مصير الأمم تحدده «النجوم».. هل يؤثر «المنجمون» على قرارات الرئيس الأمريكي القادم؟
في مشهد يتجاوز حدود الواقع، تبرز علاقة غير متوقعة بين السياسة والسحر في حياة عدد من القادة الأمريكيين، وجاء طرح كتاب "دونالد ريجان فور ذا ريكورد.. فروم وول ستريت تو واشنطن" ليثير الجدل بشكل أكبر حول تلك العلاقة.
على سبيل المثال، أحيطت هيلاري كلينتون، بشائعات مثيرة حول انخراطها في أنشطة غامضة مع مجموعة من السحرة والساحرات في كاليفورنيا خلال فترة وجود زوجها في البيت الأبيض. وأنها كانت تتردد على كنيسة وتمارس طقوسًا سحرية مرة كل شهر مع مجموعة من النساء.
كما لم يسلم الرئيس السابق باراك أوباما من الشائعات المتعلقة بالسحر، حيث انتشرت أخبار عن أن حماته، ماريان روبنسون، كانت تمارس السانتيريا في البيت الأبيض.
في حين كان أوباما قلقًا من تداعيات هذه الشائعات على صورته المسيحية المتدينة، ولجأ إلى نفي هذه الأخبار بشدة، مؤكدًا أنه لا وجود لممارسات فودو في البيت الأبيض.
ترامب ومطاردة الساحرات
من بروكلين، أطلقت الكاتبة والناشطة "يني" في السابق دعوة مثيرة للجدل، حيث طلبت من والدتها، التي تمارس سحر السانتيريا، التدخل لهزيمة الرئيس السابق دونالد ترامب.
وفي فترة رئاستة وصف الرئيس الأمريكي الأسبق، دونالد ترامب إجراءات مساءلته، بأنها تشبه "مطاردة الساحرات" في بلدة شهيرة.
عكست هذه العبارة استياءه من العمليات التي واجهها، واعتقاده بأنها كانت تفتقر إلى العدالة، حينما قال إن المتهمين بالسحر في بلدة "سالم" حصلوا على محاكمة أكثر عدلاً من تلك التي يتعرض لها.
وردت عمدة بلدة سالم، كيم دريسكول، على تصريحات ترامب، مشيرة إلى ضرورة أن يتعلم الرئيس الأمريكي الأسبق بعض دروس التاريخ قبل استخدام هذا التشبيه.
وأكدت دريسكول أن الأحداث التاريخية التي وقعت في "سالم" كانت لها عواقب وخيمة، وأن تشبيهها بالمشكلات السياسية قد يكون غير مناسب.
وفي الماضي، كانت ماري تود لينكولن، زوجة الرئيس لينكولن، تعقد جلسات لتحضير الأرواح في إحدى غرف الطابق العلوي في البيت الأبيض.
فضيحة رونالد ريغان وزوجته
وفي كتاب صدر في واشنطن عن دونالد ريغان وزوجته نانسي، تم الكشف عن أن كل خطوة قام بها الزوجان ريغان كانت تخضع لتقييمات منجميّة دقيقة.
هذه الاستشارات لم تكن مرتبطة فقط بحياتهما الشخصية، بل امتدت لتشمل قرارات سياسية خطيرة، مما جعل التنجيم يدخل كعنصر أساسي في السياسة الأمريكية العليا.
وكشف الكتاب أن أحد الاجتماعات المهمة بين ريغان والزعيم السوفيتي ميخائيل غورباتشوف لم يُعقد إلا بعد استشارة المنجمة التي أفادت بأن الوقت كان مناسبًا لعقده.
هذه المعلومات أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، حيث أصبح من الواضح أن بعض القرارات التاريخية التي شكلت مصير العالم كانت تُتخذ تحت تأثير النجوم.
وكان من المثير للاهتمام، كيف انبثقت هذه المعلومات في وقت لاحق، مما أضاف نوعًا من الفضيحة لرئاسة ريغان. خاصة عندما تم استجوابه حول هذه الادعاءات، ونفى ريغان تأثره بآراء المنجمين، مؤكدًا أن لديه أساليب أخرى لاتخاذ القرارات. ولكنه، في الوقت نفسه، لم يستطع إنكار العلاقة الوثيقة بينه وبين هذا العالم الغريب.
مصير الأمة بين النجوم
عندما يُفكر المواطن الأمريكي في قرارات رئيسه، قد يكون من الغريب تصوّر أن هذه القرارات تُستند إلى حركة النجوم. ولكن، في حالة ريغان، يبدو أن الشكوك حول عقلانية هذه القرارات كانت موجودة ، فقد رافقت فترة حكمه الكثير من القرارات المثيرة للجدل، التي ربما كانت مدفوعة بنصائح بعيدة كل البعد عن المنطق السياسي التقليدي.
هذا الكتاب لم يكن مجرد يوميات سياسية، بل كان يشير إلى المدى الذي ذهبت إليه عائلة ريغان في استشاراتها الفلكية. ووفقاً لدونالد ريغان رئيس الديوان في البيت الأبيض، لم يكن اتخاذ قرار عقد لقاء قمة مع غورباتشوف أو غيره من الاجتماعات الكبرى يتم إلا بعد الحصول على موافقة المنجمة.
تجعل هذه الفضيحة من الصعب علينا كأفراد أن نفكر في القرارات الأمريكية دون النظر إلى كيف يمكن أن تؤثر مثل هذه الأمورعلى السياسات العامة، وكيف يمكن لرئيس قوي أن يكون تحت تأثير المنجمين؟ وكيف يمكن لقرارات تتعلق بالسلام والحرب أن تُتخذ بناءً على حسابات فلكية؟