محمود ياسين التهامي: عمار الشريعي تنبأ بموهبتي وهكذا استفدت من شهرة والدي (حوار)
يعد محمود ياسين التهامي من أشهر المنشدين المصريين في العصر الحالي، حيث ورث جمال الصوت عن والده عميد المنشدين ياسين التهامي.
يتحرك محمود التهامي على الساحة بذكاء شديد، فهو يختار كلمات لها جلال وهيبة وباللغة العربية الفصحى، ثم يضع لها ألحانا مميزة.
بدأت نجومية التهامي من صعيد مصر، وبمرور الأيام عبرت خارج البلاد، وأصبح لأعماله صدى مسموع في كل مكان.
"العين الإخبارية" التقت المنشد محمود ياسين التهامي، للحوار معه حول العوامل التي ساهمت في انتشاره وجماهيريته، وسؤاله عن مستقبل الإنشاد الديني.. وإلى نص الحوار..
حققت شهرة واسعة في مصر والخارج.. ما هي العوامل التي ساهمت في انتشارك؟
النجاح بتوفيق من الله سبحانه وتعالى، كما أنني أتعامل مع الحياة بجدية شديدة، ولا أحب الاستسهال في العمل، تعلمت أن بقدر العمل والصبر تكون الجوائز من السماء، لذا أقول دائما إن النجاح رزق وجهد.
وهل دعّمت موهبتك في الإنشاد بالدراسة، أم اكتفيت بالموهبة الفطرية؟
الموهبة وحدها لا تكفي، أدركت أن الإنشاد يعتمد على اللغة العربية السليمة، لذا درست في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، ودرست في نفس التوقيت في الكونسرافتوار، وعملت في الهندسة الصوتية، ومن أجل تذوق معنى الألحان اقتربت من الموسيقار عمار الشريعي، والملحن حسن أبوالسعود، ولا أبالغ إذ قلت إنهما، تنبآ بموهبتي في التلحين، بجانب موهبتي في الإنشاد الديني.
شهرة وسطوع نجم والدك ساهما في نجاحك بشكل كبير.. تتفق أم تختلف مع هذا الرأي؟
ورثت من والدي جمال الصوت، والقدرة على الارتجال، وكنت حريصا على تنمية هذه الأشياء، وبكل تأكيد شهرة والدي، كانت عاملا قويا في بناء جسور من الود والحب مع الجمهور في مصر والخارج.
في ظل أغاني المهرجانات وموسيقى الراب.. هل يواجه الإنشاد أزمة كبيرة؟
بكل تأكيد المنشد الديني يواجه تحديا كبيرا لفرض وانتشار هذا الفن الرفيع، ولذا أبذل جهودا كبيرة لإيصال الإنشاد الديني إلى العالمية، ومؤخرا قدمت عرضا عالميا في الأهرام، وأعمل على ألبوم يحمل اسم "أنين" بالتعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وسيتم طرحه في الأسواق قريبا، من خلال شركة روتانا، ويضم هذا الألبوم 12 تراكا، منوعة ومميزة، وأتمنى أن ينال هذا العمل إعجاب الجمهور في مصر والخارج.
وفاتني القول إنني شاركت في السيمفونية الثلاثية "السلام والحب والتسامح" من إنتاج مجموعة أبوظبي للفنون، مع أبرز 300 موسيقي على مستوى العالم، والتي تم طرحها منذ أيام وحققت نجاحا لافتا.
يمتلئ سجل الإنشاد الديني بأسماء كبيرة.. مَن المنشد الذي أثر في تكوينك؟
تأثرت كثيرا بالشيخ علي محمود، فهو زعيم في الإنشاد الديني، ومن أجل الأصوات التي تصافح آذاننا، وقدم عبر مسيرته الرائعة، ألحانا وأناشيد جميلة، من الصعب أن تسقط من ذاكرة المستمع، مهما مضت الأيام وتعاقبت السنوات ومنها "يا نسيم الصبا تحمل سلامي"، وقيل عنه إن صوته كان يجمع كل أوتار الطرب.
بصفتك نقيب المنشدين.. كيف ترى مستقبل الإنشاد الديني؟
بالمناسبة لا أحب لقب نقيب المنشدين، أنا خادم الإنشاد الديني، ولا أبالغ إذا قلت إنني أريد التفرغ لمهمة الإنشاد، والابتعاد عن مشاكل نقابة المنشدين، فالعمل الإداري يقتل الإبداع، وبشأن مستقبل الإنشاد، فأنا أطمح في الوصول للعالمية.
تردد أن لديك مدرسة لتعليم الإنشاد الديني.. ما الحقيقة؟
بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية، تم عمل مدرسة لتعليم الإنشاد الديني في قصر الأمير طاز بالقاهرة، وبدأ المشروع منذ عام 2015، وتخرج فيها حتى الآن 5 آلاف منشد خلال 7 سنوات.