خسارة ماكرون أغلبية البرلمان.. غيوم التحديات في صيف ساخن
تشير التكهنات إلى ازدياد التحديات الداخلية التي يواجهها الرئيس ماكرون خلال ولايته الثانية، بعد أن فقد تياره الأغلبية في البرلمان.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن البرلمان الفرنسي الجديد سيكون أقل مرونة في الوقت الذي يسعى فيه ماكرون للتعامل مع مجموعة من الأزمات.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الذي أعيد انتخابه حديثًا، يواجه حالة من الشكوك بشأن كيفية عقد تحالفات من أجل تمرير تشريعات رئيسية هذا الصيف.
أول التحديات التي يواجهها الرئيس تتمثل في أزمة تكلفة المعيشة، حيث يؤدي التضخم إلى تآكل الأجور، وقد وعد ماكرون بتقديم مساعدات جديدة وزيادات المعاشات التقاعدية والإعفاءات الضريبية، وهو ما يتعين عليه الآن عرضه على البرلمان، الذي فقد أغلبيته المطلقة.
ويؤكد الوزراء أن فرنسا كانت بالفعل الأكثر كرمًا في أوروبا في مساعدة الأسر على مواجهة غلاء الأسعار، بما في ذلك من خلال وضع حد للزيادات في أسعار الغاز والطاقة، مما سمح لها بالتخفيف من آثار ارتفاع التضخم.
وتواجه الحكومة الفرنسية ضغوطا لتقديم خططها الخاصة بقسائم الطعام، والإعلان عن التدابير الرامية إلى تعزيز الأجور الراكدة منذ فترة طويلة في القطاع العام.
كما سترتفع معاشات التقاعد بصورة استثنائية تبلغ 4 بالمائة في يوليو/ تموز، وسيتم تمديد خصم سعر الوقود بقيمة 18 سنتًا للتر خلال شهر أغسطس/ آب، لكن من غير المرجح أن يستمر الخصم، ويجب على الحكومة أن توضح ما إذا كان سيتم استبداله بإجراء يستهدف الأشخاص الذين يعتمدون على سياراتهم للوصول إلى العمل.
وأشارت الصحيفة إلى أن فرنسا تواجه أيضًا أزمة في قطاع المستشفيات، حيث يتعين إغلاق جزئي أو قصر ساعات العمل في العشرات من أقسام الطوارئ بسبب النقص الكبير في الطاقم الطبي والموارد.
ونظمت إضرابات في المستشفيات واحتجاجات من قبل الطاقم الطبي، حيث حذر الأطباء من أن الوضع خطير على الصحة العامة.
وقالت رئيسة وزراء ماكرون، إليزابيث بورن، إن اتخاذ إجراءات خاصة لفصل الصيف وإجراء مراجعة أوسع على المدى الطويل للنظام الصحي يعد بمثابة "حالة طوارئ" من جانب الحكومة. فيما قالت مارين لوبان اليمينية المتطرفة إن نظام المستشفيات ينهار.
كما وعدت الحكومة بإصدار قانون خاص بالبيئة على نحو عاجل من أجل تطوير مصادر الطاقة المتجددة، بعد اتهام اليسار ماكرون بعدم التحرك بالسرعة الكافية للتعامل مع أزمة المناخ.
ومن المرجح أيضا أن يتم تأجيل خطط ماكرون، المثيرة للجدل لرفع سن التقاعد إلى ما بعد الصيف، حيث يسعى لتجنب تكرار الاحتجاجات الاستثنائية التي ضربت فرنسا ضد محاولته الأخيرة.
وتشير الصحيفة إلى أن الأجواء في البرلمان ستكون مختلفة تمامًا وربما "أكثر سخونة" عن فترة ولاية ماكرون، الأولى، بعد أداء قوي من اليسار وتسونامي اليمين، الذي انعكس في نتائج الانتخابات البرلمانية.
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE5MiA= جزيرة ام اند امز