليقدم 4 رسائل سياسية ودستورية تلخص المشهد الحالي بالمغرب بعد فشل بن كيران في تشكيل الحكومة خلال الـ5 أشهر الماضية، ووصول المفاوضات إلى طريق مسدود.
الرسالة الأولى.. الديمقراطية
احتوى قرار ملك المغرب على ترسيخ مبادئ احترام الخيار الديمقراطي، والاستناد إلى نتائج الانتخابات وكلمة الناخبين التي أقروها في الانتخابات التشريعية الماضية، والانتظار لاختيار خليفة بن كيران من داخل حزب العدالة والتنمية، المتصدر لنتيجة الانتخابات.
الرسالة الثانية.. فرصة بن كيران
اختيار الملك لتكليف بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، من بداية الأمر، كان تأكيدا على احترام الملك لأحكام وفصول الدستور وتحديدا لفصل 47، وهو ينص على ضرورة تولي الأمين العام للحزب المتصدر للانتخابات مهمة تكليف الحكومة.
فمنح الملك محمد السادس الفرصة كاملة لـ بن كيران طوال الـ5 أشهر، على الرغم من توقف المفاوضات ومرورها بأزمات عديدة، وفشله في إدارة المفاوضات بشكل حكيم، بل تطرق الأمر لتبادل الاتهامات بينه وبين تحالف التجمع الوطني للأحرار، ليأتي قرار الملك بعد حصول الحزب وأمنيه العام على فرصة تشكيل الحكومة الجديدة.
الرسالة الثالثة.. سير عمل المؤسسات
المادة 42 من الدستور المغربي، التي تنص على صلاحية الملك للتدخل في حالة وجود أزمة سياسية تضر بسير المؤسسات الدستورية، فتوقيت القرار كان بمثابة الاستخدام الصحيح لمعنى المادة السابقة، واستخدام محمد السادس صلاحيته للتدخل في الوقت المناسب لحماية المؤسسات الدستورية، وضمان سير عملها وفقا لما يحدده الدستور.
فالقرار لم يكن نابعا من أهواء سياسية، بل صدر بعد مرور المفاوضات بأكثر من مرحلة، وفي كل مرة كان تشتد الأزمة وتتعقد الأمور بين العدالة والتنمية، وأحزاب التقدم الاشتراكي، والاتحاد الدستوري، والتجمع الوطني، ما يؤثر سلبا على أداء المؤسسات الدستورية، وهو الوضع الذي توقف بقرار إعفاء بن كيران من المنصب.
الرسالة الرابعة.. الحزب ليس شخصا
وتعد الرسالة الرابعة هي رسالة موجهة تحديدا لحزب العدالة والتنمية، بأن الحزب والحكومة غير متوقفين على شخص واحد، وأن هناك كوادر وأعضاء داخل الحزب لهم حق الحصول على الفرصة نفسها، وإدارة المفاوضات بشكل أكثر حكمة، حيث ينص الدستور على تولي خليفة لرئيس الحكومة المكلف من نفس داخل حزب الأغلبية.
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE3MSA=
جزيرة ام اند امز