كتاب ورسامو أطفال يتحدثون عن مجلة ماجد الإماراتية في عيدها الـ40
"ماجد" مجلة أسبوعية للأطفال ما بين سن الـ7 والـ14، وتصدرها شركة أبوظبي للإعلام كل أربعاء.
احتفلت مجلة ماجد الإماراتية المخصصة للأطفال، الأربعاء، بمرور 40 على تأسيسها، وهي المجلة التي لعبت دوراً كبيراً في تثقيف الطفل العربي، وتعزيز قدراته المعرفية، بحسب مختصين في كتابة الأطفال تحدثوا مع "العين الإخبارية" عن هذه المناسبة.
وعلى الرغم من الوسائل التكنولوجية الحديثة خلال العصر الحالي، فإن المجلة لا تزال تحقق صدى واسعا لا في محيط الأطفال فقط، بل يمتد هذا الصدى للكبار أيضاً.
ومجلة "ماجد" هي مجلة أسبوعية للأطفال ما بين سن الـ7 والـ14، وتصدرها شركة أبوظبي للإعلام كل أربعاء، وظهر أول عدد للمجلة في 28 فبراير/ شباط من سنة 1979، برئاسة تحرير أحمد عمر.
في البداية، أكد الرسام مصطفى رحمة، إن المجلة قامت بدور رائع ورائد في تثقيف الطفل، موضحاً أنها كانت شاملة لكل الفروع، ولم تترك منطقة تتعلق بالمعرفة إلا وخصصت أبوابا لها لمخاطبة الطفل في أعماره المختلفة.
وتابع "رحمة" في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "لم يقتصر تأثير المجلة على الأطفال فقط، بل امتد تأثيرها على الكبار أيضاً، وكان فيها الإسلامي والبوليسي والكوميك والرياضة، واستمرارها حتى الآن يدل على قوتها وشخصيتها وتأثيرها، وهذا غريب جداً في ظل الظروف القاسية التي تعاني منها الصحافة الورقية".
وأكد مبتكر شخصية "كسلان"، أن المجلة تحافظ على حضورها بشكل لافت للنظر، حيث تستمر في لعب الدور الذي بدأت به منذ 40 عاماً، وهو مخاطبة الطفل العربي في مراحله العمرية المتنوعة، ومراعاة اختلاف الأذواق، بحيث تقدم المعرفة للطفل في كل الفروع التي يحتاجها، وهذا ما يدعو للدهشة.
من جهته، يرى الفنان والناقد التشكيلي صلاح بيصار أن مجلة ماجد اكتسبت شخصيتها الخاصة التي تعبر عنها في ظل وجود مجلات أخرى مثل العربي الصغير، ومجلة سمير، وغيرهما، موضحاً أن الدور الذي لعبه الفنان والصحافي أحمد عمر، أول رئيس تحرير للمجلة، كان مؤثراً ومهماً.
وتابع "بيصار": "الحب والإيمان هما العاملان اللذان ساهما في استمرار مجلة ماجد حتى الآن، هناك رغبة عميقة وإيمان شديد من القائمين عليها كي تستمر".
وأضاف: "الصحافة الورقية العربية تعيش فترات طاحنة، وتعاني من متغيرات عدة، وظروف قاسية جدًا تكاد تعصف بالصناعة كلها، ومع كل هذا، تحافظ المجلة على أن تصدر، وهي لا تصدر بأداء باهت مثلًا، أو في إخراج وشكل سيئ، ولكنها المجلة التي تعود الأطفال عليها، وتعودنا نحن أيضاً أن نراها، مجلة مدهشة ومتميزة ولديها قدرة فائقة على مخاطبة الطفل ومراعاة احتياجاته المختلفة والمتنوعة".
وبدوره، قال الشاعر والناقد عبده الزراع: "مجلة ماجد الإماراتية للأطفال من أهم وأقدم مجلات الأطفال التي تصدر في الوطن العربي، علاوة على أنها تصدر بانتظام أسبوعياً، ولم تتوقف منذ صدورها، وقد ساهمت بشكل كبير وفاعل فى نشر ثقافة الأطفال وإبداعاتهم، من خلال ما ينشر لكتاب الأطفال على صفحاتها، من قصة، وسيناريو، وقصائد شعرية، وقد شكلت هذه المجلة مع غيرها من مجلات الأطفال وجدان أبنائنا على مدار سنوات طوال، ونجحت هذه المجلة فى استقطاب كبار الكتاب والرسامين على مستوى الوطن العربي، وأصبحت مبهرة من حيث المادة المنشورة، ومن حيث الرسوم، والإخراج، ونوعية الورق، وجودة الطباعة".
وتابع "الزراع": "نجحت المجلة في أنها أوجدت لها قراء ينتظرونها بشغف، لمتابعة ما تقدمه من مادة ثرية ومتنوعة، وخاصة مسلسلات الكوميكس الشيق والمفيد، بالإضافة إلى أن مجلة ماجد نجحت أيضًا في تقديم عدد كبير من شباب الكتاب والرسامين المصريين والعرب، لدرجة أن أصبح النشر فيها بمثابة اعتراف ضمني بقيمة الكاتب أو الرسام، وماجد تجدد نفسها باستمرار من خلال الأبواب الجديدة التي تقدمها بين الحين والآخر، ومن خلال الكتاب الجدد، والرسوم البديعة، والإخراج المدهش، وإعطاء الأطفال فرصة كبيرة من خلال عدد معقول من صفحات المجلة تخصصه لإبداعاتهم ورسومهم، ومقالاتهم وأشعارهم، وقصصهم، ونشر صورهم، مما جعل هناك تواصل وحرص من الأطفال على اقتناء أعداد المجلة الناجحة التي أحبوها وارتبطوا بها".
الكاتبة فاطمة المعدول قالت: "إن مجلة ماجد لها أفضال على الطفل العربي"، موضحة أن الدور الذي لعبته المجلة في تثقيف الطفل وتوسيع مداركه وإمداده بما يحتاج من مواد معرفية دور لا ينكر، والجميع يرغب في المزيد من المطبوعات المخصصة للأطفال على غرار ما قامت به المجلة.
وتابعت "المعدول": "أشكر هذا الإصرار والحرص من القائمين على المجلة لأن تستمر في الصدور حتى الآن، ولليوم الذي يتم الاحتفال فيه بمرور 40 عاماً على إنشائها، هذا أمر يدعو للدهشة، وللفرح أيضاً، ونحن ندرك جيدًا الظروف الصعبة للصحافة الورقية".
وأوضحت "المعدول" أن تأثير المجلة لم يقتصر على الأطفال فقط، بل تأثر بها الكبار أيضاً، وهناك منهم من يحرص على اقتنائها حتى سنوات متقدمة من عمره، حيث خلقت المجلة نوعاً من التواصل والحميمية مع الطفل، الذي مهما تقدم به العمر لا تخفت علاقته بالمجلة.
الكاتب عمرو العادلي، صاحب رواية "المصباح والزجاجة" أكد أننا نحتاج للمزيد من المجلات التي تسع لتكرار النجاح والتأثير الذي حققته مجلة ماجد، ولكن بما يلائم العصر الذي نعيش فيه.
وتابع "العادلي": "ما يعجبني ويلفت انتباهي في المجلة، هو أن ما خلقته من شخصيات وما قدمته من قصص، لا يزال الطفل العربي متعلق به حتى الآن، وكل الأعداد القديمة من المجلة لا يشعر معها الطفل بأي غربة، بل هناك حالة من الألفة، وكأن من اخترع هذه الشخصيات كان يرسم ويكتب للأطفال في كل العصور، وهذا سر عبقرية مجلة ماجد".