زيارة زيلينسكي "العفوية" لباريس.. لماذا جاء وماذا حقق؟
إذا كان هناك وقت يتوقع فيه أن يضع القادة الأوروبيون الخلافات جانبا، فكان ذلك خلال جولة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأوروبا.
ومع ذلك، وكما هو متوقع، لم يتمالك القادة الأوروبيون أنفسهم، بحسب مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
ففي البداية، كان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون وزوجته يخططان لقضاء يوم اعتيادي، الأربعاء، وتمضية الأمسية في المسرح.
لكن وصول زيلينسكي إلى لندن متبوعا بخطاب رسمي في قاعة ويستمنستر ثم لقاء مع الملك تشارلز الثالث، غير الأجواء في باريس.
وفجأة برزت أهمية دعوة زيلينسكي إلى العاصمة الفرنسية.
وبحسب مسؤول في الإليزيه: "تم تحديد الزيارة بشكل عفوي تمامًا".
وبالرغم من أن الاجتماعات في لندن وبروكسل كان مخططا لها بالفعل مسبقا، تمكن زيلينسكي من حضور عشاء سريع في باريس، مساء الأربعاء، استجابة للدعوة الفرنسية المفاجئة.
وفي غضون ساعات، بدأت الاستعدادات لمنح زيلينسكي حفل تكريمي في باريس، لكنه أٌلغي في اللحظة الأخيرة عندما تبين أن الرئيس الأوكراني لن يتمكن من الوصول في الموعد المحدد.
وبوصوله على العشاء في تمام العاشرة مساء، وهو وقت متأخر حتى بالمعايير العالمية، لم يتمالك ماكرون نفسه بالإشارة إلى "الفكرة العفوية" لتنظيم اللقاء، قبل التوجه للمستشار الألماني أولاف شولتز وشكره على "إيجاد الوقت" للسفر إلى باريس.
وفي النهاية، كانت لزيارة زيلينسكي إلى باريس معان رمزية أيضًا، حيث تمكن شولتز وماكرون من التعبير عن دعمهما المشترك لأوكرانيا، ومنح الرئيس الفرنسي نظيره الأوكراني وسام جوقة الشرف.
وبعد ذلك، سافر ماكرون وزيلينسكي معا إلى بروكسل، صباح الخميس، على متن طائرة الرئاسة الفرنسية.
ونقلت "بوليتيكو" عن المسؤول في الإليزيه، قوله إن فريق زيلينسكي كان منخرطا بالفعل في نقاشات مع قصر الإليزيه على مدار عدة أسابيع بشأن تنظيم زيارة إلى باريس.
لكن في النهاية لم توجه أي دعوة محددة من باريس للرئيس الأوكراني، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
فيما قال مستشار بالحكومة الفرنسية إن الرئيس الفرنسي كان يريد أن يأتي زيلينسكي إلى باريس من أجل "مبادرة دبلوماسية" في ذكرى الحرب.
لكن مع احتمال شن هجوم روسي في ذكرى بداية الحرب في 24 فبراير/شباط العام الماضي، تم التخلي عن هذه الفكرة. كما كانت هناك اعتبارات أخرى أيضا.
وقال مسؤول فرنسي مطلع على التحضيرات إن إجراء زيلينسكي زيارة لباريس ليس زهيد الثمن، مضيفا "السؤال هو لماذا تجعله يأتي هنا؟، وبعبارة أخرى، ربما يتأثر الأوكرانيون بالاحتفالات والتكريمات الأوروبية، لكن ما يريدونه حقا هو الأسلحة".
وفي لندن، تعهد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ببدء تدريب الطيارين الأوكرانيين، قائلا إنه "لا شيء مستبعد" عندما يتعلق الأمر بإرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا.
aXA6IDMuMTQyLjEyNC4xMTkg جزيرة ام اند امز