ماكرون يطير لواشنطن.. زيارة شتوية نادرة تحمل مخاوف أوروبا
ينحي الرئيسان الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، خلافتهما جانبا، عندما يحل الأخير ضيفا على البيت الأبيض، الأسبوع المقبل.
ماكرون الذي يبدأ "زيارة نادرة" إلى الولايات المتحدة سيسعى إلى تسليط الضوء على الصداقة الفرنسية الأمريكية بدلاً من المنافسة الاقتصادية المريرة بين الجانبين، وفقا لرويترز.
فبعد أكثر من عام على نسف واشنطن ولندن وكانبيرا لعقد غواصة فرنسية كبيرة لأستراليا، مما دفع العلاقات الفرنسية الأمريكية إلى نقطة الانهيار، يتوقع أن يقدم البلدان عرضًا للوحدة بشأن التهديدات المشتركة من روسيا والصين.
ويشكو الأوروبيون من أن حزمة الدعم الهائلة للمصنعين الأمريكيين يمكن أن توجه ضربة قاتلة لصناعاتهم، التي تعاني بالفعل من ارتفاع أسعار الطاقة الناجم عن العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا.
وسيحاول ماكرون إقناع الولايات المتحدة بأنه من مصلحتها عدم إضعاف الشركات الأوروبية في وقت يواجه فيه الحلفاء الغربيون منافسة اقتصادية شديدة من الصين، والتي يقولون إنها تستخدم قوتها الاقتصادية كقوة دفع دبلوماسية.
ونقلت رويترز عن دبلوماسي فرنسي قوله: "من الواضح أن هناك تحديًا صينيًا ويمكننا المساعدة في إخراج الآخرين في الاتحاد الأوروبي من سذاجتهم في هذا الشأن" لكن لا يمكنك أن تطلب المساعدة بشأن بكين وهناك ضغوط اقتصادية على القارة العجوز.
بدوره، قال مستشار رئاسي فرنسي إن الرئيس ماكرون سيحاول التفاوض بشأن إعفاءات للشركات الأوروبية على غرار تلك التي حصلت عليها المكسيك وكندا بالفعل.
وكان الرئيس الفرنسي قد أكد أن شركات صناعة السيارات الألمانية، التي تعد الولايات المتحدة سوقًا تصديرًا كبيرًا لها، من بين أكبر ضحايا الحزمة الأمريكية التي تدعم السيارات الكهربائية المصنوعة في الولايات المتحدة.
صحيح أن شركات صناعة السيارات الفرنسية لا تصدر إلى الولايات المتحدة، لكن لدى باريس موردي قطع غيار سيارات رئيسيين، الأمر الذي سيتأثر بذلك.
كما ستحتل قضايا الطاقة مكانة بارزة في المحادثات في البيت الأبيض، حيث تأمل فرنسا في تعزيز التعاون في مجال الطاقة النووية.
وهنا يريد ماكرون من فرنسا بناء المزيد من المفاعلات النووية لكنها تكافح مع مشاكل التآكل في مصانعها القديمة.
وسارعت شركة المرافق الفرنسية إلى تجنيد مئات العمال المتخصصين، بما في ذلك عمال اللحام من شركة ويستن هاوس الأمريكية لصناعة المفاعلات النووية للمساعدة في حل المشكلات في المحطات النووية الفرنسية وتجنب انقطاع التيار الكهربائي في أوروبا هذا الشتاء.
ونبه المستشار الرئاسي الفرنسي إلى أن ماكرون سيسافر أيضًا إلى لويزيانا.. "ظاهريًا للإشادة بالتراث الفرنسي للولاية ولكن أيضًا لمناقشة قضايا الطاقة".
وتمتلك شركة النفط الفرنسية العملاقة توتال الفرنسية محطة كبيرة للغاز الطبيعي المسال في الولاية المطلة على خليج المكسيك، حيث أكد ماكرون، الذي اشتكى من ارتفاع أسعار صادرات الغاز الأمريكية، أنه سيطرح القضية مع بايدن.
وكان ماكرون قال للمسؤولين التنفيذيين الفرنسيين في 8 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري: "تنتج الولايات المتحدة غازًا رخيصًا لكنها تبيعه لنا بسعر مرتفع.. علاوة على ذلك، لديهم دعم هائل في بعض القطاعات يجعل مشاريعنا غير قادرة على المنافسة".
واختتم ماكرون حديثه: "أعتقد أن هذا أمر غير ودي وسأذهب إلى واشنطن بروح الصداقة في نهاية الشهر لمجرد المطالبة بتكافؤ الفرص".
aXA6IDMuMTIuMTQ4LjE4MCA= جزيرة ام اند امز