بعد انسحاب "لوكهيد مارتن".. ماذا ينتظر مقاتلات العراق؟
أكد برلماني عراقي، الأربعاء، أن انسحاب شركة لوكهيد مارتن الأمريكية من قاعدة بلد الجوية بالعراق، سيؤثر على صيانة مقاتلات "إف 16".
وقال عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمان العراقي سعران الأعاجيبي، خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "قضية إدامة المعدات العسكرية من قبل شركات أجنبية أمر وارد ومعتاد عليه منذ بدايات تسليح الجيش العراقي، خاصة أن أغلب المعدات العسكرية العراقية من طائرات ودبابات هي ما بين الروسي والفرنسي والتشيكي والأمريكي وغيرها".
وكانت شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، قررت سحب موظفيها، جراء الهجمات الصاروخية التي تستهدف قاعدة بلد الجوية من قبل المليشيات الإيرانية في العراق.
وأكد أن "الجهود المبذولة لإقناع الشركة بالبقاء باءت بالفشل"، مشيراً إلى أن الشركة "أبلغت الجانب العراقي بأنها ستعود حين توفر الحماية لموظفيها".
ولفت عضو لجنة الأمن والدفاع العراقية إلى أن "انسحاب الشركة المختصة بصيانة طائرات "إف 16" سيكون له تأثير في جوانب توفير قطع الغيار الخاصة بذلك النوع فضلاً عن ضياع فرص من التدريب والمشورة التي تحتاجها القوات الجوية العراقية، منوهاً إلى أن "العراق يملك كفاءات لا يستهان بها من مهندسين ومختصين في ذلك المجال ولكن ذلك غير كافي".
واستدرك، قائلا إن "أغلب الطائرات العراقية متهالكة ومر عليها زمن طويل وتحتاج إلى عمليات صيانة وتجهيز وإدامة من قبل الشركات التصنيعية المختصة".
ويشير الأعاجيبي إلى أن "العراق يعاني من ضعف كبير في مجال الدفاعات الجوية وغالباً ما تكون سماؤه مكشوفة دون وجود معالجات ذات قدرة على مجاراة الاختراق".
وأكد البرلماني العراقي، ضرورة أن تكون لدى العراق "منظومة صواريخ متطورة أسوة بالدول المجاورة ولو كانت من نوع "إس 300" الروسية، فضلاً عن منظومات رادارات أرضية لفرض سيادة الدفاعات الجوية على الفضاء العراقي العسكري".
وبشأن وجود القوات الأمريكية وما يشاع بشأن قواعدها في العراق، ينفي عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، صحة تلك الأنباء.
وأوضح أن "القوات الأمريكية والتحالف الدولي يوجدان ضمن مقار عسكرية عراقية عن طريق الاستضافة".
وتتعرض قاعدتا بلد في صلاح الدين و"عين الأسد"، في الأنبار فضلاً عن قاعدة "فكتوريا"، عند مقتربات مطار بغداد و"حرير" في أربيل، إلى هجمات صاروخية بين الحين والآخر بذريعة وجود قوات أجنبية عسكرية.
وعادة ما تتبنى مليشيات مسلحة عراقية على صلة بإيران الهجمات الصاروخية التي تستهدف تلك القواعد.
وتتواجد داخل قاعدة "بلد"، الجوية شمال العاصمة بغداد، شركة "لوك هيد"، الأمريكية المكلفة بصيانة طائرات الـ(F16)، التي كان العراق تعاقد على شرائها بعيد انسحاب القوات الأجنبية من العراق عام 2011.
وشهدت قاعدة "بلد" الجوية في الـ3 من الشهر الحالي، قصفاً بوابل من صواريخ الكاتيوشا، سقط إحداها قرب إحدى الثكنات التي يستخدمها موظفو الشركة الأمريكية.
وكانت الشركة قد أعادت فنييها للعمل بعد أن سحبتهم مطلع العام الماضي بسبب تصاعد تهديدات فصائل مسلحة عراقية باستهداف القاعدة.
وعقب قرار انسحاب موظفي الشركة الأمريكية الأخير، حذرت قيادة العمليات المشتركة، الثلاثاء، من تداعيات ذلك الأمر على كفاءة تلك الطائرات.
وأكدت العمليات المشتركة، في بيان حصلت "العين الإخبارية"، أن "طائرات F16 هي طائرات مهمة جداً والعمود الفقري للقوة الجوية العراقية وذراع العراق في مقاتلة ومحاربة الإرهاب"، مبيناً أن "الشركات العاملة في صيانة هذه الطائرات لها تأثير مباشر في عملية إعداد الكوادر والتقنيات التي تسهم في رفع قدرة الفنيين العراقيين".
وأضاف البيان، أنه "نأمل أن يكتمل تدريب كوادرنا الفنية من أجل القيام بأخذ مبادأة الإدامة، وكذلك التجهيز بصورة كاملة والتصليح"، مشيراً إلى أن "أي توقف في الجدول الزمني لعملية الإعداد سوف يؤثر سلبياً على عمليات التدريب واكتمال قدراتنا وبناء إمكانياتنا الهندسية والفنية".
وأعلنت شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية، الإثنين، سحب فرق الصيانة الخاصة بطائرات أف-16 من قاعدة "بلد" الجوية العراقية لأسباب أمنية.
وقال جوزيف لاماركا جونيور، مسؤول الاتصالات في الشركة المصنعة للأسلحة، في بيان، إنه "بالتنسيق مع الحكومة الأمريكية ومع اعتبار سلامة الموظفين على رأس أولوياتنا، تقوم لوكهيد مارتن بنقل فريق إف-16 الذي يتخذ من العراق مقرا له"، من دون أن يكشف عدد الموظفين الذين يتم سحبهم.