قبل الانتخابات الكبرى.. عمالقة التكنولوجيا يلاحقون تزييف الـAI
تتسابق شركات التكنولوجيا الكبرى لمعالجة تدفق الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي التي تغمر منصات الوسائط الاجتماعية قبل أن تؤدي العروض المصممة آلياً إلى تلويث وتزييف بيئة المعلومات بشكل أكبر.
في الـ9 من مايو/أيار 2024، أعلنت منصة "تيك توك" أنها ستبدأ في تصنيف المحتوى الذي تم إنشاؤه باستخدام الذكاء الاصطناعي.
فيما أعلنت ميتا الشركة الأم المالكة لمنصات "إنستغرام، ثريدز، فيسبوك"، خلال أبريل/نيسان الماضي، أنها ستبدأ في تصنيف هذا المحتوى، من خلال وضع المعايير الفنية التي ستسهل التعرف على الصور والفيديو والصوت الناتج عن أدوات الذكاء الاصطناعي، التي تظهر في خلاصات الوسائط الاجتماعية الخاصة بهم.
كما قدم موقع "يوتيوب" قواعد تلزم منشئي المحتوى بالكشف عن وقت إنشاء مقاطع الفيديو بواسطة الذكاء الاصطناعي، إذ يمكن تطبيق التصنيف.
ومن الجدير بالذكر أن منصة "إكس"، التي يملكها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، لم تعلن بعد عن أي خطط لتصنيف المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي.
ومع أقل من 200 يوم حتى انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2024، تبدو المخاطر مرتفعة، فمع تقدم التكنولوجيا بسرعة مذهلة، حددت أكبر ثلاث شركات لوسائل التواصل الاجتماعي خططًا لضمان قدرة مليارات المستخدمين على التمييز بين المحتوى الناتج عن الآلات والبشر، كما أوردت شبكة "سي إن إن" الأمريكية في تقرير صدر عنها الجمعة 10 مايو/أيار 2024.
- «تيك توك» تبدأ في تصنيف المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي
- الذكاء الاصطناعي «مخادع».. انقلاب يهدد البشرية
وفي الوقت نفسه، قالت شركة OpenAI، الشركة المطورة لبرنامج ChatGPT، التي تسمح للمستخدمين أيضا بإنشاء صور أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي من خلال نموذج DALL-E، هذا الأسبوع إنها ستطلق أداة تسمح للمستخدمين باكتشاف متى يتم إنشاء الصورة بواسطة الروبوت، بالإضافة إلى ذلك قالت الشركة إنها ستطلق صندوقا متعلقا بالانتخابات بقيمة 2 مليون دولار مع "مايكروسوفت" لمكافحة التزييف العميق الذي يمكن أن "يخدع الناخبين ويقوض الديمقراطية".
وتمثل الجهود التي يبذلها وادي السليكون اعترافًا بأن الأدوات التي يبنيها عمالقة التكنولوجيا تنطوي على إمكانات خطيرة لإحداث الفوضى في الفضاء المعلوماتي وإلحاق ضرر جسيم بالعملية الديمقراطية.
لقد أثبتت الصور التي ينشئها الذكاء الاصطناعي بالفعل أنها خادعة بشكل خاص، في هذا الأسبوع فقط خدعت صورة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لنجمة موسيقى البوب الأمريكية "كاتي بيري"، التي من المفترض أنها ظهرت على السجادة الحمراء في حفل Met Gala بفساتين معدنية وزهرية، المتابعين، حيث دفعتهم للاعتقاد بأن المغنية تحضر الحدث السنوي، في حين أنها لم تفعل ذلك في الواقع.
وكانت الصورة واقعية جدا لدرجة أن والدة بيري اعتقدت أنها أصلية، وقد أظهرت لقطة نشرتها بيري أن والدتها أرسلت رسالة نصية على هاتف آيفون الخاص بالمغنية الأمريكية قائلة فيها: "لم أكن أعلم أنكِ ذهبتي للحفل"، لتعقب بيري برسالة مضحكة على والدتها قائلة: "لقد تمكن الذكاء الاصطناعي منكِ أيضاً يا أمي".
وعلى الرغم من أن الصورة المنتشرة لم تسبب ضررا جسيما فإنه ليس من الصعب تخيل سيناريو -خاصة قبل الانتخابات الكبرى-، إذ يمكن لصورة مزيفة أن تضلل الناخبين وتثير الارتباك، وربما ترجيح كفة الميزان لصالح مرشح أو آخر.
ولكن على الرغم من التحذيرات المتكررة والمثيرة للقلق من جانب خبراء وشخصيات الصناعة، فقد فشلت الحكومة الفيدرالية حتى الآن في اتخاذ أي إجراء لوضع ضمانات حول الصناعة، وهكذا تركت شركات التكنولوجيا الكبرى لأجهزتها الخاصة مسؤولية كبح جماح التكنولوجيا قبل أن تتمكن الجهات الفاعلة السيئة من استغلالها لمصلحتها الخاصة.
ويبقى أن نرى ما إذا كانت الجهود التي تقودها الصناعة قادرة على الحد من انتشار التزييف العميق الضار بنجاح. لدى عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة كبيرة من القواعد التي تحظر محتوى معينا على منصاتهم، لكن التاريخ أظهر مرارا وتكرارا أنهم فشلوا في كثير من الأحيان في تطبيق هذه القواعد بشكل مناسب وسمحوا للمحتوى الضار بالانتشار إلى الجماهير قبل اتخاذ أي إجراء.
ولا يوحي هذا السجل السيئ بقدر كبير من الثقة، حيث تقصف الصور التي أنشأها الذكاء الاصطناعي بيئة المعلومات بشكل متزايد، خاصة أن الولايات المتحدة تندفع نحو انتخابات غير مسبوقة، إذ تكون الديمقراطية نفسها على المحك.