مخيم كاليه للاجئين.. مفتاح هجمة يسارية ضد ماكرون
وسائل إعلام ومنظمات يسارية هاجمت الرئيس الفرنسي لرفضه إعادة إنشاء مخيم كاليه للاجئين، وانتقاده لخطة أوروبا في استقبال اللاجئين.
يواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقادات حادة من معارضيه، خاصة من اليسار، ومن داخل حزبه "الجمهورية إلى الأمام" حول سياسته للهجرة، والتي وصفت، بـ"غير الإنسانية" لرفضه إعادة تسليم مخيم كاليه للاجئين والمهاجرين غير الشرعيين.
جاء ذلك عقب تصريحات أدلى بها ماكرون خلال زياته لمخيم الغابة للاجئين، المعروف باسم مخيم كاليه على الحدود مع بريطانيا، وقال فيها إنه لن يعيد تشكيل المخيم، والذي جرى تفكيكه أواخر 2016 وترحيل المهاجرين منه، بعد أن تكاثر عددهم بشكل عشوائي، وباتوا يشكلون تهديدا أمنيا للسكان.
وذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، أن مخيم "كاليه" للاجئين، أصبح رمزا لأزمة الهجرة إلى فرنسا، وأبدى الرئيس الفرنسي خلال زيارته تمسكا بخطه الصارم بشأن الهجرة.
وشدد ماكرون على أنه "لن يُسمح بالعبور خلافا للقانون في كاليه التي قال إنها ليست بابا سريا لدخول إنجلترا"، موجهاً انتقادات لسياسة الاتحاد الأوروبي في ملف اللجوء متوقفا عند ثغراتها العديدة.
وكان بعض المهاجرين يأتون إلى مخيم كاليه، ثم يتخذون منه ممرا إلى بريطانيا؛ ما أدى لانتشار الاستياء داخل الأخيرة من تدفق الهجرة غير الشرعية إليها من البوابة الفرنسية.
بدورها، اعتبرت صحيفة "ليزيكو" أن الرئيس ماكرون اعتمد خطابا "واقعيا" وقد وجه إشارات إيجابية باتجاه جمعيات مساعدة المهاجرين".
من جانبها، أشارت صحيفة "لا كروا" الكاثوليكية الفرنسية، إلى أن "الرئيس الفرنسي بدا واضحا في رغبته اعتماد سياسة هجرة تجمع بين "واجب الإنسانية" واحترام "قوانين الجمهورية".
في المقابل، انتقدت صحيفة "لومانيته" اليسارية الفرنسية، بلهجة حادة سياسة ماكرون تجاه الهجرة، مركزة على أن الرئيس الفرنسي لا يُصغي للجمعيات الإنسانية التي تساعد المهاجرين والتي تنتقد رؤيته للتعامل مع ملف الهجرة".
وأشارت الصحيفة اليسارية إلى أن "ماكرون أكد دعمه لقوات الأمن في كاليه وأبدى في المقابل ازدراء لنشطاء الجمعيات".
ورفضت عدة جمعيات تعمل في دعم اللاجئين لاستقبال ماكرون في كاليه.
ولفتت صحيفة "لوموند" الفرنسية إلى أنه "على أرض الواقع، فإن حال المهاجرين أسوأ بكثير مما تشير إليه الأوراق، وكل ما يريده المهاجرون هو فقط توفير مأوى لهم، يقيهم من برودة الجو".