إنفوجراف.. "مدائن صالح".. وجه ثقافي لزيارة محمد بن سلمان إلى فرنسا
اتفاقية لوضعها على خريطة السياحة العالمية
مدائن صالح هي أول موقع أثري سعودي يُدرج على قائمة التراث العالمي.
توقع مراقبون أن تدشن زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى فرنسا مرحلة جديدة من التعاون التجاري والاستثماري والتقني بين البلدين في عدد من البرامج المشتركة والمشروعات التنموية وفق رؤية المملكة 2030.
ويأتي على رأس المشروعات تعاون فرنسي سعودي لوضع "مدائن صالح" على خريطة السياحة العالمية، في إطار "رؤية السعودية 2030" التي أطلقها ولي العهد السعودي، والتي تستهدف خلالها السعودية زيادة أعداد السائحين إلى 30 مليون سائح سنويا وهو ضعف العدد الحالي.
ووصفت صحيفة لوموند الفرنسية، مدائن صالح في تقرير لها نشر قبيل الزيارة بـ"كنز للحضارة"، حيث أعلنت مصادر سعودية وفرنسية أن تنمية الموقع ستكون على أجندة ولي العهد.
وتُراهن المملكة العربية السعودية على أن تكون مدينة العلا (شمال غرب المملكة) إحدى أهم الوجهات السياحية والتاريخية للزوار والسائحين خلال الأعوام القليلة المقبلة، وذلك لما تمتلكه من مقومات تراثية وزراعية وثقافية وحضارية وطبيعية، ستضعها على خريطة السياحة العالمية.
ويتوقع مراقبون حدوث تطور كبير في مدينة العلا بعد اكتمال مشروع تطوير الموقع الذي نفذته الهيئة العامة للسياحة والآثار وشمل إنشاء مركز للزوار ومتحف سكة حديد الحجاز وترميم القلعة الإسلامية وإنشاء الممرات واللوحات الإرشادية والتعريفية وغيرها، وسيكتمل مشروع التطوير بافتتاح وتشغيل الفندق ومحلات بيع الهدايا والمطعم وغيرها من الخدمات في المباني التي تم الانتهاء من ترميمها.
ويقع هذا الكنز الأثري في محافظة العُلا التابعة لمنطقة المدينة المنورة، ويحتل المكان موقعاً استراتيجياً على الطريق الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية بالعراق وبلاد الشام ومصر.
وفي 2008 أعلنت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة مدائن صالح موقع تراث عالميا، وتشير اليونيسكو في تعريفها لـ"مدائن صالح" إلى أنها "أول موقع للمملكة العربية السعودية يُدرج في قائمة التراث العالمي. وهو أكبر موقع حفظه لنا التاريخ لحضارة الأنباط جنوب البتراء في الأردن. ويضم مقابر ضخمة محفوظة حفظاً جيداً، لها واجهات مزخرفة تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد وصولاً إلى القرن الأول الميلادي. ويحوي الموقع أيضاً ٥٠ نقشاً من الحقبة السابقة للأنباط وعدداً من رسوم الكهوف. ويحمل موقع الحجر شهادة فريدة عن حضارة الأنباط. فهو يعتبر، بمقابره الضخمة البالغ عددها ١١١ مقبرة - ومنها ٩٤ مقبرة مزينة بالزخارف- وآباره المائية، نموذجاً استثنائياً للإنجازات المعمارية للأنباط وخبراتهم الهيدرولوجية.
ويحوي موقع "مدائن صالح" مجموعة كبيرة من المقابر والمعالم نُحتت عمارتها وزخارفها مباشرة في الصخور الرملية. ويقف الموقع شاهداً على التقاء تيارات وتقاليد معمارية وزخرفية متنوعة (آشورية ومصرية وفينيقية وهلنستية)، وعلى وجود وتعاقب كتابات تعود إلى عدة لغات قديمة (لحيانية وثمودية ونبطية ويونانية ولاتينية). وجدير بالذكر أن "العلا" قد قامت بدور الوسيط بين حضارات الهند وجنوب شبه الجزيرة العربية جنوبا، وبين حضارات الشام ومصر والعراق شمالاً منذ القدم وحتى القرن الأول قبل الميلاد. وتأكيدا على الأهمية التي تحظى بها العلا، صدر أمر ملكي في 20 يوليو/تموز 2017، بإنشاء الهيئة الملكية لمحافظة العلا برئاسة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وعُيّن الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان محافظا للهيئة.