ماكرون في واشنطن للقاء ترامب.. أوروبا تدفع بـ«سلام عادل» في أوكرانيا

وسط مساعٍ أوروبية لتأكيد الدعم لأوكرانيا بعد تبديل الولايات المتحدة موقفها، وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين، إلى البيت الأبيض.
ويعتزم ماكرون أن يقدّم للرئيس الأمريكي دونالد ترامب «اقتراحات عملانية لاحتواء التهديد الروسي» في أوروبا وضمان «سلام عادل» في أوكرانيا لا يقوم على إملاءات تفرض على كييف في ظلّ التقارب الروسي الأمريكي.
ويأمل ماكرون في إقناع ترامب بإشراك القادة الأوروبيين في المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة.
وبعدما تبنى الرئيس الأمريكي الموقف الروسي الذي يحمل أوكرانيا مسؤولية اندلاع الحرب في 24 فبراير/شباط 2022، تاريخ بدء العملية العسكرية الروسية، وباشر محادثات مع موسكو بدون أي مشاركة أوكرانية أو أوروبية، يصر دونالد ترامب على استعادة قيمة المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة لكييف منذ ذلك التاريخ، من خلال وصول الولايات المتحدة إلى موارد أوكرانيا من المعادن الحيوية والنادرة.
وجدد ماكرون في طريقه إلى واشنطن التأكيد «أنا وزملائي الأوروبيون ملتزمون عودة السلام بصورة عادلة ومتينة ودائمة»، وعازمون على أن «يخرج أمن الأوروبيين معززا» من المفاوضات.
وفرض الاتحاد الأوروبي الإثنين مجموعة سادسة عشرة من العقوبات على روسيا، في الذكرى الثالثة للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ورد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف باتهام أوروبا بالرغبة في إطالة أمد القتال، على عكس الولايات المتحدة.
وقال بيسكوف لصحفيين: «هذا الاعتقاد لدى الأوروبيين يتناقض تماما مع عقلية إيجاد تسوية بشأن أوكرانيا، وهو ما نفعله الآن مع الأمريكيين».
مقترحات
وقال مستشار للرئيس الفرنسي إن ماكرون سيمثل أوروبا ككل خلال زيارته، عقب اجتماعاته مع قادة من مختلف أنحاء القارة، بينهم رئيس الوزراء المجري المقرب من موسكو فيكتور أوربان.
وبحسب المستشار ذاته فإن ماكرون «يذهب إلى واشنطن ومعه مقترحات عمل تعكس التقارب الذي نشأ» من المحادثات.
وأشار المستشار إلى ان الرئيس الفرنسي يهدف إلى إقناع ترامب بمواصلة بعض الدعم الأمريكي لأوكرانيا، واحترام سيادتها وضمان مراعاة المصالح الأوروبية بشكل كامل. وأضاف أنه يسعى أيضا إلى إقناع ترامب بأن بوتين «لن يحترم» وقف إطلاق النار.
ونسق ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي من المقرر أن يزور البيت الأبيض الخميس، الرسائل قبل مغادرة الرئيس الفرنسي إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع.
وتبحث بريطانيا وفرنسا أيضا في نشر قوات أوروبية في أوكرانيا بعد التوصل إلى اتفاق سلام، لردع روسيا عن شن هجمات في المستقبل.
وأكد مصدر فرنسي مطلع على المناقشات «تقوم الفكرة على نشر جنود على خط ثان، وليس على خط المواجهة. ويمكن دمج ذلك مع عملية متعددة الجنسيات، مع وحدات غير أوروبية».
ومن المتوقع أن يطلب ماكرون وستارمر من ترامب تقديم «ضمانات أمنية قوية» للقوات المنتشرة.
ومع أن إدارة ترامب استبعدت إرسال جنود أمريكيين إلى المجهود الحربي، فإن أوروبا تأمل أن تتمكن من تقديم دعم آخر، مثل الدعم اللوجستي أو الاستخباراتي.
كذلك، سيتعهد القادة الأوروبيون بزيادة إنفاقهم الدفاعي مع سعي ترامب إلى تقليص مساهمة الولايات المتحدة، وعدم رغبتها في تحمل عبء أمن المنطقة.
وقال ماكرون "من مصلحته العمل مع الأوروبيين لأن أوروبا لديها القدرة على النمو والإمكانات الاقتصادية، للتعاون مع الأمريكيين".
aXA6IDMuMTQyLjExOS4xNjYg جزيرة ام اند امز