مقاطع من سيرة وشعر محمود درويش في ليلة حب بالقاهرة
المجلس الأعلى للثقافة المصري والسفارة الفلسطينية بالقاهرة احتفوا بالشاعر الراحل في أمسية شعرية بعنوان: "ليلة فى حب محمود درويش".
احتفى المجلس الأعلى للثقافة المصري، بالتعاون مع السفارة الفلسطينية بالقاهرة، بالشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، من خلال أمسية شعرية بعنوان: "ليلة فى حب محمود درويش".
أدار الأمسية الشاعر رجب الصاوي، وشارك فيها نخبة من مثقفي فلسطين ومصر؛ فمن الجانب الفلسطيني شارك كل من: الروائي والإعلامي ناجي الناجي مدير المركز الإعلامي لسفارة فلسطين بالقاهرة، والكاتب الروائي زياد عبد الفتاح، ومن مصر شارك كل من: الشاعر السماح عبد الله، والناقد الأدبي الدكتور حسين حمودة، والناقدة الأدبية الدكتورة نانسى إبراهيم، والإعلامية الدكتورة سحر سامي.
استهلّ الأمسية الشاعر رجب الصاوي، بإلقاء بعض من أبياته التى نظمها بالعامية المصرية؛ وأهداها لروح الشاعر الفلسطيني محمود درويش، ثم شرع فى تقديم عرض موجز لمسيرة درويش، مختتمًا كلمته الافتتاحية بأبيات وطنية للشاعر الفلسطيني، وبانتهاء كلمته بدأ فاصلًا صوتيًا مسجلًا للشاعر محمود درويش، وهو يُلقى قصيدته "عابرون فى كلامٍ عابر" بمصاحبة موسيقية.
وألقى الشاعر رجب الصاوى مدير الأمسية، قصيدة لدرويش "نامي قليلًا"، ثم مرر الكلمة لممثل السفارة الفلسطينية الروائى ناجي الناجي، الذى أشار إلى أن الشاعر الفلسطينى محمود درويش، يعد واحدًا من أهم رموز الثقافة الفلسطينية والعربية، مؤكدًا على أن الشاعر محمود درويش كان متمردًا دائمًا، وأخلص بشدة للشعر؛ فاختار أن يكون شاعرًا فحسب، واصفًا درويش بأنه "أيقونة فلسطين".
الأديب الفلسطيني زياد عبد الفتاح، تحدث في كلمته عن بعض تفاصيل رفيق دربه ومواطنه الشاعر محمود درويش، موضحًا أن بداية معرفته به كانت فى القاهرة، ما بين نهاية الستينيات وبداية السبعينيات من القرن المنصرم، حيث كان درويش خارجًا من فلسطين المحتلة بلا عودة، وكان الروائي زياد عبد الفتاح حينها يعمل فى إذاعة "صوت فتح"، وأشار إلى أن علاقتهما وقتها لم تتوطد بسبب سفر درويش إلى موسكو، لاستكمال دراسته هناك، لكنه لم يقدر على البقاء هناك أكثر من عام، ولم يستكمل أيّ دراسة سوى معرفة دأب عليها فى اللغة الروسية، وزادته قراءاته للشعر الروسى والأدب الروسي من تمكنه فى الروسية، أكمل حديثه عن إحدى مقابلاته مع الشاعر محمود درويش، والتى كانت خلال مشاركتهما فى اجتماع للأمانة العامة لاتحاد كتاب آسيا وإفريقيا، باعتباره عضوًا فى الأمانة العامة ممثلًا لفلسطين، وكان الروارئى زياد عبد الفتاح وقتها رئيسًا لتحرير مجلة "لوتس" التى يصدرها الاتحاد،
وأشار إلى أنه سأله حينها لماذا غادر موسكو بلا رجعة بعد مدة قصيرة لم تتجاوز عامًا واحدًا؟ فرد عليه درويش قائلًا: "لأننى خسرت الرهان على الشيوعية فى وقت مبكر على انتصارها، وعلى جدوى النضال من أجلها حتى الحبس فى السجون العنصرية الإسرائيلية التى تنتهك إنسانيتك، وتسعى لتدميرك تدميرًا منهجيًا"، واختتم حديثه مؤكدًا جدية درويش لأبعد مدى، حيث كان يؤمن بأن الموهبة لا تنهض وحدها، ولكن على صاحبها أن يثابر فى عمله بكل ما يستطيع.
أما كلمة الشاعر السماح عبد الله فأكد فيها أن الشاعر محمود درويش لم يكن من كبار الشعراء فحسب؛ بل كان أيضًا منشدًا عبقريًا، ثم ألقى بعد كلمته الموجزة بعضًا من أشعار درويش، من بينها قصيدة "أنا يوسف يا أبي"، وقصيدة "مطار أثينا".
من جانبه، أكد الناقد الأدبى الدكتور حسين حمودة أن تجربة محمود درويش الشعرية، تعد واحدة من التجارب الكبيرة والحافلة الممتدة، وموصولة بمسيرة طويلة قطعها الشاعر، تتسم بتحولات كبرى مر بها وطنه، وانعكست على الشاعر؛ فكان شعره شاهدًا على مراحل عدة مرت به وبالقضية الفلسطينية، وأشار إلى أن درويش كان دائم البحث فى عوالم اللغة، واختتم كلمته مؤكدًا أن رحلة الشاعر محمود درويش كانت طويلة وممتدة، وانقسمت لمراحل مختلفة، مثلها مثل أطوار الفراشة تمامًا.
أما الناقدة الأدبية الدكتورة نانسي إبراهيم، فأشارت لحيرتها الكبيرة التى واجهتها عند إقبالها على اختيارها للقصيدة التى ستلقيها من شعره فى احتفاليته الشعرية هذه، موضحة أن ترفض تصنيفه كأحد شعراء قصيدة النثر، مؤكدة أنه برغم اختلاف شعره عن شعر نزار قبانى الذي يصنف ضمن الشعر العمودي، إلا أن قصائده لا تخلو مما يجعلها قابلة للغناء بشكل كبير، وأنهت الناقدة مشاركتها بإلقاء قصيدة لدرويش بعنوان "لا شئ يعجبني".
وفى ختام كلمات المشاركين، ألقت الإعلامية الدكتورة سحر سامي، بعض أبيات درويش، مشيرة إلى أن الشاعر محمود درويش الذى نشأ فى قرية البروة استطاع أن يقدم مزجًا بين لغته اليومية العادية مع العبارات الوطنية، وصاغ هذا كله فى نصوصه الشعرية، كما جمع بين السياسة والشعر، وأوضحت أن فلسطينيته ميزته بشدة وسط كبار شعراء العرب، كما انه أخلص للشعر بالمقام الأول، وجمع كل الديانات السماوية الثلاثة فى شعره وبسطها للعالم، واستطاع أن يحمل القضية الفلسطينية إلينا، لذلك سيزال يعلمنا شعره حب الوطن.
اختتمت الأمسية بأغنية مسجلة للفنان مارسيل خليفة من كلمات الشاعر محمود درويش، وهي أشهر أعمالهما "أحن إلى خبز أمي".
aXA6IDUyLjE1LjEzNi4yMjMg
جزيرة ام اند امز