تحذيرات ماكرون وضغوط غربية.. حزب الله في "مهب الريح"
مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية في بيروت،يقول إذا انقضت مهلة الستة أسابيع وهو الأمر المرجح، فإن فرنسا ستعيد حساباتها
كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون واضحا بتحمل حزب الله مسؤولية فشل تشكيل حكومة في لبنان، واعتذار رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب، وإن أشار لخيانة جماعية من الأحزاب.
مواقف ماكرون الذي منح المسؤولين اللبنانيين مهلة جديدة مدتها 6 أسابيع لتشكيل حكومة، وضعت مليشيا حزب الله في لبنان، أمام خيارين لا ثالث لهما، بحسب خبراء، إما أن تتعاون، أو ستعرض نفسها لمزيد من العقوبات، وتغيير في تعامل باريس، والاتحاد الأوروبي معها، وهو الذي لا يزال يميّز بين جناحيه السياسي والعسكري.
والتحركات الفرنسية تأتي وسط ضغط أمريكي على الاتحاد الأوروبي لتصنيف حزب الله منظمة إرهابية، وكان أحدثها دعوة وزير الخارجية مايك بومبيو، لأوروبا لتصنيف حزب الله منظمة إرهابية، أو حظره كليا.
مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية في بيروت، الدكتور سامي نادر، يقول، "إذا انقضت مهلة الستة أسابيع، ولم تتغير المعادلة، وهو الأمر المرجح، فرنسا ستعيد حساباتها، وتعيد النظر في بعض سياساتها بشأن حزب الله"، مرجحا أن تتبع سياسة أكثر صلابة تجاه إيران وأذرعها.
وأضاف مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية في بيروت لـ"العين الإخبارية"، "لن تترك باريس بيروت بيد طهران خاصة في ظل التأييد الواضح لها في لبنان، وهذا بالتأكيد سيكون على حساب التركيبة الداخلية وتحديدا حزب الله".
وذكر الدكتور سامي نادر، بأن ماكرون لوّح بإعادة النظر بهيكلية الدولة اللبنانية متوجها إلى حزب الله بشكل مباشر، وقال:"لا تظن أنك أقوى مما أنت".
وترى المحللة السياسية سناء الجاك، أن الخناق يضيق على حزب الله مع الإشارات التي تصدر من أطراف عدة من الغرب، خاصة بعد انفجار مرفأ بيروت الذي تشير المعلومات لتورط الحزب به إضافة لعرقلته تشكيل الحكومة، واستمراره في شل لبنان لصالح إيران.
وأضافت الجاك لـ"العين الإخبارية"، "اللافت في كلام ماكرون، أنه شخّص منابع التحكم والنفوذ التي ينهل منها حزب الله في لبنان، ووصفها بشكل دقيق، ولكن لم يقدم العلاج الجذري الذي يؤدي للحل.
واعتبرت أن "ماكرون لم يتخذ أي موقف واضح من الأسباب الحقيقية لقيام حزب الله، ورئيس البرلمان نبيه بري بتفشيل رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب، لأن السبب الحقيقي لا يتعلق بوزارة المالية إنما إبقاء لبنان ورقة بيد إيران في التفاوض مع أمريكا، وهو السبب الحقيقي في موقف الثنائي الشيعي بإفشال أي حكومة".
ورغم المهلة التي منحها ماكرون لحزب الله للتجاوب فلا ترى الجاك، أي مؤشرات لتغيير حزب الله بسلوكه.
وقالت:"عندما أعطى ماكرون مهلة 6 أسابيع لكي يبادر حزب الله، وأمل لتغيير سلوكهما، والتعاون لتشكيل حكومة كان كمن يرمي رهانا خاسرا، لأن التركيبة لن تتغير ولا شيء يدفع حزب الله للتنازل".
وتضيف:" فرنسا ستنتظر كما الجميع الانتخابات الأمريكية ونتائجها وما سيظهر عنها لجهة إمكانية جلوس أمريكا وإيران على طاولة المفاوضات".
وبينما ترى الجاك، أن تأكيد ماكرون بأنه سيبقى يعمل لمساعدة لبنان هو تخدير موضعي لواقع اقتصادي مأساوي"، تقول " علينا أن نترقب من ناحية ثانية بعض الإشارات إلى أن في لبنان أو العقوبات الأمريكية المتزايدة التي بدأت تلوح في الأفق".
وأوضحت أن "حديث ماكرون على أن التحقيقات في تفجير المرفأ ستكون علنية والحديث الذي وصل من الولايات المتحدة أن العقوبات ستطال من تسببوا في التفجير لها إشارات معينة تهدف أولا وأخيرا إلى الضغط على حزب الله المتورط بجريمة المرفأ".
وتشدد المحللة السياسية سناء الجاك على أن كل الإشارات إضافة إلى ما قاله ماكرون، وما يصدر عن المجتمع الدولي تؤدي إلى استنتاج أن الوقت يضيق على حزب الله وهناك إجراءات غير مباشرة من الفرنسيين ضد حزب الله إذا لم يتجاوب ويكف عن شل البلد لمصلحة إيران.
ومنذ إطلاق ماكرون مواقفه المهاجمة و المحذرة لحزب الله، لم يصدر أي موقف من مسؤولي الثنائي الشيعي، (حزب الله وحركة أمل).
وفيما اكتفى القيادي في حركة أمل النائب علي حسن خليل بالقول "لا تعليق على ما ورد في مؤتمر الرئيس الفرنسي والمبادرة التي اتفق على تفاصيلها مكتوبة وموزعة ومعروف ما ورد فيها".
وشنّ مناصرو حزب الله حملات ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على وسائل التواصل الاجتماعي، تحت هاشتاق "ماكرون إلزم حدك".
aXA6IDMuMTQ3LjI4LjExMSA=
جزيرة ام اند امز